الأقمار الصناعية تكشف حقيقة صادمة عن القارة القطبية.. خطر جديد يهدد العالم
02.07.2025 09:50
اهم اخبار العالم World News
الدستور
الأقمار الصناعية تكشف حقيقة صادمة عن القارة القطبية.. خطر جديد يهدد العالم
حجم الخط
الدستور

نقلت صحيفة "إنديا توداي"، الهندية، دراسة بحثية جديدة كشفت عن تغير جذري وغير متوقع في بنية المحيط الجنوبي، إذ بدأت الطبقات السطحية تشهد زيادة ملحوظة في نسبة الملوحة بالتوازي مع ذوبان جليد البحر حول القارة القطبية الجنوبية بوتيرة غير مسبوقة. 

ووفقًا لتحليل الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الروبوتية، فقد فقدت منطقة أنتاركتيكا منذ عام 2015 مساحات من الجليد تعادل مساحة جزيرة جرينلاند، في أكبر تحول بيئي مُسجّل على كوكب الأرض خلال العقود الأخيرة.

وتابعت الصحيفة أنه لعقود طويلة، كانت الطبقة السطحية للمحيط الجنوبي تتسم بوفرة المياه العذبة الناتجة من ذوبان الأنهار الجليدية والأمطار القطبية. 

وأضافت أن هذه الطبقة حافظت على عزل حراري يمنع حرارة الأعماق من الصعود ويُسهِّل تكوّن جليد بحري أكثر سماكة واستقرارًا، لكن البيانات المحدثة تشير الآن إلى عكس هذا الاتجاه: الملوحة في ارتفاع، والطبقة العازلة تضعف، والحرارة الكامنة في الأعماق تصعد نحو السطح فتذيب جليد البحر من أسفل.

ويبرز التقرير، الذي قادته جامعة ساوثهامبتون ونشر في 30 يونيو بدورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية، أنّ هذا التغيّر يُدخل النظام البيئي في دائرة مفرغة؛ فاختفاء مزيد من الجليد يسمح للمحيط بامتصاص قدر أكبر من حرارة الشمس، ما يؤدي بدوره إلى تسارع الذوبان وفقدان مساحات إضافية من الجليد البحري.

وفي هذا السياق، عادت ظاهرة فتحة مود رايز – الفتحة الضخمة في الجليد البحري التي يبلغ حجمها نحو أربعة أضعاف مساحة ويلز – بعد غياب دام منذ سبعينيات القرن الماضي، مؤكدة تسارع تلك الحلقة الخطرة.

اختلال توازن الحرارة في العالم

وأكدت الصحيفة الهندية، أن المناطق القطبية في العالم هى العنصر الحاسم في توازن درجة حرارة الكوكب، حيث تعكس أشعة الشمس وترسلها بعيدًا عن كوكب الأرض، وذوبان الجليد، يعني امتصاص المحيطات كميات أكبر من الحرارة، ما يسهم في تضخيم أنماط العواصف، وتعجيل وتيرة الاحترار العالمي، وتقليص موائل البطاريق، وغيرها من الكائنات القطبية. 

كما تؤثر هذه التغييرات السريعة في مسارات التيارات البحرية وأنظمة الطقس البعيدة عن المناطق القطبية، ما يهدد استقرار المناخ العالمي كله.

وأكد الباحث الرئيسي أليساندرو سيلفانو أن استمرار حالة الملوحة المرتفعة وانخفاض الجليد قد يعيد تشكيل المحيط الجنوبي بصورة دائمة، الأمر الذي سينعكس على التوازن البيئي للكوكب بأسره. 

وشدد فريق الدراسة على ضرورة تعزيز شبكات الرصد بالأقمار الصناعية والأجهزة الميدانية، لأن نماذج المناخ الحالية لم تتنبأ بهذا التحول السريع، ما يستدعي مراجعة عاجلة للسيناريوهات العلمية المعتمدة وإعادة تقييم التوقعات المستقبلية لتغير المناخ.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.