حكاية 5 كنائس في وسط البلد .. المعمار المقدس يزين القاهرة الخديوية
15.09.2019 08:37
تقاريركم الصحفيه Your Reports
البوابة نيوز
حكاية 5 كنائس في وسط البلد .. المعمار المقدس يزين القاهرة الخديوية
Font Size
البوابة نيوز

تولى الأجانب الذين عاشوا فى القاهرة الخديوية، قديمًا، مهمة تشييد كنائس وسط البلد، مع بداية القرن العشرين، فكان أغلبهم من المصممين الذين صمموا وأقاموا المباني، على الطراز الإيطالى واليونانى وغيره، أو كانوا من الجالية التى تخدمها الكنيسة، فكانت هناك كنائس عدة، منها للجالية الفرنسية وأخرى لليونانيين وثالثة للإيطاليين..

 

ويشعر زوار الكنائس أن بعض المبانى كأنها فى عاصمة أوروبية، وليست منطقة وسط البلد من كثرة جمالها وطرازها الأوروبي، ولهذا فإن عددًا كبيرًا من الكنائس فى المنطقة مسجلة ضمن سجل التراث المعماري، ذات الطابع المعمارى المتميز المحظور هدمها أو تغيير طابعها من الخارج والداخل.

 

ونرصد أبرز خمس كنائس تاريخية فى منطقة وسط القاهرة

كنيسة كوردى ييزو

إحدى أقدم كنائس وسط البلد.. ويعود تاريخ إنشائها إلى 1874

 

المطران ألبرتو: تتبع الكاثوليك اللاتين وعددهم قرابة خمسين ألفًا معظمهم من السودانيين

 

مكونة من طابقين.. الأول مبنى الكنيسة.. والأرضى به حجر أساس الكنيسة فى غرفة صغيرة سقفها عبارة عن مربعات من الخشب

 

بمجرد دخولك شارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة، تجد نقابتى المحامين والصحفيين فى واجهتك، ولكن أبرز ما يلفت انتباهك، حينما تقع عيناك على مبنى تاريخى من الطراز الإيطالي، تعلوه أجراس تدق، وتشعرك أن الصوت يأتى من زمن ومكان آخر، إنها كنيسة كوردى ييزو الكاثوليكية، فهى واحدة من أقدم الكنائس فى وسط البلد، يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1874، حين كان شارع رمسيس قناة مائية كبيرة يحاذيها طريق تستخدمه القوافل التجارية الذاهبة إلى ميناء بولاق أبو العلا النهري، ومع أول تخطيط فعلى للقاهرة الخديوية، طلب القديس دانيال كومبونى، من الخديو إسماعيل قطعة أرض لبناء معهدين لتنشئة الشبان السودانيين المسيحيين بالقاهرة.

 

فمع دخولك الكنيسة، تجد أشجارا تحيطها من كل مكان، وبعد صعود عدة درجات من السلم، ستجد أمام الباحة الداخلية للكنيسة فى الواجهة بروازًا كبيرًا على شكل قرص الشمس تخرج منه أشعة ذهبية وبداخله صورة للقلب الأقدس كومبونى.

 

وقال المطران ألبرتو، راهب الكنيسة فى تصريحات سابقة، إن الكنيسة تتبع الكاثوليك اللاتين، وعددهم قرابة خمسين ألفًا، معظمهم من السودانيين، حيث تقدم الكنيسة خدمات مختلفة لروادها كالنشاطات الثقافية والاجتماعية والتربوية لمجموعات من الطلاب من إريتريا وإثيوبيا والسودان، بالإضافة إلى اجتماعات الصلاة الأسبوعية، وتحتفل الكنيسة بعيد تكريسها فى العاشر من أكتوبر كل عام.

 

وكنيسة كوردى ييزو، مكونة من طابقين، الأول هو مبنى الكنيسة، والطابق الأرضى موجود به حجر أساس الكنيسة فى غرفة صغيرة سقفها عبارة عن مربعات من الخشب تتدلى منه لمبات إضاءة، وبها كراسى خشبية مزخرفة ولوحة كبيرة لكومبونى مؤسس الكنيسة، ومتصل بهذه الغرفة قاعة كبيرة للاجتماعات، أما فى باحة الكنيسة فهناك مطعم وكافتيريا كبيرة مخصصة لأبناء الجاليات التى ترتاد الكنيسة.

