
في مشهد يفيض بالروحانية والفخر بالهوية انطلقت احتفالية يوم القبطى العالمي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بتنظيم مركز منارة العالم، وبمشاركة واسعة من الشباب والخدام تحت شعار: احتفل بجذورك يأتي هذا الحدث في سياق إحياء ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض حصر التي توافق الأول من شهر يونية من كل عام، ويعد هذا الحدث محورا فريدا في التراث المصرى.
. أنشطة تفاعلية وقصصية عن مسار العائلة المقدسة
تميز الاحتفال ببرنامج متنوع جمع بين الفكر، الفن التاريخ، والعبادة، مما جعل الاحتفالية تجربة شاملة تعكس غنى التراث القبطى وعمق جذوره وبدأت فعاليات المهرجان منذ الصباح في قاعات مركز المنارة، وتوافد الحضور من مختلف الأعمار للمشاركة في فقرات اليوم الذي امتد حتى المساء.
وشملت الفعاليات معرضا بعنوان «خطوات العائلة المقدسة داخل قاعة الأنبا أثناسيوس، حيث أطلع الزوار على خرائط ونماذج مجسمة لنقاط مسار العائلة المقدسة التي تحتوى على عناصر من الشواهد الأثرية وتم شرح من خلال كل تلك النقاط والأحداث والشخصيات التي كانت في هذه الرحلة، بالإضافة إلى معرض صور عن العائلة المقدسة في الفن العالمي والقبطي
وأيضا تم عرض لعبة تفاعلية صممت خصيصا عن رحلة العائلة المقدسة على شاكلة بنك الحظ، وتم إتاحة اللعب بها في جو من المرح المطعم بالمعلومات للشباب الحاضرين، وتضمنت اللعبة النبوات التي تكلمت عن الرحلة والشخصيات المتعلقة بالرحلة والأماكن السياحية التي كونت مسار العائلة المقدسة.
بالإضافة إلى أنشطة فنية وتفاعلية، منها ورشة عمل فنية عن فن «اليوطا » حيث تم تعليم الشباب طريقة رسم وتلوين الصلبان بهذا الأسلوب الفني القديم.
كما تضمنت الاحتفالية معرضا فنيًا للأيقونات القبطية وأعمالاً فنية بمختلف الخامات مثل الفسيفساء والنسيج والرمال.. إلخ وكذلك مجسمات لنقاط مسار العائلة المقدسة من فنانين متعددين.
ومن جانب آخر قدمت معلومات عن شخصيات رحلة العائلة المقدسة المحورية التي قابلتهما خلال الهروب إلى مصر، موضحين المراجع والمخطوطات الذي ذكرت تلك الشخصيات.
. محاضرات علمية متخصصة
تضمن البرنامج عددًا من المحاضرات الفكرية والثقافية ألقاها أساتذة متخصصون أولها محاضرة الدكتور إسحق عجبان، عميد معهد الدراسات القبطية، عن رحلة العائلة المقدسة فى ثقافات الأمم والشعوب استعرض فيها المعاني العميقة التي تختزنها هذه الرحلة المباركة، وما تركته من آثار خالدة على أرض مصر وشعبها .
واستهل الدكتور عجبان حديثه بالتأكيد على أن دخول العائلة المقدسة إلى مصر في مطلع القرن الأول الميلادى كان حدثا استثنائيًا وفريدا، حين وجدت العائلة الأمان في وادى النيل، واستقبلتها مصر بكل وقار ومحبة. وقد نالت مصر بركة عظيمة بحلول السيد المسيح وأمه العذراء ويوسف النجار على أرضها، تحقيقا للنبوة: مبارك شعبى مصر».. ولم يكن هذا الحدث مجرد لحظة تاريخية بل بداية لبركة مستمرة من الماضى والحاضر وفي المستقبل.
وأوضح أن البركة الإلهية التي رافقت الرحلة غلبت تهديدات هيرودس وظروف الاضطهاد، لتثبت أن مشيئة الله أقوى من خطط الشر، وأن الألم يمكن أن يتحول إلى خير وسلام. ففى الماضى، حطمت الأوثان وسادت البركة، وفي الحاضر، ما زلنا نحتفل بهذه الذكرى من خلال الأعياد والتذكارات والطقوس، وفي المستقبل تمثل هذه الرحلة فرصة واعدة لتنشيط السياحة الدينية والتنمية المستدامة في مصر.
وأكد أن الرحلة ليست مجرد تقليد كنسى، بل حقيقة موثقة تاريخيا وأثريا وكتابيا . فقد تناولتها مصادر قبطية وعربية وغربية بلغات متعددة، كما خلفت آثارًا مادية لا تزال قائمة، مثل شجرة مريم بالمطرية، وحجر سخا، والمغارات، والآبار والكنائس والأديرة المنتشرة على طول مسار الرحلة.
