
في حلقة جديدة من برنامج “آفاق مسكونية” صباح اليوم الثلاثاء ٥ أغسطس، عبر MECC FM وMECC TV، استضافت الإعلامية ليا عادل معماري، الإعلامي مايكل فيكتور، رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر، في لقاء حمل في طياته الكثير من التأملات والرؤى حول دور الإعلام الكنسي، وأهمية الخدمة في الكنيسة، والرسالة المسكونية المشتركة بين كنائس الشرق الأوسط.
في مقدمة اللقاء، رحبت ليا معماري بضيفها، مؤكدة أن استضافته اليوم تأتي انطلاقًا من إيمانه العميق بالإعلام الكنسي كوسيلة شهادة، وعمله المثمر في تعزيز الحضور الكنسي في الإعلام العام، خاصة في ظل التحديات التي تعصف بالمجتمعات.
تحدث مايكل فيكتور في بداية الحوار عن أهمية الإعلام المسيحي في زمن تسوده الإشاعات، وتسعى بعض الخطابات المغرضة إلى تشويه الرموز الدينية والقيم الروحية. وأكد أن “الإعلام الكنسي اليوم مدعو لأن يكون ضميرًا حيًا، وسراجًا في عتمة الارتباك، ينقل الحق، ويعلى من شأن صوت المحبة والسلام”.
وأضاف: “الإعلام ليس فقط قناة اتصال، بل هو خدمة بحد ذاته، ورسالة تتطلب مسؤولية وأمانة روحية، فالكنيسة تبني وعلى الإعلام أن يبني ويبني بالصدق..
وانتقل الحوار للحديث عن الخدمة الكنسية في مصر، حيث أشار رئيس لجنة الإعلام إلى أن الكنيسة ليست فقط مؤسسة دينية، بل هي شريك أساسي في بناء المجتمع، من خلال خدماتها التعليمية والصحية والاجتماعية، التي لا تقل أهمية عن الخدمة الروحية
وقال: “عندما نتحدث عن الكنائس في مصر، فإننا نتحدث عن حضور حي وفاعل في حياة الناس، من المدارس والمستشفيات إلى قوافل طبية ومشروعات التنمية. وهذه ليست أعمال خيرية بل تجسيد حقيقي للمحبة المسيحية التي تخدم الإنسان كإنسان، أيًا كان انتماؤه”.
وأشار إلى أن مجلس كنائس مصر، منذ تأسيسه قبل 12 عامًا، لم يتوقف يومًا عن أداء رسالته، رغم ما مر به من تحديات وسط تحولات سياسية، ومجتمعية، وأزمات مثل جائحة كوفيد، مؤكدًا أن المجلس ظل ثابتًا على مبدأ التعاون والخدمة، وأثمر بفضل الجهود المشتركة بين كنائسه الأعضاء.
وأضاف: “اليوم، ونحن مع اكتمال الدورة الكاملة لمشاركة الكنائس، نستعد لبداية دورة جديدة تتولاها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نستكمل من خلالها معًا مسيرة العطاء، ونعزز رسالتنا في خدمة الإنسان والمحبة التي تجمعنا.”
توقف مايكل فيكتور عند دور لجنة الإعلام في المجلس، مشيرًا إلى أنها لم تعد فقط لجنة نقل أخبار، بل تحولت إلى منصة تربط بين الكنائس الخمس الأعضاء، وتعبر عن صوت الكنيسة في المحافل الإعلامية، من خلال تطوير الموقع الإلكتروني، وتنظيم الحملات التوعوية، وتعزيز العلاقة مع الصحافة المصرية والعربية.
وأكد أن الإعلام الرقمي اليوم هو وسيلة فعالة لنقل صوت المحبة، وهو أيضًا مسؤولية لتصحيح المفاهيم، ومواجهة محاولات بث الانقسام. وقال: “الإعلام هو مرآة الخدمة، وهو أيضًا الحارس لأمانة الكلمة، لذلك نسعى إلى أن نكون أمناء على الرسالة، وأن ننقدم صورة صادقة عن الكنيسة، لا ككيان مغلق، بل كشريك حي في كل بيت، وكل شارع، وكل ألم.
وفي حديثه عن لجان المجلس، أشار مايكل فيكتور إلى ما تقوم به لجنة الكهنة والرعاة، التي نظمت حتى الآن تسعة مؤتمرات جمعت آباء الكنائس الخمس لمناقشة التحديات الروحية والنفسية، وهي تستعد حاليًا لعقد مؤتمرها العاشر في أكتوبر المقبل. وأوضح أن هذه المؤتمرات عززت من روح المحبة والتفاهم بين الرعاة، وساهمت في تطوير الخدمة على الأرض.
كما أشار إلى دور لجنة المرأة، التي تمثل “العمود الفقري للأسرة والخدمة”، من خلال برامج توعوية، قوافل طبية، حملات محو الأمية، ودعم المشروعات الصغيرة، وزيارات لمراكز التأهيل والإصلاح.. مؤكدًا أن المرأة في الكنيسة ليست متلقية بل فاعلة وشريكة في صنع التغيير
أما عن الشباب، فقد وصفهم بـ”القوة الدافعة للتجديد”، مشيرًا إلى أن لجنة الشباب تسعى لدمجهم في العمل الكنسي والمسكوني، من خلال فعاليات روحية وثقافية، ومبادرات مرتبطة بمسار العائلة المقدسة في مصر، الذي يمثل تراثًا روحيًا وتاريخيًا تتكاتف فيه الكنيسة مع الدولة.
في ختام اللقاء، دعت الإعلامية ليا معماري باسم مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى مزيد من التعاون الإعلامي والتواصل مع مجلس كنائس مصر، مؤكدة أن العمل المشترك هو امتداد طبيعي لوحدة الهدف والرسالة، لا سيما في زمن يموج بالتحديات.
ولدى سؤالها ضيفها في النهاية عن أمنية، أجاب مايكل فيكتور رئيس لجنة الإعلام بالمجلس قائلًا: “كنت مؤخرًا في لقاء مع قداسة البابا تواضروس الثاني، وقال قداسته: حين تتألم كنيسة في الشرق الأوسط، تتألم معها كل الكنائس… هذا القول يلخص كل دعوتي اليوم، أدعو أن يعم السلام في سوريا ولبنان وكنائس المنطقة، لنكمل معًا خدمة الإنسان بروح الفرح، لأن حيث يحل السلام، يحلّ الفرح، وتولد الحياة من جديد.”