فى هذه الكلمة الأولى من رسالة القديس بولس لمؤمنى كنيسة أفسس والتى هى فى الأساس رسالة تعضيد وتقوية للمؤمنين هناك يوضح لهم كيف على الجماعة المسيحية الناشئة ونحن أيضًا مؤمنى اليوم أن تعيش المحبة ويسلك أعضاؤها فيها »نابذين كل حقد وكراهية ونقمة وغضب وسباب وكل شر« (أف ١٣:٤) بل يكونوا لطفاء بعضهم نحو بعض شفوقين، مسامحين بعضهم بعضًا كما سامحهم الله فى ابنه الوحيد يسوع المسيح الذى »أحبنا وبذل نفسه لأجلنا«(أف ٢:٥)، وكما نردد عدة مرات فى اليوم الواحد فى الصلاة الربانية »اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا« والله لا يغفر لنا لأننا نغفر للآخرين ولكنه يغفر لنا بناءً على رحمته ومحبته، وعلينا أن نكون على مثاله رحماء ببعضنا البعض، غافرين لبعضنا البعض، خدام لبعضنا البعض، فكما يقلد الأبناء والديهم، على المؤمنين أعضاء جسده ـ أى الكنيسةـ أن يقتادوا به فقد قادته محبته العظيمة لنا إلى أن يبذل نفسه عنا حتى الصليب لكى نحىا نحن، فمحبتنا للآخرين ليست محبة العواطف والكلام المعسول بل تتعدى ذلك إلى المحبة الباذلة (الأغابى) والتضحية بالذات كما يليق بأولاد أحباء لله.