يحتفل شعب شرق كندا، بعيد سيامة نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، أسقفا في 9 يونيه 2019، بيد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر والمهجر. وبرعاية وبصيرة وتدبير نيافته تشهد الإيبارشية نهضة عمرانية روحية وخدمية وإنشائية.

= تعرف على سيرة الراهب القمص بولس البراموسي

عرف نيافته قبل الأسقفية باسم القمص الراهب بولس البراموسي. ودخل نيافته الرهبنة في 23 إبريل 2004، ونيافته خريج كلية الطب البشري. دخل الدير في 18 نوفمبر 2001. وتمت سيامته كاهنا في 7 مارس 2009. خدم في عيادة الدير والمشغل والمزرعة. خدم بعد ذلك في جنيف بسويسرا. وفي الفترة الأخيرة قبل الأسقفية بدأ الخدمة في شرق كندا. تم حفل التجليس يوم 20 أغسطس من نفس العام.

نهضة شاملة في الكنيسة

يهتم نيافته بخلاص الشعب حيث من حيث الخدمة النشيطة في مختلف كنائس الإيبارشية، التي يبلغ عددها 18 كنيسة، حيث ترفع صلوات القداسات والعشيات والتسابيح المسائية ومنتصف الليل مرات عديدة خلال الأسبوع الواحد. ويهتم نيافته بنشر كلمة الله الحية في الكتاب المقدس حيث نور الروح القدس الذي يمكن لكل شخص أن يتخذه نبراسا في حياته الشخصية والعائلية والمهنية يسترشد به لينير له الطريق. من هنا كان اهتمام نيافته بتأسيس أكاديمية القديس بولس لدراسة الكتاب المقدس لمختلف الأعمار: الأطفال والشباب والناضجين وكبار السن، ويتم التدريس فيها باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، لتلبي احتياجات جميع المهاجرين من مختلف المراجل وموجات الهجرة المتنوعة.

= علاقات طيبة مع المسؤولين والكنائس الأخرى

هذا ويتمتع نيافته بعلاقات طيبة مع المسؤولين في كندا، حيث جري العرف أن تتم دعوة نيافته من البرلمان الكندي ليشارك في المناسبات المهمة، ويقوم بالصلاة والدعوات وأعضاء البرلمان يرددون خلف نيافته “آمين”. كما يتمتع نيافته بعلاقات طيبة مع السفير المصري أحمد حافظ في أوتاوا، والقنصل المصري العام في مونتريال السفير نبيل فتحي، وغيرهم من المسؤولين.

ولنيافته كذلك علاقات طيبة مع مختلف الكنائس والطوائف المسيحية في كندا والكيبيك وبقية الأقاليم، وهناك صلاة تتم كل فترة بين مختلف الكنائس من أجل وحدة الإيمان المسيحي.

= صلوات وعظات روحية بلغات متعددة

يهتم نيافته بصلاة القداسات الإلهية، حيث يجول أسبوعيا ليصلي في كنيسة مختلف عن الأسبوع السابق عليه، حتي أن نيافته يصلي قداسات أيام السبوت والآحاد. وتتمتع نيافته بحكمة وبلاغة في العظات الروحية عقب قراءات الإنجيل المقدس، بفضل أسلوبه السهل والسلسل، خاصة وأن نيافته يلقي العظات مثلما يصلي القداسات بلغات عدة هي الإنجليزية والفرنسية وبالطبع العربية والقبطية.

= “كنيسة بدون أطفال وشباب.. كنيسة بلا مستقبل”

يعملنا نيافته أن الكنيسة هي “أمنا” وهي “سكني الله وسط شعبه”، لذا من المهم أن نرتبط بها ونتعمل أن نحب بعضا بعضا باعتبارنا أبناء وبنات الكنيسة، التي هي “أمنا”. ومن هنا يبرز اهتمام نيافته بالخدمة ونموها، مع مختلف الاجيال، وخاصة الأطفال والشباب، لأنهم مستقبل الكنيسة في المهجر. ويقول نيافته دائما “كنيسة بدون أطفال وشباب، كنيسة بلا مستقبل”، لذا يهتم نيافته بأن يتعلم ويتعود الأطفال والشباب علي القيم المسيحية الصحيحة، حتي يكونوا قادرين علي مواجهة تحديات مجتمع المهجر في كندا والغرب.

ويولي نيافته اهتمام كبيرا بالأنشطة والخدمات التي تخص الأطفال والشباب ومنها مهرجان الكرازة، وأنشطته المختلفة.

