الخلايا الجذعية بين الأسطورة والعلم في صالون المركز الثقافي القبطي
29.07.2025 06:44
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
الخلايا الجذعية بين الأسطورة والعلم في صالون المركز الثقافي القبطي
حجم الخط
الدستور

نظّم المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، مساء أمس، صالونه الثقافي تحت عنوان: "الخلايا الجذعية: من الأسطورة إلى الحقيقة"، تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، والأنبا إرميا، رئيس للمركز، الذي أكّد حرص المركز على تعزيز الحوار الفكري والعلمي حول قضايا تمسّ حاضر المجتمع المصري ومستقبله، في ظل تحديات طبية وأخلاقية معاصرة.

 

أدار الندوة الكاتب هاني لبيب، رئيس تحرير موقع "مبتدا"، وشارك فيها نخبة من العلماء والمتخصصين: الدكتور أحمد رمضان الصوفي، عميد كلية العلوم بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد محمد سعيد، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب بجامعة الأزهر، الدكتور محمد السيد حبيب، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر، الدكتور محمد أبو زيد الأمير، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، إضافة إلى شخصيات برلمانية وإعلامية وأكاديمية.

قضية الخلايا الجذعية تمس الأخلاقيات والهوية الإنسانية والدينية

أكّد نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز، أن قضية الخلايا الجذعية لم تعد مجرد موضوع علمي، بل باتت تمسّ الأخلاقيات والهوية الإنسانية والدينية، مشيرًا إلى أهمية مناقشتها في إطار من التكامل بين العلم والإيمان، موضحا أن الخلايا الجذعية تمثل تقاطعًا بين ثلاثة علوم رئيسية، وقد بدأت معرفتنا بها ضمن تصوّرات أسطورية قبل أن يكشف العلم عن حقيقتها وخصائصها.

وأشار الأنبا إرميا إلى أن الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة تمتلك قدرة مذهلة على التجدد والتحوّل، وتنقسم إلى نوعين: خلايا جنينية تؤخذ من الأجنة المبكرة، وتتمتع بإمكانات عالية لكنها تثير جدلًا أخلاقيًا، وخلايا بالغة تُستخرج من أنسجة ناضجة كالدم والنخاع العظمي، وتُستخدم بشكل واسع في الأبحاث والعلاج.

وتحدث عن تطبيقات الخلايا الجذعية في علاج أمراض مستعصية مثل السكري، وأمراض القلب، والسرطان، وتلف الأنسجة، فضلًا عن استخدامها في إعادة بناء نخاع العظام. كما تناول مستقبل هذا العلم، لافتًا إلى تطوّر تقنية "الخلايا الجذعية المستحثة" (iPSCs) التي تُعيد برمجة خلايا عادية كالجلد لتصبح خلايا متعددة القدرات.

ودعا نيافته إلى ضرورة ربط التقدم العلمي بالقيم الأخلاقية والدينية، مشددًا على أهمية ألا يتعارض العلم مع الإيمان، بل أن يكمل أحدهما الآخر، مؤكدًا أن الخلايا الجذعية تمثل جسرًا حقيقيًا بين الخرافة والحقيقة، وبين الماضي والمستقبل.

د. سيد بكري: لا استنساخ للإنسان… والتقدم العلمي لا بد أن يُضبط بالأخلاق

أوضح الدكتور سيد بكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب، أن اختيار عنوان الندوة "من الأسطورة إلى الحقيقة" يعكس واقع هذا العلم الذي بدأ بالخرافات وأصبح اليوم أحد ركائز الطب الحديث. وأكّد أن العلم الحديث رفض فكرة استنساخ الإنسان التي روّجت لها بعض الأساطير، موضحًا أن الله خلق الإنسان كيانًا فريدًا لا يمكن تكراره أو استنساخه دون تبعات أخلاقية وإنسانية جسيمة.

ولفت "بكري" إلى أن الاستنساخ، وإن بدا ممكنًا تقنيًا، إلا أنه يطرح أسئلة مصيرية: من هو الأب؟ من الأم؟ من يملك النواة أو البويضة أو الرحم؟ كما أن النسخة المستنسخة قد تُولد وهي بيولوجيًا بعمر عشرات السنين! كما أشار إلى أن المعلومات الشخصية المكتسبة لا يمكن نقلها في عملية الاستنساخ، ما يفقد الإنسان فرديته وتجربته.

وأشار بكري إلى أن ما يجعل الخلية "جذعية" هو قدرتها على التحوّل إلى أنواع مختلفة من الخلايا، وهي خاصية تتيح استخدامها في مجالات متعددة مثل الطب التجديدي وهندسة الأنسجة.

وأكّد وجود مصادر متنوعة للحصول على الخلايا مثل الحبل السري، والجلد، والأسنان، والمشيمة، مشيرًا إلى أن بعض التقنيات الحديثة سمحت بتحقيق إنجازات علاجية واعدة.

ووجّه الدكتور أحمد رمضان الصوفي، عميد علوم الأزهر، الشكر إلى نيافة الأنبا إرميا على دعوته لحضور الندوة، معربًا عن إعجابه الشديد بالمحاضرة، وموضحًا علاقة الفيروسات بالخلايا الجذعية.

وتحدث الدكتور أحمد محمد سعيد، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بطب الأزهر، عن الجانب التطبيقي للخلايا الجذعية، موضحًا دخولها في العديد من المشاكل الخاصة بالأمراض التناسلية والأمراض الجلدية مثل الصلع الوراثي.

واستعرض الدكتور أسامة محمد السيد حبيب، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر، نتائج استخدام الخلايا الجذعية في حالات النساء منذ عام 2011 وحتى الآن.

 

اترك تعليقا
تعليقات
31/12/1969 19:00:12

w2wwdh