سلطت شبكة إن بي سي نيوز الضوء على أحوال ومعاش آلاف العائلات في أنحاء غزة، بعد انهيار وقف إطلاق النار، وفرض دولة الاحتلال الإسرائيل حصارًا في أوائل مارس، مانعةً دخول الغذاء والماء والأدوية وغيرها من الإمدادات إلى القطاع.
وذكرت الشبكة الإخبارية في تقرير لها بعنوان: " العيش وسط الأنقاض: يوم في حياة عائلة في غزة"، أن فريقها الميداني بعد أن أمضى يومًا كاملًا في القطاع لرصد الوضع الإنساني على الأرض بين أنقاض القطاع الفلسطيني، فإن أقل ما يقال إن "الصمود أصبح في سبيل البقاء أشبه بالموت" في غزة.
ونقل فريق إن بي سي نيوز حياة أسرة في خان يونس، وهى عائلة الزرعي التي تعيش في خيمة نُصبت على أنقاض منزلهم الإسمنتي الذي كان يتشاركونه، لافتًا إلى أن 16 فردًا من هذه العائلة يتشاركون وعاءً واحدًا من الفاصوليا، ثمانية منهم أطفال.
ونقلت عن سعاد الزرعي قولها، إنه اليوم 558 من الحرب، والأطفال، مع الكبار، جائعون، مُغطون بالغبار، يُطاردهم الموت، ويواجهون يومًا آخر من الكفاح من أجل حياةٍ من بين أنقاض قطاع غزة.
وفقا لفريق الشبكة الإخبارية الأمريكية فقد قُتل أحد أبناء سعاد مع اثنين من أحفادها، بينما فُقد ابنها خالد الزرعي منذ أيام بعد انفجار أودى بحياة أحد أبنائه، وتعتني سعاد الآن بزوجته المصابة بالسرطان، وأطفالهما الأربعة الناجين، كما يعيش معها ابنها الثالث حامد الزرعي وأطفاله الأربعة، وقد نزح أقارب آخرون إلى مناطق أخرى من غزة.
وذكر الفريق أنه طوال اليوم، تُهيمن المخاوف بشأن الطعام والماء وغيرها من الضروريات على نقاشات العائلة، ويستغرق العثور على تلك الإمدادات معظم وقتهم المتبقي، في حين تُحذر المنظمات الإنسانية من نفاد المساعدات
مخزون طعام برنامج الغذاء العالمي ينفذ في غزة
وأعلن برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة، نفاد مخزونه من الغذاء، بعد 54 يومًا من فرض دولة الاحتلال الإسرائيلي حصارًا شاملًا على قطاع غزة.
وقال البرنامج في بيان له: "سلّم البرنامج اليوم آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة. ومن المتوقع أن ينفد مخزون هذه المطابخ بالكامل خلال الأيام المقبلة".
ومنذ أن فرضت دولة الاحتلال الإسرائيلي حصارها في 2 مارس، مما أدى إلى توقف دخول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى القطاع، أصبح برنامج الأغذية العالمي المصدر الوحيد الثابت وأكبر مزود للوجبات الساخنة في غزة.
ولا يزال عدد قليل من الوكالات الصغيرة يقدم الغذاء في غزة، بما في ذلك مطبخ "وورلد سنترال"، الذي أعلن في منشور على فيسبوك أنه "يعمل بلا كلل لتوفير إمدادات الدقيق وخبز أكبر قدر ممكن من الخبز" داخل مخبزه، وهو آخر مخبز لا يزال يعمل في غزة.