
رغم الانتقادات شديدة اللهجة من قبل منظمات حقوقية دولية ومحلية ، تبنت الحكومة الألمانية فى اجتماعها اليوم حزمة من الإجراءات لتنفيذ خطة الترحيل السريع للاجئين المرفوضة طلبات لجوئهم التى اقترحها وزير الداخلية الألمانى توماس دىميزير ، ومن المنتظر أن تطول الإجراءات الجديدة أكثر من 207 آلاف لاجئ، معظمهم من الأفغان والتونسيين والمغاربة .
ووفقًا لحزمة الاجراءات الجديدة سيتم مد فترة احتجاز اللاجئين المرفوضة طلبات لجوئهم إلى عشرة أيام للحيلولة دون تهربهم من الترحيل أو وقف قرارات الترحيل من قبل محاكم جزئية المانية، كما تمنح الاجراءات مكتب الهجرة واللجوء الفيدرالى حق الاطلاع على البيانات المسجلة على هواتف اللاجئين منذ دخولهم الأراضى الألمانية وفى معسكرات الاستقبال الاولى واستخدامها فى التعرف على هوياتهم وشبكة علاقاتهم، وسيتم لهذا الغرض إنشاء مكتب تحت اسم دعم العودة فى مراكز استقبال اللاجئين فى مختلف الولايات الألمانية .
وكانت بعض الولايات الألمانية قد أوقفت أمس عمليات ترحيل جماعى للأفغان رغم صدور قرارات من وزير الداخلية الاتحادى بترحيلهم .
وانتقدت منظمة العفو الدولية فى تقرير لها صدر اليوم اجراءات الحكومة الألمانية فى الترحيل القسرى للاجئين، كما انتقدت تراجعها عن سياسة الترحيب بالمهاجرين وتقصيرها فى حمايتهم من العنف من قبل مجموعات يمينية متطرفة، فيما حذرت جمعيات حقوقية ألمانية من مخاطر الترحيل الجماعى للأفغان، معتبرة أن مناطق عديدة فى أفغانستان لا تزال غير آمنة وتمثل خطرًا على حياة اللاجئين المرحلين قسرًا إليها.
وتتبنى الحكومة الألمانية الائتلافية بزعامة المستشارة انجيلا ميركل خططًا لتخفيض عدد اللاجئين والمهاجرين إلى ألمانيا لتفادى الانتقادات الشديدة التى تتعرض لها الحكومة إزاء سياسات الهجرة واللجوء، وتواجه المستشارة ميركل ضغوطًا شديدة من بعض قيادات حزبها والحزب الاجتماعى المسيحى لتغيير سياستها تجاه اللاجئين، خاصة خلال العام الحالى، عام الانتخابات العامة حيث تسعى أحزاب راديكالية وشعبوية من اليمين واليسار إلى سحب البساط من تحت أقدام حزب ميركل، مستغلة تغير مزاج الناخبين الألمان تجاه سياسة الترحيب باللاجئين .
يُذكر أن ألمانيا بدأت منذ العام الماضى خطة شاملة لإعادة ترحيل اللاجئين القادمين فيما يعرف بقائمة الدول الآمنة، التى تمت إضافة دول المغرب العربى إليها إلى جانب البوسنة ومقدونيا وأفغانستان، وبلغ عدد العائدين من ألمانيا إلى أوطانهم العام الماضى حوالى 80 ألفًا، منهم من غادر ألمانيا طوعًا، وغالبيتهم من العراقيين .