 

وأغلب كنائس وسط البلد شيدها الأجانب الذين عاشوا فى القاهرة الخديوية بداية القرن العشرين، والأجانب هنا تعود على المهندسين الذين صمموا وأقاموا المبنى، أو الجالية التى تخدمها الكنيسة، فهناك كنائس للجالية الفرنسية وأخرى لليونانيين وثالثة للإيطاليين.

كنيسة سان جوزيف

مصممون إيطاليون أنشأوها عام 1950

 

تابعة للرهبان الفرنسيسكان وملحق بها دير للرهبان يخدمها نحو عشرين عاملًا

 

تقع بشارع بنك مصر القريب من شارع محمد فريد، ويرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1950 على يد مجموعة من المصممين الإيطاليين، وهو المهندس فارينا، وهى تابعة للرهبان الفرنسيسكان بمصر، وقد اختاروا هذا المكان؛ لأنهم رأوه مناسبا فى وسط القاهرة وحيويًا، والكنيسة ملحق بها دير للرهبان يخدمها نحو عشرين عاملًا.

 

وكانت بعد زلزال عام 1992 تأثر مبنى الكنيسة فتم ترميمها طوال أربعة أعوام، ومنذ أعوام قليلة تمت إعادة طلاء واجهتها، حيث كان فى البداية يتولى رعاية الكنيسة رهبان تابعون للأراضى المقدسة من الأجانب، جاء بعدهم رهبان مصريون رسمهم الأسقف، والزى الرسمى لونه بنى وهو زيّ فرنسيسكانى اختاره القديس فرنسيس ليكون معبرًا عن الإنسان البسيط، وتحتفل الكنيسة بعيد القديس يوسف يوم 19 مارس من كل عام.

 

والكنيسة تلعب دورًا ثقافيًا فى العلاقات المصرية - الإيطالية، من خلال الكورال؛ حيث إنه على مدى 12 عاما أحيا الكورال ذكرى الحرب العالمية الثانية، وفى أعياد الكريسماس فى 2015، أقام الكورال كونشيرتو فى السفارة الإيطالية بمصر، وقد حضره أكثر من 250 شخصية عامة، وكانت المفاجأة أن الكورال عزف وغنى أيضا النشيد الوطنى الإيطالي.

قصر الدوبارة

شيدت عام 1938.. وجدرانها مغطاة بعازل للصوت.. والشبابيك مزخرفة بالأرابيسك

 

تقدم خدمات رعوية كالوعظ والتسبيح.. وخدمات الرحمة كإعالة الأرامل والأيتام وخدمة المرضى

 

تقع خلف مبنى مجمع التحرير، تم بناؤها عام 1938، وظلت دون ترميم حتى يومنا هذا، ويعمل بها نحو 35 فردا، بما فيهم العمال والإداريون، داخل أروقة الكنيسة المكونة من طابقين، تجد الجدران مغطاة بعوازل للصوت، والشبابيك مزخرفة بالأرابيسك بين حواشيها زجاج ملون، إضافة إلى مكتب للتعهدات أو جمع التبرعات.

 

وتقدم الكنيسة خدمات رعوية أو منبرية كالوعظ والتسبيح، وخدمات الرحمة كإعالة الأرامل والأيتام وخدمة المرضى، كما تقدم خدمات للشباب مثل إقامة المؤتمرات الرياضية والتوعية والمشورة للمقبلين على الزواج، إلى جانب إقامة الاحتفالات بأعياد الميلاد، وتولى الكنيسة اهتماما خاصا بالطفل بتقديم تعاليم فى صور قصص من الكتاب، إضافة إلى المدارس الصيفية، وبالكنيسة أيضا خدمات للترجمة بالإنجليزية للأجانب.

كنيسة العذراء مريم ومار يوحنا

وضع البابا شنودة حجر أساسها عام 2003.. وافتتحها تواضروس عام 2014

 

تعد آخر كنيسة بُنيت فى وسط البلد، إذ قام البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث بوضع حجر أساس الكنيسة فى التاسع من أغسطس 2006، ثم افتتحها البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم الأحد 26 أكتوبر 2014، ودشن ثلاثة مذابح؛ حمل المذبح الرئيسى اسم العذراء، والثانى اسم يوحنا المعمدان واليشع النبي، والثالث مار جرجس والأنبا كاراس.