وأشار إلى أن هذه المحطات تحولت إلى مراكز عمرانية وروحية وثقافية نشأت حولها تجمعات بشرية، وتركت أثرًا بالغا في الجغرافيا والفنون والثقافة القبطية والحضارة، يظهر في الأيقونات والطقوس والاحتفالات الشعبية الخاصة بالعائلة المقدسة، والتي نقلت إلى متاحف العالم.
وتطرق الدكتور «عجبان» إلى البعد العالمي للرحلة، مشيرا إلى مكانتها في الثقافة العربية، وفى التراث الأفريقي، لا سيما الإثيوبي، حيث لا يزال الحجاج يزورون دير المحرق سنويًا .
كما تناولت الثقافة الغربية هذه الرحلة في المخطوطات والكتب والرحلات، وتم تصويرها في الأيقونات والفنون، وحتى في الطوابع البريدية الصادرة من دول شتى. وختم محاضرته بتأكيد أن رحلة العائلة المقدسة ترسخ منظومة متكاملة من القيم الإنسانية، فهي تذكرنا بمعاناة اللاجئين والمهاجرين، وتعلمنا الرحمة، والتعاطف، وإكرام الغريب، ومساندة المتألمين وتدفعنا إلى التكاتف والتضامن. إنها رسالة عالمية خالدة، تنبع من قلب مصر وتحمل نورا وسلاما للبشرية جمعاء.
. البابا أثناسيوس ومجمع نيقية
وبعدها جاءت محاضرة للمهندس فادى حكيم حول البابا أثناسيوس ومجمع نيقية وناقشت المحاضرة السياق التاريخي في القرن الرابع في مدينة الإسكندرية وكيف تتلمذ القديس أثناسيوس على يد البابا الكسندروس وصار امین سره
حيث بدأ بتعريف القديس أثناسيوس بأنه حامى الإيمان الأرثوذكسي وعرف بلقب أثناسيوس ضد العالم لدفاعه القوى عن الإيمان ضد بدعة أريوس وبدع أخرى، وكان بطريرك الإسكندرية خلال واحدة من أخطر الفترات في تاريخ الكنيسة.
ولد حوالي عام ٢٩٦م، وتربى في بيئة مملوءة بالتقوى والعقيدة، سواء في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية أو في صحبة القديس أنطونيوس الكبير، مما شكل أساسا المقاومته الفكرية والروحية للهرطقات.
وبحلول عام ۳۱۸ بدأت الهرطقه الأريوسية في الظهور في مدينة الإسكندرية وسرعان ما تحولت إلى مشكلة كبيرة في عموم الإمبراطورية الرومانية، مما استدعى الإمبراطور قسطنطين للدعوة لعقد مجمع نيقية المسكوني الأول عام ٣٢٥م بحضور ۳۱۸ أسقفا وهو أول مجمع مسكوني في التاريخ.
برز الشماس اثناسيوس كبطل المجمع، حيث قدم دفاعًا راسخاً يؤكد أن الابن مساو للآب في الجوهر»، وهو تعبير أصبح جوهريا في قانون الإيمان مستعينا بـ آيات الكتاب المقدس وأقوال الآباء، وتوج المجمع بالتأكيد على الإيمان الأرثوذكسي بلاهوت السيد المسيح وصياغة النصف الأول من قانون الإيمان الذي أكد على أن الابن مساو للآب في الجوهر.
ورغم انتهاء المجمع بقرار حرمان أريوس، استمرت الأريوسية في الانتشار مدعومة من أباطرة لاحقين، ما أدى إلى نفى أثناسيوس خمس مرات.. ويذكر أنه قضى القديس أثناسيوس قرابة نصف مدة حبريته (٤٥) سنة في المنفى، لكنه استمر في الدفاع عن الإيمان ضد بدع أخرى مثل أبوليناريوس الذي أنكر النفس البشرية للمسيح ومكدونيوس الذي أنكر لاهوت الروح القدس ..
وأشار حكيم» في كلامه إلى أن القديس أثناسيوس ترك تراثا لاهوتيا وروحيا غنيا، ومن أبرز مؤلفاته: «تجسد الكلمة من أعظم وأعمق الكتب اللاهوتية التي تناولت سر التجسد الإلهى، ويدرس حتى اليوم في المعاهد اللاهوتية.
