
قال الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبو قرقاص، إن الأطفال والكائنات الأخرى غير العاقلة لا يعرفون كيف يعبّرون عن احتياجاتهم، وبعضهم لا يعرف أنه في خطر حقيقي، ومن ثَمّ فهم يحتاجون إلى من يهتم بهم.
وضرب أسقف المنيا مثلًا خلال كلمته بكنيسة ببيت مارمينا بمنهرى: "إن قصة المفلوج بالكتاب المقدس، تقول إنه عندما وصل إلى حالة توقف فيها عن السعي للشفاء، وربما فقد القدرة على التعبير عن حاجته، وربما أصبح متعايشًا مع المرض، ومن ثَمّ فقد تولّى آخرون الاهتمام بقضيته ربما دون أن يطلب منهم، وبالطبع لم يكونوا هم في انتظار أو احتياج لشكر أو مكافأة منه، بل كانوا يفعلون ما يُرضي ضمائرهم ويسعدهم شخصيًا.
وتابع: ولقد جاء الشفاء كمكافأة لهم على مشاعرهم وبذلهم، فلا شك أن مبادرتهم أبهجت قلب المسيح، ومثلهم كل خادم وكل متطوع يسعى نحو الذين لا يستطيعون السؤال، أو لا يجدون من يهتم بهم.
وأردف: "ذكّرني ذلك بالمتطوعين الذين يبحثون عن الحيوانات بما فيها الوحوش، والطيور بما فيها الجوارح، لينقذوها ويعالجوها، وبالطبع قد يتعرضون لأخطار منها هي ذاتها، ولكنهم يخاطرون متسلِّحين بالشفقة وحب مشاركة الحياة، والذين يبحثون عن الأطفال الذين في الشارع والمُشرَّدين بشكل عام، فيذهبون إليهم يحملون لهم الطعام والدواء والكساء".
وضرب مثلًا أخر قائلًا: "أتذكر أنني شاهدت صبيًا ذات يوم بجوار مجرى مائي منهمكًا في عمل ما، فلما اقتربت منه وجدته يحاول إنقاذ فراشة سقطت في الماء، وبعد عدة محاولات استطاع أن يطلق سراحها من الماء لتنطلق في الهواء بعد تعثُّر قليل، كان يراقبها بفرح، وتساءلت: ماذا كسب من ذلك؟ وماذا شعرت هي تجاهه؟ إن الإجابة على هذين السؤالين تكشف جوهر العمل التطوعي".