
ألـقـى القـس ميساك جميل فهمى , راعى كنيسة الشهيد العظيم مارجـرجــس والشهيدة بـربـارة بـجــزيــرةالــذهــب محـاضــرةبـعنــوان:شـــركــة الروح القـدس وذلك بإجـتـماع الـكاروزللخـدام والخـادمات,بـكــنيـــسة الـشهـيـد العـظيــم مـارجــرجــس بأرض الجـنـيـنـة.
فى البداية قال القس ميساك جميل فهمى:أن العلاقة بالروح القدس،تبدأ بالميلاد من الروح،وهكذا قال الرب”المولود من الروح، روح هو”(يو6:3)،وقال “أن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو5:3), وهكذا يولد الإنسان من الروح في المعمودية، صــرنا شــركاء الروح القدس وشــركاء الطبيعة الألهية التى تبدأ بالايمان وتنتهى بالموت”ليس أحد يقول يسوع رب الا بالروح القدس يأخذ مما لى ويعطيكم أى أخذنا استحقاقات دم المسيح عن طــريق الروح القدس.
وفي مسحة الروح القدس، والتي ذكرها القديس يوحنا الرسول في (1 يو 2: 20، 27) فقال “وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس،” إنها المسحة المقدسة في سر الميرون المقدس. وهكذا بالمسحة يصير جسد الإنسان هيكلًا للروح القدس، وعن ذلك قال القديس بولس الرسول “أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم”(1كو16:3).
مستطردا: بالشــركــة مع الروح، يقول القديس بـولـس الرســول في البركة الختامية “نعمة ربنا يسوع المسيح،ومحبة الله، وشــركة الروح القدس، تكون مع جميعكم (2كو14:13)، إنها شركة لروح الله مع روح الإنسان،شــركة في العمل،فيها روح الله معك،وفيك، وبك وبهذا تكون في شــركة معه،أما الشركة مع الروح، فيظل الإنسان ينمو فيها،حتى يصل إلى إتمام الوصية القائلة: “امتلئوا بالروح” (أف18:5).
موضحا إن بالشركة مع الروح،والامتلاء بالروح، يصل الإنسان إلى نتيجة ثمارالروح، التي ذكرها القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية (غل22:5، 23)،لتأتي ثمار الروح كنتيجة لعمل روح الله في الإنسان،ونتيجة لاستجابة روح الإنسان لعمل روح الله،واشتراكها معه.
مؤكداً أن هذا هوالمنهج الروحي المتكامل،بالنسبة لسلوك الإنسان في حياة الروح وإذا سـارت روح الإنسان في شــركة مستمرة مع روح الله، فلا بـد أن تصل إلى نتيجة ،هي:- حرارة الروح،كما قال الرسول”حارين في الروح”(رو11:12)،وقيل عن الرب “إلهنا نار آكلة”(عب29:12).، فمن الطبيعي أنه إذا اشـتــرك روح الإنسان مع روح الله،لابد أن يصبح هــذا الإنسان حارًا في الروح،وكلما ابتعد عن الله، تفتر روحه،فعندما حل روح الله على التلاميذ في اليوم الخمسين حل بألسنة “كأنهامن نار (أع3:2)،وهكذا لآن الملائكة أشخاص روحيون،لذلك قيل عنهم في المزمور”الذي خـلـق ملائكته أرواحًا وخــدامه نارًا تلتهب”(مز4:104)،فالإنسان الذي يكون في حالة روحية،تعرف روحياته من حرارته:يكون حارًا في الروح:إذا صلى،تكون صلاته حارة جدًا،ملتهبة بالحب الإلهي،والصلاة بالروح تظهر حــرارتها في الدموع أوفي الانسحاق،أوفي الإيمان القوي أوربما تكون حــرارتها في ألفاظها وتعبيراتها، كصلاة المؤمنين من أجل الرسل، التي زعـزعـت المكان (أع31:4)، منـوهـا: إن الإنسان المشتعل بالروح،تظهر روحياته في حــرارة خـدمته،”خـدمـة ملتهبة”،فيها الغيرة النارية التي يقول فيها”غيرة بيتك أكلتني”(مز119)، فيها حماس الخدمة،وقــوة الخــدمة، بعكس الخدمة غير الروحية الخاملة الذابلة، التي هي مجرد روتين وبلا تأثير،وعمل الروح في الإنسان يعطيه حرارة.
