كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن حجم الخسائر الكبرى التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي جراء الحرب المشتعلة على قطاع غزة، ما تسبب في موجة من الإحباط العارم بين الجنود الإسرائيليين، حيث قرر جيش الاحتلال تمديد فترة الخدمة الإلزامية لأربعة أشهر إضافية، حتى بعد انتهاء فترة القتال المكثف.
وتابعت الصحيفة أن العديد من الجنود، الذين توقعوا تسريحهم بعد سنة ونصف من الخدمة الشاقة، فوجئوا بإبلاغهم بأن عليهم البقاء في الجيش فترة أطول.
وقال العريف أول "أ" من لواء ناحال، والذي كان من المفترض أن يُسرّح الخميس الماضي، إنه أُبلغ فجأة باستمراره في الخدمة.
وأوضح أن جيش الاحتلال يستمر في التعامل مع هؤلاء الجنود وكأنهم لا يزالون في الخدمة النظامية، من حيث ترتيبات السفر والخدمات الطبية والعقوبات والزي الرسمي وفترات الإجازة.
أزمة كبرى تلاحق جيش الاحتلال الإسرائيلي
وذكر العريف أول "أ" أن القرار ترك هو وزملاءه بلا أي دافع للخدمة، قائلًا إن المعنويات متدنية والجميع يريدون إنهاء خدمتهم.
وأوضح أن بعضهم خدم في قطاع غزة لمدة نصف عام، بينما خدم آخرون منذ بداية العمليات البرية وحتى نهاية المهام، لمدة وصلت إلى 14 شهرًا.
وأعرب عن شعوره بالإهمال، قائلًا إن صناع القرار لا يأخذون بعين الاعتبار أن للجنود حياة شخصية، مشيرًا إلى أن المسئولين يتخذون قرارات قاسية من مكاتبهم دون أن يشعروا بتبعاتها.
رغم رفع رواتب الجنود إلى نحو 8 آلاف شيكل شهريًا مقابل هذه الخدمة الإضافية، اعتبر العريف أول "أ" أن المال لا يعوض الشعور بالاستغلال.
وقال إنه كان يستطيع تحقيق هذا المبلغ من خلال عمل بسيط كالنادل، وإنه يفضل أن يدير حياته بنفسه دون أن يُستخدم بهذه الطريقة التي وصفها بأنها استغلال فاضح للقوة البشرية.
وأوضح العريف أول "أ" أنه حتى بعد انتهاء فترة الخدمة الإضافية، سيتعين عليه الانضمام إلى خدمة الاحتياط الإلزامية، حيث يتم تذكيرهم باستمرار بأنهم سيظلون جنودًا حتى سن 45.
وانتقد ما وصفه بالتعذيب الذي يتعرضون له بسبب عدم تجنيد الحريديم، قائلًا إنهم يشعرون بأنهم مستغلون بشكل بشع وساخر، مشيرًا إلى أن تصريحات بعض السياسيين التي تتحدث عن تقديم تنازلات للحريديم تجعلهم يشعرون بالخيانة.