اليوم ..ذكري نياحة الأرشيدياكون "رمسيس نجيب"
28.02.2017 16:02
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
اليوم ..ذكري نياحة الأرشيدياكون
Font Size

تحل ذكرى الميلاد السمائي الثالث لخادم الشباب والمكرس البتول الآرشيدباكون رمسيس نجيب يوم 28 فبراير.. وكان الأرشيدياكون.. رمسيس نجيب قد وُلد سنة 1932 بمحافظة سوهاج في أسرة مسيحية تقية، وحصل على الشهادة الابتدائية من محافظة قنا وأتم دراسته الثانوية بالجيزة وحصل على بكالوريوس العلوم من جامعة عين شمس وماجستير في التربية من جامعة القاهرة.

عمل الشاب رمسيس نجيب عقب تخرجه مُدرساً للرياضيّات بمدرسة السعيدية الثانوية والأورمان النموذجية، ودرّس كثيرين من أبناء قيادات الثورة وقتئذ، وأصبح من تلاميذه من تَبوَّأ المناصب الهامة في الدولة.

بجانب الحياة العملية بدأ خدمته في كنيسة مارمرقس الرسول بالجيزة وهو في المرحلة الثانوية، وتتلمذ على يد الأستاذ سليمان رزق (مثلث الرحمات الأنبا مينا آفا مينا) في اجتماعات الصلاة، والأستاذ سامي أمين (المتنيح القمص أنطونيوس أمين) في خدمة القرية ومدارس الأحد.

دعاه القمص صليب سوريال للخدمة في بيت الشمامسة القبطي مع الأستاذ سمير خير سكر (نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة)، والمهندس فؤاد كامل يني (القمص مينا كامل في بروكلين)، والأستاذ مختار فهمي المنياوي (نيافة الأنبا رويس، الأسقف العام).

في أبريل 1963م. دعى مثلث الرحمات نيافة الأنبا دوماديوس (بعد سيامته أسقفاَ للجيزة) الشباب الجامعي للتكريس في خدمة الكهنوت بالإيبارشية، فاختار القمص صليب سوريال المحاسب صلاح منصور (القمص يوحنا منصور)، والمهندس فؤاد كامل (القمص مينا كامل)، والأستاذ رمسيس نجيب للتكريس، وتعهّدوا أمام مذبح الله بتقديم حياتهم للتكريس لخدمة الرب والكنيسة المقدسة. 

رسمه مثلث الرحمات الأنبا دوماديوس مطران الجيزة الراحل أغنسطس وإيبودياكون ودياكون ثم سيم أرشيدياكون عام 1976م. ليرعى خدمة الدياكونيين بإيبارشية الجيزة. فقاد العمل بنشاط في خدمة القرية، وحرص على إقامة مُعسكرات الخدمة الصيفية والمؤتمرات السنوية الـمُخصَّصة لخدمة القرية، ورفع شعار أن المسيح كان قروياَ ولم يكن يذهب الى المدينة سوى فى الأعياد.. وقد خرج من هذه القرى خُدام مَحليين يخدمونها، وأصبحت أرضاً مُمَهَّدة للإيبارشيات الجديدة التي نشـأت على اتساع إيبارشية الجيزة في الصف والعياط وامبابة وباقي الإيبارشيات.

دعاه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث للرهبنة مع الأستاذ كمال حبيب ( مثلث الرحمات الانبا بيمن اسقف ملوى السابق والدكتور إميل عزيز ( نيافة الانبا موسى ) إعداداً لخدمة الأسقفية، لكنه تمسك برسالته في خدمة الشمّاسية وحياة التكريس البتولي فصار رائداً ومثالاً لكثيرين. وكتب عنه نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ” حقاً لقد كان مصباحاً يُوضع على منارة الكنيسة لكي يُضيء لكل من أحب حياة التكريس، وصار بركة لكثيرين من خلال خدمته وعطائه ومُؤلّفاته وقدوته “.. 

فَضَّل الأرشيدياكون رمسيس نجيب خدمة التكريس البتولي، حيث أحس بدعوته في خدمة الشمّاسية. ويقول نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب: “أنه أعاد لرتبة الأرشيدياكون مكانتها فمنذ أيام الأرشيدياكون حبيب جرجس – رائد التربية الكنسية -والكلية الإكليريكية، والنهضة الكنسية المعاصرة، جاء رمسيس نجيب ليُعيد لرتبة الأرشيدياكون مكانتها.. وتمسك بهذه الرتبة الشماسية، رغم أنه أب لأساقفة وكهنة كثيرين، وشمامسة وخدام..” 

تتلمذ الأرشيدياكون رمسيس نجيب على فكر ومنهج أبيه الروحي القمص صليب سوريال والأسقف الشهيد الأنبا صموئيل أول أسقف للخدمات الاجتماعية ورائد خدمة الدياكونية. مما كان له كبير الأثر في رسوخ دعوته وتـأصيل رسالته ووضوح هدف التكريس لديه. استلم الخدمة في بيت الشمامسة القبطي بالجيزة وأدارها بإقتدار، وأنشـأ بيت الشمامسة القبطي بمدينة السادس من أكتوبر لخدمة الشمامسة الـمُغتربين ، كما ساهم في إنشاء العديد من البيوت الأخرى بتقديم كافة ما يلزم من أوراق أو لوائح وخلافه.