= قلب الأبوة في الرعاية: مؤتمرات وخلوات روحية

يولي نيافته أهمية كبير كذلك للمؤتمرات والخلوات الروحية في مختلف المراكز الروحية والكنائس التابعة للإيبارشية وفي مقدمتها ترينتي سنتر في فال دي بوا. ويخصص نيافته أوقاتا كثيرة من برنامج رعايته لكل الأعمار الأطفال والشباب والخريجين والعائلات وكبار السن ليقضي معهم في المؤتمرات والخلوات الروحية حيث يتواصل مع الشعب ويعظهم.

= سيامة آباء كهنة جدد ودياكونيين وشمامسة

كما يهتم نيافته لتلبية احتياجات الخدمة بسيامة آباء كهنة جدد، حيث قام نيافته بسيامة القس ماركوس كيرلس علي مذبح كنيسة مار مرقس مونتريال. وسيامة القس سيريل جرجس والقس ماثيو مسيحة علي مذبح كنيسة مار جرجس والأنبا أنطونيوس في أوتاوا. وسيقوم نيافته بسيامة كاهن جديد يوم 14 يونيه الجاري في قداس يوم السبت، حيث تتم سيامة الشماس مينا يوسف كاهنا علي مذبح كنيسة القديس يوحنا المعمدان في فودري، ليخدم مع القمص موسي دميان كاهن الكنيسة.

كما يولي نيافته أهمية كبير لرسامة الشمامسة علي مختلف الدرجات أبسالطس وأغنسطس ودياكون لتنمو الخدمة في الكنيسة المحبة للسيد المسيح له المجد.

= زيارات مباركة تملأ القلوب فرحًا: للآباء الأساقفة والكهنة

كما أن نيافته يهتم بدعوة عدد من الأحبار الأجلاء الأساقفة الذين يقومون بزيارات للإيبارشية لصلاة القداسات والقاء العظات، ونذكر منهم نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، ونيافة الأنبا تادرس مطران بورسعيد، نيافة الأنبا يوسف أسقف بوليفيا، نيافة الأنبا بافلي الاسقف العام لقطاع كنائس المنتزه الأسكندرية، نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا في الغربية، نيافة الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، ونيافة الأنبا باسيليوس أسقف ورئيس دير الأنبا صموئيل المعترف، وغيرهم كثيرين من الأحبار الأجلاء أصحاب النيافة الآباء الأساقفة، كما تتم دعوة وزيارة عدد من الآباء الكهنة الأجلاء نذكر منهم القمص داوود لمعي والقمص جورج بولس. وتكون خلال زيارتهم، هناك نهضات روحية، وفرحة كبيرة من جانب الشعب يهتمون بالصلوات وحضور القداسات والعشيات والكلمات الروحية النافعة.

= جولات رعوية في مواسم البركة والصوم والأعياد

هذا ويهتم نيافته في الأصوام المباركة ومنها الصوم الكبير وأسبوع الآلام وصوم السيدة العذراء وصوم عيد الميلاد بالقيام بزيارات رعوية لكل كنائس الإيبارشية في كل أقاليم شرق كندا في أونتاريو “أوتاوا العاصمة”، وإقليم الكيبيك، وإقليم نوفا سكوتشيا، وإقليم نيو برونزويك، وإقليم نيو فوند لاند وليبرادور، وإقليم جزيرة البرنس إدوارد، وهي ما تعرف بأقاليم شرق كندا الأطلسية، الواقعة علي شواطئ المحيط الأطلنطي. وفي أسبوع الآلام مثلا للصوم الكبير، يصلي نيافته صلوات البصخة خلال اليوم الواحد في كنيستين أو ثلاث كنائس، في جهد بدني لا يقوي عليه حتي الكثير من الشباب، ونيافته مشمول بنعمة الروح القدس ومحبة كل الشعب الذي ينتظر نوال بركة الصلاة مع نيافته.

= زفة السيدة العذراء مريم في بروسار… مشهد سماوي في شوارع كندا

كما أن نيافته في كل عيد للسيدة العذراء مريم، خلال صومها المباركة، يترأس تمجيد السيدة العذراء مريم وخلف نيافته عشرات الآلاف من الشعب القبطي في شرق كندا، يمجدون السيدة العذراء مريم في شوارع مدينة بروسار، حيث توجد كنيسة السيدة العذراء مريم في سانت هيوبير، وسط تقدير وامتنان السلطات المحلية والمواطنين الكنديين لهذه الزفة المباركة، التي يأتي لها الأقباط من مدن كندية عديدة. وتمتد الزفة علي مدار طريق في شوارع المدينة يتجاوز 8 كيلو متر، وهو ما يمثل جهدا بدنيا كبيرا، وحول نيافته عشرات الآلاف من الشعب القبطي، والعديد من الآباء الكهنة الأجلاء كهنة العديد من كنائس الإيبارشية.