 

خلال الافتتاح ألقى قداسة البابا خطبة أثنى فيها على ملامح الجمال فى الكنيسة، فقال: كنيسة مار يوحنا الجديدة بها ثلاثة ملامح من الرقى والجمال أود توضيحها، وهى، أولًا الزرع أو الخضرة الكثيرة التى تملأ الكنيسة، فالزرع يرمز إلى حياة الفردوس مثلما كان يعيش آدم وحواء فتعطى تأملًا، هل أنت تحيا حياة الفردوس على الأرض؟ فهى دعوة للحياة فى الفردوس على الأرض قريبًا من الله فى علاقته وكنيسته.

 

وأشار إلى كتابة الآيات فى أركان الكنيسة وهى تدعو إلى التوبة، فكلمة الله كمراعٍ خضر للإنسان، وهى حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين، وفى معجزة السمك التلميذ قال له: على كلمتك ألقى الشبكة وجاء الخير بعدها كثيرًا.

 

واستطرد قداسة البابا، أما الملمح الثالث فهو الأيقونات القبطية التى تملأ المكان، وبخاصة فى المعمودية، والتى هى المكان الأول الذى يلتقى فيه الإنسان بكنيسته، وبهذه الأيقونات صفة التعليم.

الإنجيلية بالفجالة

100 عام على تدشينها.. بدأت فى خيمة كبيرة فى فناء مدرسة البنات

 

احتفلت الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالفجالة، بمرور 100 عام على إنشائها، أول من أمس الجمعة، وشارك فى الاحتفالية الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والذى تحدث عن الكنيسة فى مائة عام قائلاً: "في هذا اليوم لا نحتفل فقط باليوبيل المئوي على إنشاء هذه الكنيسة العريقة، بل نقف أمام الله رافعين أيادينا شاكرين وممتنين، لاستخدامه لنا ككنيسة وأفراد أن نكون نورًا وملحًا في العالم"، مضيفًا "إننا ندرك أن احتفالنا باليوبيل، كما يعلمنا الكتاب المقدس، أن اليوبيل سنة الحرية، سنة التنازل عن الديون، سنة التوازن بين أفراد المجتمع، وهو أيضًا يشير إلى الحرية، حرية نحو مزيد من الإبداع، ومزيد من العمل الجاد".

 

وتحدث كل من القس نادى لبيب رئيس سنودس النيل الإنجيلي، عن الكنيسة والمستقبل، والقس ثروت سمير رئيس مجمع القاهرة الإنجيلى، عن الكنيسة والاستمرار، والدكتور القس إكرام لمعى رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة، عن الكنيسة والشباب، بالإضافة إلى الدكتور القس عزت شاكر راعى الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر، الذى تحدث عن الكنيسة والوعظ، والقس أميل زكى، عن الكنيسة والعمل الاجتماعي، والدكتور القس عاطف مهنى عميد كلية اللاهوت الإنجيلية، عن الكنيسة والتعليم اللاهوتي، والقس سليمان صادق الراعى الإكرامى للكنيسة، عن الكنيسة والتاريخ.

 

وألقى القس رفعت فتحى الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي، كلمات شعرية، وترأس الصلاة الختامية والبركة الرسولية القس أمير ثروت راعى الكنيسة الحالي..

 

وتتخلل الكلمات مجموعة من الترانيم الكنسية القديمة التراث الإنجيلي- نظم المزاميرـ والتى يقدمها فريق ترانيم الكنيسة ترنم.

 

بدأت فى خيمة كبيرة فى فناء مدرسة البنات بالفجالة، ويرجع تاريخ الكنيسة بخدمة مدرسة الأحد، وتعاقب على رعايتها غبريال الضبع - توفيق جيد - أمير جيد - سليمان صادق- امير ثروت، وأنشئ بها أول اجتماع مصرى مختلط للشباب من الجنسين فى كل القطر المصرى 1962، ويضعها الدكتور جودت جبرا، عالم الآثار القبطية، ضمن أهم الكنائس الأثرية فى مصر، وأخرجت قادة وخداما كثيرين فى كنائس القاهرة والمهجر، وخرج منها من القساوسة يوسف سمير - أمير ثروت - سامح ألفى - جان إميل، وتشرف على ملجأ فولر من عام 1960، وتتميز بالطبع العائلى والشركة العميقة، وكان لها أكبر وأقدم كواير فريق ترنيم بالأصوات الأربعة فى مصر، والذى قدم عددا كبيرا من الكانتاتات عبر تاريخه.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.