كشف الدكتور وليد يحيى وكيل معهد بحوث القطن بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن نجاح المعهد في استنباط مجموعة جديدة من أصناف القطن المصري، تم زراعتها بالفعل خلال الموسم الحالي، وتتميز هذه الأصناف بالجودة العالمية والخصائص الغزلية المتميزة التي تؤهلها للوفاء باحتياجات الصناعة والتصدير معًا.
وأوضح يحيى، أن الأصناف الجديدة تشمل "سوبر جيزة 86"، و"جيزة 94"، و"جيزة 97"، وجميعها من أصناف القطن طويل التيلة المخصصة للوجه البحري، إلى جانب مجموعة من أصناف "إكسترا" فائقة الطول، تشمل "جيزة 92"، و"جيزة 93"، و"جيزة 96"، و"جيزة 45"، مشيرًا إلى أن هذه الأصناف تمثل نقلة نوعية في برنامج تطوير القطن المصري، سواء من حيث الإنتاجية أو الجودة.
وأشار إلى أن الموسم الحالي سيشهد توسعًا ملحوظًا في زراعة صنفي "جيزة 98" (وهو من أصناف القطن طويل التيلة الموجهة للوجه القبلي) و"سوبر جيزة 97" في الوجه البحري، بشكل تجاري وعلى نطاق أوسع مما كان عليه في المواسم السابقة.
أصناف فائقة الجودة
وأكد الدكتور وليد يحيى، لـ"الدستور"، أن صنف "إكسترا جيزة 92" يُعد من الأصناف المستنبطة حديثًا، وينتمي إلى طبقة الأقطان فائقة الطول، وتم طرحه فعليًا للزراعة هذا الموسم. ويتميز هذا الصنف بعدة مزايا، منها الإنتاجية العالية، وارتفاع نسبة صافي الحليج، إلى جانب التبكير في النضج، ما يجعله من الأصناف التي تلائم الاحتياجات التصديرية بامتياز.
وأضاف أن "إكسترا جيزة 92" يُعد حاليًا من أفضل الأصناف العالمية، من حيث جودة التيلة وطولها وانتظامها، بالإضافة إلى متانتها العالية، وهي جميعًا خصائص تُعزز من كفاءة الغزل وجودة المنتج النهائي. كما يتميز هذا الصنف بلونه الأبيض الناصع، وهو من أعلى الأصناف إنتاجية في فئته.
القطن طويل التيلة للوجه البحري
وتحدث يحيى عن صنف "جيزة 86"، مبينًا أنه من أبرز أصناف القطن طويل التيلة الموجهة للوجه البحري، ويتميز بإنتاجية مرتفعة ونسبة تصافي حليج عالية. كما أنه صنف تصديري، رغم كونه متأخر النضج نسبيًا، لكنه يمتاز بطول التيلة وانتظامها وارتفاع متانتها بشكل ملحوظ، ما أدى إلى رفع كفاءة الغزل لهذا الصنف لمستويات تضاهي الأقطان فائقة الطول.
وأشار إلى أن "جيزة 86" يُعد منافسًا قويًا لأصناف "بيما" الأمريكية، ليس فقط من حيث الجودة، بل أيضًا بفضل تكلفته الأقل نسبيًا، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا ملائمًا للسوقين المحلي والدولي. أما صنف "سوبر جيزة 94"، فأكد أنه من الأصناف المستنبطة حديثًا أيضًا من طبقة الأقطان الطويلة المخصصة للوجه البحري، ويمتاز بمواصفات تتناسب مع احتياجات الصناعة.
ملائم للتصنيع المحلي والتصدير
وأضاف وكيل المعهد، أن الأصناف الجديدة تحقق إنتاجية عالية تتراوح بين 10 إلى 12 قنطارًا للفدان، وتتميز بنضج مبكر يجعلها مناسبة للأنظمة الزراعية الحديثة والجني الآلي، كما أن فترة بقائها في الأرض تتراوح بين 130 إلى 150 يومًا، وهي فترة مناسبة لتحقيق عائد اقتصادي جيد.
وأشار إلى أن هذه الأصناف موفرة لمياه الري بنسبة لا تقل عن 20% مقارنة بالأصناف التقليدية، كما أن صنف "سوبر جيزة 94" على وجه الخصوص يتميز بطول تيلة أكبر من "جيزة 86"، مع تقارب في المتانة، إلا أنه يتفوق عليه في النعومة، وهو ما يُعزز من كفاءة الغزل وجودة الخيوط المنتجة.
وأوضح أن نسبة تصافي الحليج في هذا الصنف قد وصلت إلى نحو 42%، وهي نسبة مرتفعة تدعم الاعتماد عليه بشكل أوسع في السنوات المقبلة، سواء في التصنيع المحلي أو في التصدير إلى الأسواق العالمية، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الأقطان الفاخرة ذات الجودة العالية.
واختتم الدكتور وليد يحيى تصريحاته بالتأكيد أن استراتيجية معهد بحوث القطن تعتمد على تطوير أصناف ذات مواصفات إنتاجية وغزلية عالية، قادرة على تعزيز مكانة القطن المصري في الأسواق العالمية، وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية من هذا المحصول الاستراتيجي.