= العطاء قبل الأعياد… فرح مشترك مع “أخوة الرب” في مصر

يهتم كذلك نيافته قبل كل عيد أو مناسبة روحية أن يدعو الشعب لنوال بركة مساعدة أخوتنا الفقراء “أخوة الرب” من خلال التبرعات، لشراء احتياجات العيد من منتجات غذائية وزيوت ولحوم، ويرسلها نيافته إلي عدد من الإيبارشية في مختلف أقاليم مصر ما بين الصعيد والوجه البحري. كما تذهب رحلات من عدد من كنائس الإيبارشية وخاصة لمراحل الشباب للخدمة في عدد من كنائس مصر في الإيبارشيات التي تكون في احتياجات في الصعيد والوجه البحري، ويرافقهم عدد من الآباء الكهنة الأجلاء وعدد من الخدام والخادمات المشهود لهم بالخدمة الباذلة.

= نهضة عمرانية إنشائية: “الكنيسة… سكنى الله وسط شعبه”

أمور خدمية ونهضة روحية كبيرة لا يسع المكان ولا تكفي الكلمات والسطور لتغطيها. ولهذا نحاول الانتقال إلي النهضة العمرانية الإنشائية، التي يقام ويقوم بها نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا.

= ترينتي سنتر… منارة روحية على أرض كندا

يولي نيافته اهتماما كبيرا بتطوير وتنمية وزيادة أعداد الكنائس باعتبارها “سكني الله وسط شعبه”. وتقريبا لا يتوقف نيافته عن تقدير هدايا للشعب في أبهي وأجمل صورة، حيث أن نيافته ببركة تعضيد ودعم الشعب والآباء الكهنة الأجلاء، قام بشراء ترينتي سنتر في فال دي بوا، وهي منطقة واقعة بين أوتاوا ومونتريال، وتم تطوير ترينتي سنتر بصورة كبيرة، وتوجد به كنيسة القديس الأنبا موسي الأسود. ويرتاد ترينتي أعداد كبير من الشعب من مختلف الكنائس لعمل الخلوات الروحية والمؤتمرات والأنشطة الروحية، وكان يشرف علي ترينتي سنتر أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، الذي جاء إلينا كهدية غالية من أبونا الأسقف الأنبا بولس، وقدسه يحمل كل رائحة وبركة دير البراموس العامر، حيث كان قدسه، نبراسا وطاقة نور للكثيرين.

= تحقيق أحلام طال انتظارها: كنائس علي النمط القبطي ومباني خدمات اجتماعية ومدرسة مسيحية

كما قام نيافة الأنبا بولس بمباركة الجهود وبناء أول كنيسة علي النمط القبطي الأرثوذكسي وهي كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال، والتي كانت عبارة عن حلم استمر لمدة 22 عاما، ثم تحولت إلي حقيقة وواقع يفتخر به كل شعب الإيبارشية. كما تم الانتهاء من بناء كنيسة القديس يوسف في أوتاوا، وكنيسة يوحنا المعمدان في فودري. وجاري العمل في بناء المباني الاجتماعية لكنائس القديسين بطرس وبولس في بوانت كلير، والسيدة العذراء مريم في أوتاوا.

كما تم تركيب حامل أيقونات جديد وتجديد المذبح وخورس الشمامسة في كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز.

كما تم افتتاح مدرسة فيلوباتير للأقباط في أوتاوا للحفاظ علي القيم والسلوكيات المسيحية بعيدا تحديات المجتمع الغربي وبعض قيمه وسلوكياته السلبية الخاصة بالمثلية الجنسية وغيرها.

= كنيسة جديدة تحمل البركة في قلب الكيبيك للقديسين مكسيموس وديماديوس

وكانت هدية أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا الشتاء الماضي، شراء كنيسة كاثوليكية كبيرة وجميلة وتحويلها لكنيسة أرثوذكسية تحمل اسم القديسين العظيمين مكسيموس وديماديوس في مدينة ماريفيل بإقليم الكيبيك، وسط فرحة كبيرة للغاية ملأت قلوب جميع شعب الإيبارشية في مختلف المدن. ولا تتوقف هدايا نيافته للشعب من خدمة ونهضة روحية وخدمية وعمرانية وإنشائية، وفي عيد سيامة نيافته السادس أسقفا علي أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، ونصلي إلي ربنا يسوع المسيح أن يسند نيافته ويعطيه حكمة سليمان وقلب داوود ليرعي ويدبر شؤون الإيبارشية ويثبت نيافته على كرسيه أزمنة سلامية مديدة وإلي منتهي الأعوام.