وأيضا ضد الوثنيين الذي يرد فيه على الفكر الوثنى من منظور عقلي وروحي وكذلك حياة القديس أنطونيوس، وهو سيرة مؤثرة كانت السبب في نشر الرهبنة في أوروبا، والهمت القديس بنديكتوس في تأسيس الحياة الرهبانية في أوروبا . ثم جاءت سلسلة عظات ضد الأريوسيين، وهى دفاع حاسم ضد بدعة أريوس وكتب أيضا كتابات تفسيرية مثل تفسير المزامير، وتفسير سفر التكوين، ونشيد الأناشيد، وسفر الجامعة وكتب أيضا ما عرف برسائل فصحية أهمها الرسالة الفصحية رقم ۳۹ التي حدد فيها لأول مرة الأسفار القانونية للعهد الجديد (۲۷) سفرا).
وأوضح فادى» أن أثناسيوس كان له دور محوري في تجميع العهد الجديد من الإنجيل، ففي رسالته الفصحية رقم ٣٩ عام ٣٦٧م، حدد أثناسيوس لأول مرة قائمة الأسفار السبعة والعشرين للعهد الجديد كما نعرفها اليوم، وقال: إن بولس هو كاتب رسالة العبرانيين.
أما عن طقوس الكنيسة، فقد أدخل أثناسيوس تقاليد طقسية مهمة، منها ربط أسبوع الآلام» بالصوم الكبير، ووضع قسمة في القداس ما زالت تستخدم حتى اليوم، كما الزم الكهنة بالاعتكاف خلال أسبوع الآلام.
وكنان له دور في الكرازة والرهبنة، حيث رسم أول أسقف الإثيوبيا (أبونا سلامة)، مما أسس العلاقة التاريخية بين الكنيستين القبطية والاثيوبية. وكان أول من رسم أساقفة من الرهبان، وغرس روح الرهبنة في طقس الكنيسة.
واختتم المحاضرة بردود على بعض الاتهامات التي وجهت للقديس اثناسيوس، حيث اتهمه البعض بتأليه المسيح وابتداع تعبيرات غريبة عن الإيمان. لكنه أوضح أن تعبير مساو للأب في الجوهر مساو للأب في الجوهر، لم يكن بدعة، بل تأكيد الصيغة إيمان رسولي، وكان متسامحا مع التائبين من الأريوسيين وفق شروط الإيمان الصحيح.
أصول الألحان القبطية
التي الدكتور عماد نیروز محاضرة حول أصول الألحان القبطية، بدأها بقراءة مزمور (١۵:۸۹ (١٦) باللغة القبطية ليؤكد على قوة وتأثير التسبيح على النفس أوضح أن الألحان القبطية هي موسيقى موضوعة على نصوص باللغة القبطية، تستخدم لتثبيت الإيمان في القلب والتعبير عن العقيدة اللاهوتية.
وشدد على أن هذه الألحان صوتية بحتة لا تستخدم فيها آلات موسيقية. وتتميز بطابع فريد فريد لا يتشابه مع أي موسيقى شرقية أو غربية، وقد نقلت شفهيا عبر الأجيال منذ العصور الأولى للمسيحية.
تعود جذور هذه الألحان إلى الكنيسة الأولى، وقد ساهم اليهود المتنصرون في الإسكندرية في نقل الطقوس والتسابيح إلى الكنيسة القبطية، خاصة بعد انفصال المسيحيين الأوائل عن الهيكل اليهودي كما لعبت الفلسفة والموسيقى المصرية القديمة دورا في تكوين هذا التراث، حيث ربطت الألحان بالكواكب والمواسم وتأثيراتها النفسية والروحية.
واستعرض نيروز أيضا تأثير الألحان على الإنسان من الناحية النفسية والفسيولوجية، مشيرا إلى أن القدماء من فيثاغورس إلى ابن سينا أدركوا العلاقة بين الموسيقى وشفاء النفس والجسد. وبين كيف أن استخدام الحروف المتحركة في الترتيل كان بديلاً روحيا للآلات الموسيقية، معبراً عن عن . حالة دينية داخلية عميقة
واختتم المحاضرة بشرح طقوس الألحان القبطية على مدار السنة، مثل الألمان الفرايحي الكيهكي الصيامي الشعانيني والجنائزي، مشددا على أن كل نوع يعكس المناسبة الروحية والطقسية المرتبطة به.
واختتم فقرة المحاضرات الدكتور عماد بباوي أستاذ الفن القبطي بمعهد الدراسات القبطية، بعنوان الأيقونة القبطية ، وقد عرضت المحاضرة نماذج الايقونات وجداريات قبطية من القرون الأولى الإبراز هذا التراث الفني والروحي الفريد.
و شرح بباوي، أن الأيقونة القبطية هي صورة دينية مقدسة تعبر عن الإيمان المسيحي الأرثوذكسي، وتعد وسيلة تعليمية وروحية تقرأ من قبل الجميع سواء كانوا متعلمين أم غير متعلمين إذ تقدم كإنجيل مرسوم بالألوان والرموز المتعارف عليها.
