أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر عن شن ميليشيا الدعم السريع هجومًا عنيفًا باستخدام الطائرات المسيرة على مستشفى كرنوي للأطفال، في تصعيد جديد للعنف شمال دارفور.
وقالت التنسيقية، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، إن منطقتي الطينة وكرنوي تتعرضان لهجمات متواصلة بالطائرات المسيّرة، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان وتوقف جزئي للخدمات الصحية الأساسية.
وأشارت إلى أن المدنيين يضطرون إلى اللجوء إلى المخابئ تحت الأرض هربًا من القصف، في ظل غياب حماية فعّالة وتهديد متواصل للبنية التحتية المدنية الحيوية.
وتأتي هذه الهجمات في إطار استراتيجية الميليشيا لإخضاع السكان المحليين وإضعاف مقاومتهم، ما يزيد من الأزمة الإنسانية ويعيق وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة.
ويشهد شمال دارفور تصعيدًا مستمرًا منذ سيطرة ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، حيث اعتمدت على الطائرات المسيّرة والقذائف لاستهداف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية. ويعد مستشفى كرنوي للأطفال من المنشآت الطبية القليلة المتبقية التي تقدم خدماتها للنازحين واللاجئين المتضررين من الحرب والحصار الذي دام نحو 18 شهرًا.
ويأتي التصعيد الحالي ضمن نمط متواصل من استخدام أساليب الحرب الحديثة من قبل الميليشيا، بما فيها الاعتماد على مرتزقة أجانب والطائرات المسيّرة، في مواجهة المدنيين، في حين تحاول الحكومة السودانية استعادة الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة، وإعادة الخدمات الأساسية للسكان العالقين بين النزاع والعنف.
ويحذر مراقبون دوليون من أن استمرار الهجمات على المناطق المدنية والمرافق الحيوية، مثل مستشفى كرنوي ومناطق الطينة، قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في شمال دارفور، مع تزايد أعداد النازحين والجرحى، ما يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لتوفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.