
عيد استشهاد القديس الذي نقل كنيسته بالمصلين
“قرية البيهو” هي قرية صغيرة تقع في مركز سمالوط بمحافظة المنيا.
يوجد بالقرية كنيسة مميزة جداً وهي” كنيسة الشهيد أبسخيرون القليني” وهي من أقدم الكنائس بمصر.
يتوافد إليها آلاف الزوار الذين يتوافدون من مصر والخارج؛ لحضور الاحتفالات والنهضات الروحية التي تقيمها الكنيسة احتفالاً بعيد استشهاد القديس أبسخيرون القليني.
وهنا نتسائل لماذا يتوافد الزوار لهذه الكنيسة؟!! ذلك لتاريخها وقصتها العظيمة المعجزية التي حدثت منذ زمن بعيد.
لقد تم إنشاء الكنيسة منذ مئات السنين بمنطقة قلين بكفر الشيخ
واختار الشهيد أبسخيرون القليني هذه قرية لتستقر بها كنيسته؛ حيث قام الشهيد بنقل كنيسته بالمصليين إلى أن تم نقلها بمعجزة القديس أبسخيرون إلى محافظة المنيا، بعد محاولة البربر لقتل جميع من فيها.
قيل إن أهل قلين اعتادوا أن يعينوا ليلة محددة لإقامة عددًا من الزيجات معًا، ربما بسبب صعوبة المواصلات في ذلك الوقت، ولتوافقها بوقت جمع المحاصيل.
وفي أحد هذه الاحتفالات إذ كان حوالي مائة شخص مجتمعون في الكنيسة، كان عدو الخير قد أثار المضطهدين عليهم، وكان المؤمنون في هذه المدينة يتشفعون دائما بالقديس أبسخيرون الذي من بلدتهم.
وفي أثناء الليل قبل أن ينفذ المضطهدون ما في نيتهم نقلت الكنيسة بمن هم فيها إلى البيهو بصعيد مصر, وفي الصباح خرج الناس من الكنيسة ليجدوا أنفسهم في بلد غير بلدهم.
ظهر لهم القديس دون أن يعرفوه، وسار معهم حتى شاطئ النيل، وإذ ركبوا سفينة وصلوا إلى قلين في يوم واحد عوض ثلاثة أيام، فتعجب صاحب السفينة وآمن بالمسيحية، وفي قلين لم يجدوا الكنيسة، لا يزال مكانها بركة ماء تسمى بحيرة القليني.
يحكى أن أحد الأجداد فى القرية قد ظهر له القديس أبسخيرون، وقال له سوف آخذ تلك المنطقة داخل القرية وأشار بيده إلى مكان الكنيسة الحالية وكانت حينها أرض جرداء، وكان ذلك المكان يسمى بالكوم لأن فيضان النيل كان يأتي إليه ولا يتخطاه، ولكن هذا الرجل الذي يعد من أهل القرية قال له لا تأخذ تلك المكان لأنه غير نظيف، و لكن أصر القديس أبسخيرون على ذلك، وأعطى صاحب الأرض مقابلها مال، وبعدها في اليوم التالي بالفعل فوجىء أهالي القرية بوجود كنيسة فوق قطعة الأرض
التي اشتراها القديس، وخرج منها السبع عرسان بزوجاتهم العرائس، وهم في حالة اندهاش من ذلك المكان الغريب، إلى أن ظهر لهم القديس وأشار إلى ناحية النيل، و بالفعل ذهبوا إلى هناك ووجدوا صاحب أحد المراكب واتفقوا معه على أن يبحر بهم في النيل إلى محافظة كفر الشيخ مرة أخرى مقابل دينار لكل يوم، وكانت المسافة يتم قطعها في 15 يوم، لكن كانت المعجزة الأخرى أنهم وصلوا إلى كفر الشيخ خلال يوم واحد .
جدير بالذكر أن اسم ” أبسخيرون” هو كلمة منقسمة لجزئين ” أبا وتعني” الأب ” و ” سخيرون ” تعنى القوي أو الشرس.
ولد القديس في القرن الثالث الميلادي وفي أيام الاضطهاد جاء إلى منطقة ” أتريب ” حتى يكمل رحلة الاستشهاد، و خلال مسيرته زار قرية البيهو بالمنيا فأكرمه الأهالي بشكل كبير، فقال لهم لو كان لي إكليل الشهادة سيكون هنا باسم الكنيسة، وهذا هو سبب اختيار القديس لنقل الكنيسة من قليني إلى البيهو بمعجزته.
لقد تم تجديد الكنيسة عام1950، ويوجد بداخلها حالياً أعمدة من الكنيسة الأثرية
. دولابين بهما ” ساري المركب ” الأثري الذي ذكر بالقصة
. بقايا منجليات والشجرة التي كانت داخل الكنيسة وتم قطعها أثناء التجديدات وهي شجرة نقلت مع الكنيسة .
وإلى معجزة أخرى
. ” البئر” الذي انتقل مع الكنيسة من قلين إلى المنيا ومازالت مياهه موجودة منذ مئات السنين, ومياه البئر تشفي الأمراض المستعصية، خاصة حصوى الكلى وأمراض المسالك البولية والعديد من الأمراض.