وأضاف بياوي، قائلا: تتميز الأيقونة القبطية بسمات روحية عميقة، حيث تعبر عن حياة ياة . الصلاة والتسبيح، والانتصار على الشر، وتفيض بروح المحبة . والعطف، وتعكس البصيرة الروحية للشخص أو القديس التي تجسده الأيقونة.
واوضح بباوي» أن الأيقونة ليست تصويرة واقعيا بل تجريد مبسط للواقع يهدف إلى إبراز المعاني اللاهوتية والروحية، وتلتزم بقواعد دقيقة في التصميم من حيث الطول والعرض، وتنفذ باستخدام خامات خاصة مثل الأكاسيد المعدنية. وصفار البيض والقماش والخشب، وفي الأيقونات القبطية، تأخذ ملامح الوجه. ونسبة الرأس إلى الجسد والملابس، رمزية خاصة، وتستخدم تقنيات التكبير للشخصيات الأساسية والتصغير العناصر معينة أقل أهمية في الأيقونة، الإبراز معان مجددة.
وتحدث الدكتور بياوى عن رسام الأيقونة، قائلاً: إنه ليس مجرد فنان، بل شخص صاحب إيمان عميق يعيش حياة تأملية ويخدم بأمانة، ويكون مطلعا على الكتاب المقدس وسير القديسين والتقليد الكنسي.
وفي نهاية كلامه وضح اختلاف الأيقونة القبطية عن اللوحة الغربية من حيث التصميم والتقنية والهدف، إذ أن الأيقونة تهدف إلى التأمل الروحي روحي وليس مجرد الإعجاب الجمالي، كما أن هناك علاقة تأثر وتأثير بين الأيقونة القبلية والجداريات الفرعونية، خاصة في الرمزية والأسلوب الفني.
. تسابيح وألحان قبطية
وفي ختام الاحتفالية جاءت فقرة التسبيح، حيث احتضنت القاعة الكبرى بمركز المنارة ثلاث حفلات ترانيم قبطية مميزة بدءا بكورال شباب الأنبا رويس تبعه كورال مار افرام السرياني، ثم كورال اغابي، وامتزجت اصوات الترانيم بالأيقونات المضاءة لتصنع لحظات روحية مفعمة بالإيمان والانتماء.
استندت الاحتفالية ال لية إلى الآية النبوية من صفر إشعياء مبارك شعبي مصر. (إشعياء ١٩:٢٥)، لتذكر الحاضرين بأن أرض مصر كانت ملجا للعائلة المقدسة ومسرحا لأحداث عظيمة في تاريخ الخلاص. وهذا ما يمنح الأقباط شعورا بالاعتزاز بكنيستهم ووطنهم، ويدفعهم لنقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة يذكر أن مركز منارة العالم بدأ نشاطه تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بقيادة سخت فانوس عام ٢٠٢٤ وهو يقدم خدمة الشباب سواء في مصر او خارج مصر بطرق غير تقليدية بشكل إبداعي من خلال كورسات وورش عمل. داخل قاعات المركز الجهزة على أعلى مستوى من التكنولوجيا والشاشات والبروجيكتورر وأيضا يوجد ستوديو التسجيل صوت كل هذا هدفه تقديم خدمة عالية الجودة الشباب ومن جانب آخر يقدم المركز بعمل خدمة خارج المركز أو على الموقع الخاص بالمركز عن طريق بودكاست أو أي وسيلة تصل للشباب على تليفوناتهم مباشرة وتكون في شكل مبسط.
ويقدم المركز محتوى للشباب يتنوع من محتوى دينى ودرس كتاب بتقنيات توضيحية جذابة مثل الخرائط، أو محتوى اجتماعي يفيد الشباب في مجال التعليم – والمنح المقدمة للشباب خاصة في سن ثانوى وكذلك كيفية اختيار الجامعات المناسبة وما الفرق بين الدراسة في المدرسة والكلية، وكذلك تناول محاضرات توعوية في مجالات التوظيف المتنوعة والعمل على رفع مستوى قدرات الشباب للتهيئة المناسبة الحقل العمل.
وإلى جانب المحتوى الديني والمحتوى التعليمي، يتم مناقشة بعض القيم الحياتية والتحديات، مثل ورش العمل بعنوان كيف تقول لا للرشوة أو للطرق الخاطئة التي تتنافى مع مبادئك.
ويقدم ايضا المركز بعض الاحتفاليات التي تركز على التراث القبطى منها هذه الاحتفالية التي تناولت اليوم القبطي العالمي. وبهذا الحدث، أثبت مركز منارة العالم مرة أخرى أن الاحتفاء بالتراث لا يعنى العودة للماضي فقط، بل هو أيضا بوابة للعبور إلى المستقبل برؤية تؤمن بأن الهوية القبطية حية ومتجددة، وجذورها عميقة في أرض مباركة ومقدسة.
y0tkad