
ألقى قداسة البابا تواضروس عظة الأربعاء بكنيسة الملاك رافائيل والقديس مارمينا بغيط العنب التابعة لإيبارشبة الإسكندرية، وذلك بحضور أساقفة إيبارشية الإسكندرية: “نيافة الأنبا باڤلي ونيافة الأنبا هرمينا” ولفيف من آباء كهنة وشعب الإيبارشية.
وقد تأمل قداسته في أيه من آيات رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس:
” اسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالًا. تَقَوَّوْا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ” “1 كو 16: 13”
تتكون الآية من خمسة مقاطع يجب ان نطبقها في حياتنا:
ـ إسهروا
– اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ
– كُونُوا رِجَالًا
-تَقَوَّوْا
– لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ
وبدأ قداسته العظة قائلاً:
-إسهروا:
“أول حاجه في طريق ربنا واحنا عايشين على الأرض علشان نمجد اسم ربنا لازم نسهر، مش السهر المادي ولكن كلمة “اسهر”يقصد بها “إستعد”
قبل أي خطية توجد غفلة لذلك نقول “إسهروا” أي “السهر الروحي” ونصلي في الكنيسة صلاة نصف الليل
يجب انا نهتم بمن حولنا وبأسرتنا وابناءنا لكي نسهر جميعاً السهر الروحي ونصلي معاً.
– اثبتوا في الإيمان:
ان كل كنيسة قبطية من عهد يسوع المسيح مرورا بمارمرقس الرسول والاقباط نجدهم ثابتين في الايمان، ونحن نصلي ونقول “نعظمك يا ام النور الحقيقي ونمجدك ايتها العذراء القديسه والده الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم أتى وخلص نفوسنا، المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح، فخر الرسل، اكليل الشهداء تهليل الصديقين “ثبات الكنائس”.
إن ثبات الكنائس يأتي من ثبات أبناء الكنيسة في الإيمان.
فالام يجب أن تثبت اطفالها في الايمان والأب يجب أن يثبت أولاده وبناته في الإيمان ولكي نثبت الايمان يجب أن ان نقرأ “السنكسار” لمعرفة سير القديسين الذين ثبتوا في الإيمان.
– كُونُوا رِجَالًا:
إن كلمه “رجل” في الانجيل تعني “النضوج” كونوا ناضجين في الايمان، ولكي تكونوا ناضجين في الإيمان يجب أن تقرأ في الكتاب المقدس لكي تكون مستعداً للرد بآيات الانجيل في المواقف المختلفة.
في زمن الاستشهاد نذكر “الشهيدان ثيؤدورا وديديموس”
في أيام الإمبراطور دقلديانوس إذ اشتعلت نيران الاضطهاد وقد استدعى والي الإسكندرية القديسة ثيؤدورا، التي اتسمت بجمال ملامحها بجانب تقواها وشرف نسبها، فسألها الوالي عن اسمها فأجابت أنها مسيحية، فطلب منها أن تتخلى عن إيمانها وتعبد الأوثان، لكنها رفضت وقد هددها بأن يتم وضعها في بيت من البيوت الشريرة، أما هي فأجابت انه لن يستطيع أن يدنس نفسها بالفساد، وصلت لله كي يخلصها ، وإذا بجندي مسيحي شاب يدخل إليها ويطمئنها، سائلاً إياها أن ترتدي ثيابه وتعطيه ثيابها لتهرب من هذا البيت الشرير، فسمع الوالي فحكم بقطع رأسه وحرق جسده، وإذ انطلق به الجند للتنفيذ أسرعت ثيؤدورا لتطالب بحقها في الاستشهاد، قائلة “لا تسرق إكليلي” فإنها إن كانت قد هربت حتى لا يُفسد أحد عفتها لكنها لا تستطيع أن تحرم نفسها من هذا الإكليل، وبالفعل استشهدت معه في نفس الساعة.
ويقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل العبرانيين: “لأنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” (عب 4: 12).
– تَقَوَّوْا:
بمعنى أن تعيشوا بمخافه الله، يقول داوود في المزمور: جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ.” (مز 16: 8).
يجب ان تضع مخافه الله امامك في كل حين فالله يرى كل شيء ويرى كل اعمالك التي تفعل في الخفاء.
كما يقول المزمور: “رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ”.
في سر الزيجه نأتي بالزوجان امام الهيكل لكي ياخذوا المسيح معهم، وفي هذا السر يكون رباط ثلاثي العريس والعروس والسيد المسيح”
-لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ:
“إن المحبه هي العمله الخاصه بالسماء، فالانسان يخزن محبه لكي يأخذها في السماء”
يقول بولس الرسول: “المحبة لا تسقط أبداً” “١ كو ١٣: ٨”
كان يوجد شخص بخيل جداً، وحينما كان أحدٍ يطلب منه شيءً، كان يطرده ويغلق البابا في وجهه، وفى احد الآيام أتى إليه رجل فقير وطلب منه طعام فأمسك بقطعة خبز بائسة وألقاها في وجه الإنسان الفقير؛ وحينما نام البخيل رأى في حلمه “أنه في مكان جميل وكبير وكانت توجد مائدة كبيرة واُناس كثيرة موائدها مليئة بالخيرات لأنهم صنعوا أعمال رحمة كثيرة، وسأل البخيل “الملاك” عن مكانه فأخذه إلى طرف المائدة وكانت توجد فقط “لقمة العيش البائسة التى اعطاها للفقير” لأنها بمثابة عمل الرحمة الوحيد الذي قام به في حياته.
لماذا نتخاصم على الأرض!؟ فالمحبة على الأرض هي العملة بتاعتك في السماء”
لتصر كل اموركم في محبه في عملك في شغلك في دراستك في مجتمعك يجب ان تعمل كل شيء في محبه.
انطلق بعض الجنود لإقماع ثورة ضد الإمبراطور وفي في الطريق استراحوا عند المدينة لأتوبوليس “إسنا” وكان الكل مُنْهَك القوَى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ. سأل احد الجنود عن سبب هذا الكرم فقيل له إنهم يفعلون هذا لانهم مسيحيين، فقال لو رجعت سالماً من تلك الحرب سوف اصبح مسيحياً وبالفعل تم إخماد الثورة وصار هذا الجندي مسيحيًا واصبح هذا الجندي قديساً وهو “القديس الأنبا باخوميوس اب الشركة”.
إن قامت الأم بصنع الاكل بمحبة وبالصلوات يصبح للاكا طعم جميل مثال الطعام الذي يقدم في الدير “طبق الفول” الذي يتم طبخه بمحبة وسط اصوات الصلاوات والتسابيح”.
واختتم قداسة البابا العظة قائلاً:”يابختك لو المحبة في بيتكزخدمتك وعملك والمجتمع الذي تعيش فيه توف تكون ناجحاً في كل شيء”.