أسد 30 يونيو .. بقلم حمدي رزق
30.06.2020 03:51
Articles مقالات
المصرى اليوم
أسد 30 يونيو .. بقلم حمدي رزق
Font Size
المصرى اليوم

بقلم حمدي رزق

لولا نجاح ثورة (30 يونيو) لكانت مصر كلها فى السجون، مصر كانت فى طريقها لتكون سجناً كبيراً، والقوائم كانت معدة، قوائم للسياسيين، والإعلاميين، والصحفيين، والقضاة، وكل رموز مصر كانت قاب قوسين أو أدنى من السجن، ولكن أكثرهم لا يعلمون.

 

لنتخيل شكل مصر إذا كان لا قدر الله فشلت (ثورة 30 يونيو)، لكان مرشد الإخوان علق كثيرًا من رموز هذا البلد الأمين على أعواد المشانق تحت سفح المقطم، ما كان معد إخوانياً كان انتقاماً رهيباً، والكتائب الإخوانية التى تجمعت من كل فج عميق معتصمة فى رابعة والنهضة، كانت ستطلق علينا جحافل عقورة تهلك الحرث والنسل، ولوقع زلزال عظيم، ولدخلت المحروسة نفق حرب أهلية مخلّفة بحورًا من الدماء.

 

لو لم يكن للرئيس السيسى من فضل سوى انحيازه للإرادة الشعبية التى تجسدت ملايين فى الشوارع والحارات والقرى والنجوع والكفور، لكفاه، ولو لم يثبت شجاعة أمام التحدى الإخوانى فى رابعة والنهضة لكانت مجازر بشرية على النواصى، ولولا إعلانه البيان التاريخى يوم (3 يوليو) فى رهط من الرموز الوطنية، لكان للسفينة العتيقة إبحار آخر، كانت ستبحر فى بحر من الدماء.

 

السيسى دفع دم قلبه ثمن وقفته الشجاعة فى وجه الإخوان، وقفة أسد هصور، ولن ينسى الإخوان للسيسى خلعهم من سدة الحكم، كانوا قاب قوسين أو أدنى من إعلان خلافتهم المزعومة، ولكن للأسف البعض منا تحت وطأة ظرف سياسى واقتصادى واجتماعى متخلف عن السنوات العجاف وورثة الضياع، ينسى لهذا الرجل هذه الوقفة العظيمة، ويمارى ويذهب إلى إنكارها.

 

تخيل لو فشلت ثورة (30 يونيو)، لكان السيسى لقى جزاء سنمار، لكان محكوماً عليه، يواجه مصيراً لا يتمناه رجل لنفسه وأهله، لكنه لم يخش، ولم يجبن، ولم يؤثر السلامة، ولم يخش إخواناً ولا أمريكاناً ولا أتراكاً ومن لف لفهم، لتمكين الإخوان من رقبة درة الشرق، أنفق الإخوان إنفاق من لا يخشى الفقر ولا يزالون لإجهاض ثورة شعب، وتمكين المرشد من رقابنا.

 

قمر (30 يونيو) يهل علينا، يذكرنا بما نسينا أو تناسينا، وفرصة للتذكير، والذكرى تنفع المتقلبين والباحثين عن دور، وهم من جبنوا أمام غائلة الإخوان، وعصروا الليمون، وأكلوا الزيتون، كانوا يختانون وطنهم وشعبهم فى المضاجع الإخوانية، والآن يستأسدون على رجل حمل رأسه على يده وقدمها قرباناً وفداءً للشعب المصرى.

 

ولا ينسى منصف قولته فى سطوة الإخوان، تقطع يد من يمدها عليكم، قالها وهو وزير للدفاع فى مواجهة جماعة إرهابية هددته على لسان نائب مرشدها يا نحكمكم يا نقتلكم وخرج ليلبّى زئير شعبه فى الميادين مستمداً من الطيبين قوة لاتزال تدفعه إلى الآن لاستكمال خارطة الطريق للخروج بمصر من النفق الاقتصادى الذى أدخلنا إليه الإخوان بمخطط إجرامى دمر السياحة وجفف التحويلات ودمر البنية الاقتصادية وأظلم البلاد.. رئيسنا السيسى أحسنت انحيازًا لثورة شعب مصر يوم تخلّى عنها القريب والبعيد.. بوركت.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.