كشفت مجلة “كوندي ناست ترافلر”، الأمريكية، عن أن المتحف الكبير يقع على مساحة 5 ملايين قدم مربعة، ويضم ميدان المسلة المعلقة، والبهو الرئيسي الذي يحتضن تمثال رمسيس الثاني بارتفاع 11 مترًا ووزن 83 طنًا وعمر يزيد على 3200 عام، وسُلّمًا ضخمًا تصطف على جانبيه تماثيل مهيبة، و12 قاعة عرض رئيسية تغطي المراحل التاريخية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني.
ويشمل المتحف، أيضًا، متحفًا للأطفال، وقاعة مخصصة لمقتنيات توت عنخ آمون، ومتحفًا لمراكب الشمس، ومركز الترميم الأكبر في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى قاعات عرض ومؤتمرات حديثة.
من حلم إلى إنجاز بعد عقود من الانتظار
تعود فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1992 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي وضع حجر الأساس بعد عشر سنوات.
وبدأ البناء عام 2005، لكن الاضطرابات السياسية والتحديات الاقتصادية والأزمات العالمية– من ثورة 2011 إلى جائحة كورونا– تسببت في تأجيل المشروع عدة مرات.
فُتحت أجزاء من المتحف للجمهور في نوفمبر 2022، شملت البهو الرئيسي والمنطقة التجارية، ثم أُضيفت القاعات الكبرى في أكتوبر 2024، بينما احتُفظ بمقتنيات توت عنخ آمون ومراكب الملك خوفو حتى موعد الافتتاح الرسمي في نوفمبر 2025.
من بين أكثر أقسام المتحف انتظارًا قاعة توت عنخ آمون التي تضم لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة عام 1922 في الأقصر جميع القطع الأثرية البالغ عددها أكثر من 5900 قطعة، من بينها القناع الذهبي والعجلة الحربية والعرش الملكي.
وقد نُقلت هذه الكنوز من المتحف المصري القديم في ميدان التحرير خلال الأسابيع الماضية، وفق ما أكده مدير المتحف الدكتور علي عبدالحليم.
كما تم نقل مركبي الملك خوفو البالغ عمرهما أكثر من 4600 عام من موقعهما بجوار الهرم الأكبر، بعد عملية نقل دقيقة استمرت سنوات لإعادة تجميعهما وترميمهما بالكامل.
تحفة معمارية هندسها العالم لأجل مصر
صمم المتحف المصري الكبير على يد مكتب "هينجان بنج" المعماري الذي فاز بالمشروع عام 2003 بعد منافسة عالمية شملت أكثر من 1500 تصميم من 82 دولة.
ويتميّز الواجهة الحجرية الزجاجية المعدنية بتصميم مثلثي متكرر يعكس تناغم المتحف مع أهرامات الجيزة الثلاثة، فيما يمتد سقف القاعة الداخلية بانحدار يتجه نحو قمة الأهرامات في محاذاة هندسية دقيقة.
استقبل المتحف أكثر من مليوني زائر منذ افتتاحه الجزئي، ويُتوقع أن يرتفع العدد إلى نحو 5 ملايين زائر سنويًا بعد الافتتاح الرسمي.
يأتي هذا الحدث في ظل تحقيق مصر رقمًا قياسيًا في أعداد السياح عام 2024 بلغ 15.7 مليون زائر، ضمن خطة طموحة لجذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الافتتاح الأسطوري للمتحف كتب فصل جديد في مسيرة مصر الحضارية والثقافية، مؤكدة قدرتها على الجمع بين أصالة التاريخ وروح الحداثة، وجعل من المتحف المصري الكبير منارة ثقافية عالمية تشهد على عبقرية المصريين منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.