باحثة لـ"الدستور": رسوم ترامب الجمركية تهدد الاستقرار الاقتصادى العالمى
26.04.2025 11:02
اهم اخبار العالم World News
الدستور
باحثة لـ
Font Size
الدستور

أكدت غريس غريس ثيودولو، الباحثة والزميلة في السياسة الصينية في  مجلس الجيواستراتيجية، أنه من غير المرجح أن ترضخ الصين لمطالب الولايات المتحدة بإلغاء أو حتى تخفيض رسومها الجمركية الانتقامية.

وأوضحت غريس غريس ثيودولو في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأسباب التي ستدفع الصين لهذا التوجه متنوعة. فمن ناحية الحزب الشيوعي الصيني بحاجة إلى أن يثبت للشعب الصيني أنه سيقف في وجه الولايات المتحدة، التي يصورها الحزب على أنها المنافس الرئيسي للصين و"المتنمر" فمنذ جائحة كوفيد-19، ظهر اتجاه في الصين يُفضّل فيه الناس شراء العلامات التجارية المحلية (التي تُسمى "غوتشاو" [国朝]، أو "الموجة الوطنية") بدلًا من العلامات التجارية الأجنبية. وقد ساهم هذا جزئيًا في تنامي الشعور القومي والفخر بالصين ومنتجاتها، وبالتالي، سيساعد هذا على تأجيج مقاومة شراء السلع الأمريكية، التي ستكون الآن أكثر تكلفة.

وأشارت إلى أن السبب الثاني لعدم استسلام الصين بالطريقة التي يرغب بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يعلم أن الصين لديها خيارات. ستضر رسوم ترامب الجمركية، لكن الصين قادرة على زيادة صادراتها إلى دول أخرى للتخفيف من آثارها. الصين هي الشريك التجاري الأول لأكثر من 120 دولة.


وأوضحت أن التنافس الاقتصادي قد اشتد بشكل كبير بين البلدين، لكن السؤال الأهم هو إلى متى سيستمر هذا التنافس؟، بالنظر إلى الطبيعة المتقلبة للتهديدات والتصريحات. بفرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 145% على الصين، يُشير فعليًا إلى استعداده لإنهاء معظم التجارة مع بكين. لكن الشركات الأمريكية، مثل آبل، لديها قواعد تصنيع ضخمة في الصين، وبالتالي، سيتعين على ترامب أن يقبل أن بكين قادرة على إيجاد سبل للرد، وأن الإجراءات الصارمة التي اتخذها حتى الآن قد لا تكون دائمًا في مصلحة أمريكا. مع ذلك، من الواضح أن واشنطن ستحاول إلحاق الضرر بالصين قدر الإمكان دون التأثير على سلاسل التوريد الحيوية الخاصة بها.

الدول الغربية والإفريقية تتجه للصين لمواجهة سياسات ترامب

وقالت إن تشكيل تحالفات اقتصادية أوروبية وغربية جديدة ردًا على رسوم ترامب الجمركية، أمر ممكن، وبدأ بالفعل ومن المرجح أن نرى دولًا أوروبية وغربية تُعزز تجارتها مع الصين. على سبيل المثال، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسباني للصين، صرّح بيدرو سانشيز قائلًا: "إن المشهد العالمي المُعقّد يُحتّم علينا الرهان على مزيد من الحوار والتعاون، وتعزيز علاقاتنا مع الدول والكتل الإقليمية الأخرى". وجاءت الزيارة على أمل زيادة صادرات إسبانيا من لحم الخنزير والكرز إلى الصين.


وتابعت "بالمثل، أفادت التقارير الأسبوع الماضي أن الاتحاد الأوروبي سيتفاوض مع الصين للتوصل إلى رفع مُحتمل للرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية الصنع، والتي صوّتت المفوضية الأوروبية لصالحها في أكتوبر الماضي. وبدلًا من ذلك، ستناقش المفاوضات، حسبما ورد، تحديد حد أدنى لسعر هذه السيارات".


وأوضحت أن الرسوم الجمركية لن تؤدي إلا إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي القائمة، ما يُصعّب على الحكومات والشركات التخطيط وفقًا لذلك، خاصةً لأنه من المُحتمل أن يُواصل ترامب فرضها وإلغاءها. على هذا النحو، بدأت الدول تفكر في تحويل جزء من تجارتها إلى شركاء أكثر استقرارًا. ويبدو أن بعض التكهنات تشير إلى أن نهج ترامب في التجارة يهدف جزئيًا إلى خفض قيمة الدولار لجعل الصادرات الأمريكية أرخص، على أمل أن يؤدي انخفاض قيمة الصادرات إلى زيادة الطلب، وبالتالي زيادة فرص العمل في قطاع التصنيع.


وأشارت إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة على الدول الإفريقية ليست خبرًا سارًا، فقد صرّحت جنوب إفريقيا بأن الرسوم الجمركية تلغي فعليًا فوائد مبادرة تجارية أمريكية عمرها 25 عامًا تمنح الدول الإفريقية المؤهلة وصولًا معفيًا من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية، ومن المقرر أن تنتهي في سبتمبر - قانون النمو والفرص في إفريقيا (AGOA). ويرى خبراء أفارقة أن رسوم ترامب الجمركية من المرجح أن تدفع المصنّعين الأفارقة نحو زيادة تجارتهم مع الصين.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.