الحر يضرب العالم.. أوروبا تشهد أعلى درجات حرارة
02.07.2025 09:51
اهم اخبار العالم World News
الدستور
الحر يضرب العالم.. أوروبا تشهد أعلى درجات حرارة
حجم الخط
الدستور

على مدار الأيام الماضية شهدت القارة الأوروبية ودول الخليج العربي وشمال إفريقيا موجات قاسية من الحر الشديد، وفي وقت تشير فيه التوقعات الجوية إلى أن التراجع المرتقب في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، لكن يبدو أن الأمر لن يكون أكثر من استراحة قصيرة ضمن نمط حراري متصاعد.

وقد أطلقت السلطات الصحية في فرنسا وألمانيا تحذيرات باللون الأحمر، إثر استمرار تمركز نظام ضغط جوي مرتفع يُعرف باسم "القبة الحرارية"، والذي يُبقي معظم أنحاء القارة في قبضة طقس شديد الحرارة يُعد خطرًا مباشرًا على صحة الملايين، حسبما نقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

 

تحذيرات جديد في أوروبا من الكوارث الحرارية

وفي هذا الصدد، أفادت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية "ميتيو-فرانس" بأن درجات الحرارة في وسط فرنسا قد تصل الأربعاء إلى 39 درجة مئوية، بعد أن بلغت ذروتها يوم الثلاثاء عند 41.3 درجة في مدينة نيم، وهو رقم يتجاوز بكثير المعدلات الموسمية المعتادة.

منذ منتصف يونيو، تعاني فرنسا من حرارة خانقة تسببت في إغلاق قمة برج إيفل أمام الزوار. وفي ألمانيا، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة في وادي الراين الأعلى ومنطقة كرايشغاو إلى المستوى ذاته، بحسب دائرة الأرصاد الألمانية "دويتشر فيتر دينست".

وقد تم تفعيل التحذيرات البرتقالية والصفراء في أجزاء واسعة من القارة، في ظل تصاعد المخاوف من آثار الحر غير المسبوق.

وبحسب الوكالة الأمريكية، فإنه من المتوقع أن تواصل درجات الحرارة تحطيم الأرقام القياسية هذا الصيف، في ظل تزايد شدة وتكرار موجات الحر نتيجة تغير المناخ، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة ويضع ضغطًا متزايدًا على أنظمة الطاقة.

وأضافت أن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى زيادة كبيرة في الطلب على التكييف، كما يهدد محطات الطاقة النووية التي تعتمد على المياه النهرية لتبريد المفاعلات، وهي المياه التي أصبحت بدورها أكثر دفئًا مما يهدد بتقليص القدرة الإنتاجية.

وتُعد فرنسا من أكثر الدول تضررًا في هذا السياق، حيث تعتمد على الطاقة النووية في نحو ثلثي إنتاجها الكهربائي. 

وقد اضطرت شركة "أكسبو هولدينج" في سويسرا المجاورة إلى إغلاق أحد مفاعلاتها في محطة "بزناو" يوم الثلاثاء بسبب ارتفاع حرارة نهر الآر، بحسب ما نقلته وكالة "راديوكور" الإيطالية.

وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى أنه رغم أن بعض مناطق شمال غرب ووسط أوروبا قد تشهد بعض الانفراج المناخي في الأيام المقبلة، فإن النماذج المناخية الصادرة عن "مركز التنبؤ الأوروبي متوسط المدى" تشير إلى عودة نظام الضغط المرتفع بحلول منتصف يوليو، ما يُنذر بجولة حرارية جديدة.

وفي إسبانيا، تُظهر بيانات من "أتموسفيرك G2" و"بلومبيرغ" أن درجات الحرارة ستبقى أعلى من المعدلات الشهرية الطبيعية طوال معظم أيام يوليو، ما يعكس استمرار الطقس القاسي.

أما في البرتغال المجاورة، فقد شهدت البلاد تراجعًا في درجات الحرارة، رغم أن العديد من المناطق الداخلية لا تزال تحت ثاني أعلى مستويات الإنذار.

 

أسباب الموجات الحارة القاتلة في أوروبا

وبحسب الوكالة الأمريكية، ترجع موجة الحر الحالية إلى كتلة هوائية ساخنة مصدرها الصحراء الكبرى، زادت حدتها بفعل ارتفاع غير اعتيادي في حرارة مياه البحار المحيطة بأوروبا.

ووفقًا لتقارير الأرصاد، فإن شهر يونيو الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في كل من بريطانيا وإسبانيا، كما سُجّل في بريطانيا أكثر فصل ربيع جاف منذ أكثر من قرن، في حين شهدت مدينة بوتسدام الألمانية أقل معدل لهطول الأمطار بين يناير ويونيو منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، بحسب معهد بوتسدام لأبحاث تأثيرات المناخ.

وأكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أنه مع تصاعد درجات الحرارة وتزايد الظواهر المناخية المتطرفة، تؤكد الهيئات العلمية والمناخية على الحاجة الملحّة إلى استراتيجيات تكيف ومراقبة دقيقة للمخاطر، لا سيما في قطاعات الصحة العامة والطاقة والموارد المائية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.