وقد أشاد قداسة البابا تواضروس الثاني بهذه الخدمة فقال ” أنه كان صاحب أسلوب متميز في رعاية الجامعين في بيت الشمامسة القبطي بالجيزة والذي امتدت شهرته الى كل مصر ويحسب لكل من تخرج من هذا البيت شهادة فوق شهادته الجامعية.”

رأس جمعية التربية القبطية بعد نياحة القمص صليب سوريال، واهتم برعاية الخدام ونشر فروع الجمعية في أنحاء الإيبارشية، كما أسس جمعية لخريجي بيت الشمامسة القبطي لرعاية الخريجين وأسرهم.. وكان يحلم بـإنشاء نادي ثقافي رياضي قبطي ليجتمع فيه الخريجون القدامى والجدد لممارسة الأنشطة المختلفة ومناقشة مشكلاتهم.

كان للأرشيدياكون دور بارز في العمل المسكوني، فقد مَثَّل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في اجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس الكنائس العالمي، والمشروع المسكوني للتربية الشعبية، والشبيبة المسيحية في لبنان وقبرص والسودان ومصر، وله محاضرات قيمة في هذه اللقاءات.

كما اُختير من مؤسسة الأهرام ليُشارك في وضع كتاب تقرير الحالة الدينية في مصر كممثل للكنيسة القبطية.

سافر الأرشيدياكون رمسيس نجيب إلى روما في رحلة إحضار رفات مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية مع الوفد المرافق، وأخذ بركة حمل الصندوق الذي يحوي الرفات وتسليمه للبابا كيرلس السادس على سلم الطائرة، إذ كان هو الوحيد الذي يحمل التونية معه داخل الطائرة.

عيَّنه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عضواً في اللجنة العُليا لمدارس الأحد، ومُدرساً لمادة القرية مع نيافة الأنبا باخوميوس بمعهد الرعاية بالقاهرة. كما دعاه نيافة الأنبا باخوميوس لتدريس مادة التربية وعِلم النفس بالكُلية الإكليريكية بدمنهور.

قدَّم للمكتبة المسيحية 17 كتاباً من الكتب التي تخدم الموضوعات الشبابية والروحية والدراسية مثل: طهارتي، وأجاب على أسئلة الشباب حول العفة، وتكلم عن مُعاملات المسيح مع الخطاة، وكتب عن شفاء النفس، واستِفانوس، والحواس الـمُدربة …وأُخر

تمسك الأرشيدياكون بمبدأ الحياد، ولم ينحز إلى شخص بعينه وكان يقول: أن البابا شنودة أعظم معلم، والأنبا صموئيل أعظم خادم، والأنبا غريغوريوس أعظم عالم، وأبونا متى المسكين أعظم راهب.

تربى وتخرج تحت يديه الكثير من أبناء الكنيسة المباركين والذين انتشروا في بقاع المسكونة يشهدون للمسيح الساكن فيهم، وصار من أولاده أساقفة وكهنة ورهبان وعلماء ورجال دولة ورجال أعمال وكثيرون في مختلف مجالات الحياة، ينشرون رسالة بيت الشمامسة التي تربوا عليها في كل مكان من المسكونة. 

رقد الأرشيدياكون رمسيس نجيب في شيخوخة صالحة عن واحد وثمانين عاماً، قضاها في هذا العالم وهو في شركة مقدسة مع الله، وعاش في حياة التكريس أكثر من خمسين عاماً.. وكتب عنه نيافة الأنبا ثيئودوسيوس أسقف الجيزة “أن المُتنيح الأرشيدياكون رمسيس نجيب يذكره التاريخ الكنسي بكل الأمانة التي قدمها من أجل مجد المسيح ومن أجل خدمة الكلمة وخدمة الكرازة في كل مكان ذهب اليه.”

القس ايسيذوروس نصيف

مدبر بيت الشمامسة القبطى بالجيزة

من مقالات.. الأرشيدياكون المكتوبة لأولاده

أبنائي الأحبّاء…

أذكّركم بما قاله أحد خرّيجي بيت الشمامسة (وهو الآن مهندسٌ لامع)، قال: “يجب أن يكون كل شمّاس بيت شمامسة” بمعنى أن يكون كل شمّاس حاملاً لتراث هذا البيت وخدمته كما كان استِفانوس مملوءاً من الروح القُدس والقوة.

لا ينقصنا في أيّامنا هذه كنائس أو وُعّاظ أو مُتكلّمين ولكن ينقصنا أن يكون الخادم عظة في سلوكه وفي اختباره، فما يُدرّسه المدرّس أو الواعظ أو الخادم هو اختباره الشخصي..

“What a teacher teaches… is himself..!!”

وذلك حتى لا ينفصل الفهم أو التعليم عن السلوك، فمسيحيّتنا أولاً وأخيراً تعتمد على الخبرة الروحية بمعنى تربوي سليم.

