
ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة عشية رسامة وتجليس أساقفة، بدير الأنبا بيشوى العامر بوادي النطرون، وشاركه فى طقس السيامة الكثير من المطارنة والأساقفة بالمجمع المقدس، وقدم الشكر فى الكلمة التي ألقاها بالدير، لدير الأنبا بيشوي ورهبانه برئاسة أسقفهم الأنبا صرابامون، وذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رسامة أساقفة داخل الأديرة، وأن الله رتب أن يكون ثلاثة أساقفة من خريجي هذا الدير.
وأوضح البطريرك، كيفية اختيار الأساقفة بداية من خلو المكان برحيل أسقف، أو إنشاء إيبارشية جديدة، فيكون المختار رئيسًا لدير، أو أسقفًا عامًا، أو أسقفًا لمكان محدد، وذكر أن أولى خطوات الاختيار هى الصلاة ومناقشة من الأساقف خريجي الدير، أو الرهبان، وفى الإيبارشية نسأل شعب الإيبارشية.
وفسر البابا أن جملة «من حق الشعب أن يختار راعيه» تخص بالأكثر الكهنة، وأن الأسقف هو الذي يختار الكاهن، ومجموعة الكهنة يختارون أسقفًا، ومجموعة الأساقفة يختارون البطريرك.
وأضاف «تواضروس» أنَّ الكنيسة القبطية كنيسة شعبية، إذ يمثل الشعب مجموعة منتقاة من الأراخنة، أو أمناء الخدمة، أو أعضاء مجلس الكنائس، وأنَّه تتم مناقشات كثيرة بشأن الاختيار، ويرسل خطابا رسميا من المكان بالترشيحات، وتترك فرصة لدراسة الأمر وتقييم الملاحظات، وإذا تمَّ الاختيار يرسل خطاب لكل الآباء معلن فيه عن العزم على سيامة من اختاروه.
وذكر أنَّ فى تلك الليلة سيتم تجليس ثلاثة أساقفة عموم لم تحدد لهم منطقة جغرافية ثابتة، وخدما حسبما طلبت منهم الكنيسة وهم حسب الأقدمية، الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لإنجلترا، سيصير أسقفًا للندن وتوابعها، وترهب هذا الأسقف فى أوائل التسعينيات وصار أسقفًا عامًا فى سنة 1999 لإنجلترا، وشارك فى عدة مجالس متعددة، وهو عضو فى مجلس الكنائس العالمي، ويهتم بخدمة الشباب، ودرس فى العلوم السياسية والفلسفة والمحاماة، واختير رئيسًا لجمعيات دار الكتاب المقدس على مستوى العالم، وسيكون مسئولا عن إيبارشية لندن بجوار خدمته العامة كممثل للكنيسة، وقدمت من أجله تزكيات كثيرة.
والأسقف الثاني هو الأنبا كاراس الذي تخرج فى الإكليريكية وخدم شماسًا مكرسًا ثم راهبًا بالدير، وخدم كراهب بالقدس وخدم فى لندن، واختير أسقفًا عامًا كنائب بابوب للكنيسة فى نيوجيرسي لرعاية الكنائس الموجودة فى بنسلفانيا وديلادير وميريلاند وهذه كنائس محدودة فى كل ولاية، واختير ليكون أسقفًا لبنسلفانيا وتوابعها.
أما الثالث فهو الأنبا مارك أسقف عام باريس، حصل على بكالوريوس التجارة، والتحق بالدير عام 1998 وخدم بالدير ككنائسي يهتم بشئون الكنيسة، وخدم بعدها فى خدمة الشباب والتدريس فى كلية البابا شنودة بفيينا، وصار أسقفًا عامًا لكنائس باريس، واختير ليكون أسقفًا لباريس وشمال فرنسا، مع الأنبا لوقا أسقف جنوب فرنسا الذي اختير منذ عامين، وهو يعرف اللغة العربية والقبطية والإنجليزية، والألمانية، وبدأ يصلي ويتعلم الفرنسية، ووصلت لدى البابا تزكيات كثيرة، رغم بعض الملاحظات ذات الألفاظ الخارجة التي لن ينظر لها لأنها تنم عن سريرة صاحبها.
والقمص بيجول المحرقي اختير ليكون أسقفًا بعد رحيل الأنبا ساويرس الذي قاد الدير نحو 40 عامًا، واختير بعده الأنبا غبريال مشرفًا على الدير، وزكى الرهبان ثلاثة أعلاهم الراهب بيجول، وهو خريج كلية تجارة بجامعة أسيوط، وعمل فترة وصار شماسًا، ودخل الدير عام 2000، واختير ليكون وكيل الإكليريكية بالمحرق، وله دراسات لاهوتية ويسجل حاليًا الماجستير فى الكتاب المقدس، ويعد رسالة عن نشر الكنيسة ونموها فى سفر الأعمال، وتضم إيبارشية المحرق، الدير وقريتي رزق الدير المحرق وعزبة توما، وهو وضع له سنوات عديدة، وفضل البابا عدم تغييره.
والراهب الآخر هو القمص أنطونيو أفا شنودة أحد رهبان دير الأنبا شنودة بميلانو، والتي كان يرعاها الراحل المطران الأنبا كيرلس، والذي رشح اثنين قبل نياحته ليخدما بالكنيسة، وأبونا أنطونيو حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة أسيوط، ودبلومة الباطنة العامة والقلب بجامعة عين شمس، وعمل فترة ثم تكرس وصار شماسًا مكرسًا ثم راهبًا وكاهنًا وقمصًا، وخدم فى أماكن عديدة، واختير ليصير أسقفًا لإيبارشية ميلانو وتوابعها ماعدا محافظة فينسيا، والتي ستكون مقرًا عامًا للبابا، وعقب رحيل مطران ميلانو رشح الكهنة ذلك الأب.
والقمص سيرافيم السرياني الحاصل على بكالوريوس علوم بجامعة عين شمس، وله دراسات عليا فى الأبحاث الطبية، وعمل فى وحدة الأبحاث الطبية الأمريكية، وترهب عام 1993 وصار كاهنًا وخدم مع الأنبا سيرابيون، والأنبا ميصائيل، والأنبا أنطوني، وكان من ضمن المرشحين للكرسي البابوي، وصار سكرتيرًا بابويًا لشئون المهجر، وخدم فى المقر البابوي بنيوجيرسي، واختير ليكون أسقفًا لأوهايو ومتشجن وأنديانا.
والراهب الرابع هو القمص جيوفاني أفا شنودة، من دير الأنبا شنودة بميلانو، وتتلمذ على يد الأنبا كيرلس الراحل، وهو حاصل على بكالوريوس الجيولوجيا عام 1983، ونال الرهبنة والكهنوت والقمصية، واختير ليكون أسقفيًا لإيبارشية جديدة هي رومانيا وبولندا وسلوفينيا والتشيك، وستسمى المجر وتوابعها أو إيبارشية وسط أوروبا، وصاحب فكرة الإيبارشية هو أبونا يوسف راعي الكنيسة ببودابست، والذي أشار بهذه الفكرة ووجدت مناسبة.