وأضاف:إذا سـلك الإنسان حسب الروح،وتمتع بسكنى روح الله فيه، فإنه سوف يتمتع بقوة الروح، يكون لروحه سلطان على جسده، ويكون لروحه سلطان على الشياطين،كما قيل عن التلاميذ إن الرب “أعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة حتى يخرجوها” (مت10: 1). وقال لهم “ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو” (لو 10: 19).
موضحاً أن هذا هو الذي يعطي للكلمة قــوة،ويكون لها سلطان أن تدخل إلى العقل والقلب،وأن تحـدث تأثيرًا في الناس،الشخص الذي يشعر بهيبة أبيه ويخافه،هناك سلطان من روح أبيه عليه، وسلطان من الشريعة والوصية والطبيعة،أما الإنسان الذي لا تزال هناك معركة بين جسده وروحه “ويقاوم أحدهما الآخر”(غل 17:5)،وتقف الروح أحيانًا في موقف المنهزم، فهذا قد فقد سلطان روحه،أما إذا انتصرت روحه، فحينئذ يكون لها سلطان يجعل الشياطين ترتعب أمام بعض القديسين.
وأوضح أن الذي يحيا بالروح، هو إنسان قوي، ولا يخاف:عنده قوة داخلية، لا تخشى شيئًا من الخارج. أما الذين يخافون، فأرواحهم ليست لها قوة.
وهكذا فإن الخائفين وضعهم سفر الرؤيا في قمة الهالكين. إذ كتب “وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدمة بنار وكبريت(رؤ8:21)،وقال عنه الرب “ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودًا” (أع8:1)،أما الذي أخذت روحه قوة من روح الله فإنه إن خدم يخدم بقوة ، وإن تكلم، يتكلم بقوة، وهكذا كانت الكنيسة الأولى قوية، وقيل عن خدمتها إن ملكوت الله قد أتى بقوة، أما عيب الخدام، فهو أنهم يخدمــون كثيرًا،ولكن ليس بقوة… يخدمون بنشاط كبير،ولكن ليس بقوة الروح.
وحــذرالقس ميساك جميل، من إطفاء الروح، وأحــزان الروح، ومقاومة الروح، والتجديف على الروح.. وعن هذا يقول الكتاب “لا تطفئوا الروح” (1تس19:5)، “لا تحزنوا روح الله الذي به ختمتم”(أف18:5)،وحدثنا الكتاب المقدس أيضًا عن مقاومة الروح، في قــول القديس اسطفانوس أول الشمامسة لليهود “يا قساة الرقاب…أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس،كما كان آباؤكم، كذلك أنتم” (أع51:7)، أما التجديف على الروح، فهو رفض عمل الروح، رفضًا كاملًا، مدى الحياة،وبهذا لا يتوب الإنسان،لأنه لا يستطيع التوبة بدون عمل الروح فيه، وإذ لا يتوب، لا تغفر له خطاياه ،وذكره السيد الرب (مت31:12).
جــديــر بالــذكــرأن يأتــى ذلك بــرعـايـة نـيافـة الحــبــرالجـليـل الأنـبـا مــارتـيـروس,أسـقف عـام كــنـائـس شــرق الـسـكــة الحــديــد وإشــراف القس بــولا حنا والأستاذ قـلـدس زكــى,أمين عــام الـتـربـيـة الكنيسية وأمين أجـتـماع الـكـاروزللخـدام والخـادمات .