يجب أن يكون العمل الروحي في كنائسنا واجتماعتنا مُعتمداً على منهج الخبرة، وهنا لا نلغي المعلومة ولكن تصير المعلومة خبرة حياتية تتحدث بأكثر من الكلمات.. هذا هو ما ينقص هذا الجيل! 

وهنا أتذكر كلمات قدّيس هذا الزمان البابا كيرلس السادس عندما يتحدّث إلى الخُدّام ويقول: “مليتوا الهوا كلام”. 

إن أخطر ما في الموقف هو أن ينفصل الفهم عن السلوك، هذه هي مُشكلة هذا الزمان وهذا ما كان يُردده البابا القديس ولهذا يقول معلّمنا يعقوب الرسول:

” لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ! لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا “(يع 3: 1-2).

ويجب أن نعلم أن كلمة “معرفة” إذا أخذناها بـأصلها اليوناني لا تعني فقط المعرفة الحادثة من العقل ولكن تعني وبالدرجة الأولى المعرفة الحياتية المبنيّة على الاختبار. ونحن عندما نفتح الكتاب المُقدّس 

ونقرأ النص “وعرف أبرام الله” فهذا لا يعني أنه عرف الله المعرفة العقلية ولكن هذا يعني أنّه اختبر الله اختباراً حياً.

إنسان هذا العصر قد افتقر إلى حياة الاختبار..

بماذا أشبّهه؟ ….

اشبّهه كاريكاتيرياّ بإنسانٍ هزيلٍ الجسم ذي رأس كبيرٍ مضحكٍ؛ عقله ضخمٌ مُحتشد بالمعلومات في حين أن جسمه نحيلٌ لأن حياته خالية من الاختبار.

لهذا أوصيكم يا أولادي الأحبّاء أن تعرفوا الله وتختبروه..!!

“ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ” (مزمور 34 : 8). 

مُقتطفات من.. كتاب [طَهارَتي] للأرشيدياكون

شبابُنا الطيب من الجنسين.. 

قوة الشباب، وطهارة الشباب ستظل المشعل الذي يُنير الحياة، والطاقة التي تعدهم لتحمل مسؤليات الكنيسة. سر القوة في حياة الشباب تكمن في طهارته، قال أحدهم لتلاميذه: “أن قوتي تعادل عشرة رجال، فلما سـألوه وكيف ذلك، قال لأني طاهر.” ذلك الشاب الذي يستطيع أن يتسلط على فكره ويسود على شهواته قادر أن يمسك دائماً بـأسباب النجاح.

شعاع من نور.. إنني لا أتصور ولو إلى لحظة واحدة كيف أنكر وجود حب طاهر!!

فإن الحب المقدس طاقة خلاقة وقوة هائلة تدفع الإنسان إلى العمل النظيف المـُثمر. إن الوجود بدون هذا الحب المقدس هو الشتاء القارس بعينه.. إنني إذا أنكرت الحب الطاهر أجحد مسيحيتي تلك التي بواسطة المحبة سمت بغرائز الإنسان ورفعته فوق طوفان الشهوة واللذة. إن المسيحية أتت بإشعاعات الحب الطاهر الذي بلا رياء، أشرقت به على البشرية لتُجمّلها وتجعلها مُتشبهة بصورة خالقها. الحب نشيط، مُخلص، حنون، عذب، وديع، قوي، صبور، أمين، حكيم، طويل الأناة، باسل، لا يَطلب ذاته أبداً.

الـرُجولة الروحية.. مقياسها في مدى الاستفادة من وقت الفراغ أثناء الوحدة. إذا جلست يا أخي الشاب في مكان مُنفرد فبقدر ما تحسن استخدام هذه الفترة بقدر ما تنمو رجولتك الروحية. 

مفهوم القداسة.. لعل الكثير من مخاوف الشباب مرجعها أن مفهوم القداسة غير واضح تماماً في الذهن. فقد يُفهم أن القداسة تعني “لا أخطئ”، وهذا مفهوم نظري للقداسة فالصدّيق (القدّيس) يسقط سبع مرات في اليوم والربُ يُقيمه.

القداسة.. حالة قيام مستمر من الخطية وهذا يحتاج إلى قوة دافعة تساعد على القيام وانتفاضة التوبة. تلك القوة الدافعة هي حالة كُره الخطية. وبذلك المفهوم العملي للقداسة ليس أن لا أخطئ لكن أن أكره الخطيئة.

المسيحية.. ليست كتاباً يُقرأ أو مباديء تُحفظ، أو مُجرد طقوس تُؤدّى أو فرائض تُنفذ،

إنما هي حياة مع الرب يسوع وتذوق لحلاوة العشرة معه،

فيسوع عندما اختار تلاميذه لم يُؤلف لهم كتاباً، ولا اقتصر عمله معهم على مُجرد إلقاء عظات أو تقديم مبادئ أخلاقية سامية،

إنما عاش وسطهم وعاشوا هم معه..

هذه هي المسيحية،

فالمسيحية تُوجد حيثما تكون التلمذة، وتضعف وتخور وتصير جافة وثقيلة وخيالية حينما تُفقد!

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.