حزب الله يلوّح بالتصعيد الصاروخى إذا وسّعت إسرائيل عملياتها جنوب لبنان
05.08.2025 15:14
اهم اخبار العالم World News
الدستور
حزب الله يلوّح بالتصعيد الصاروخى إذا وسّعت إسرائيل عملياتها جنوب لبنان
حجم الخط
الدستور

في تصعيد جديد ينذر بإمكانية تفجّر الوضع مجددًا على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حذّر نائب الأمين العام لـحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، من أن الحزب سيستأنف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل في حال واصلت الأخيرة توسيع عملياتها العسكرية داخل الأراضي اللبنانية.

 وجاء هذا التحذير بالتزامن مع نقاش حكومي لبناني حساس بشأن ملف نزع سلاح الحزب، في ظل ضغوط أمريكية متزايدة على بيروت للتعامل مع هذه القضية.

تصريحات قاسم، التي أُطلقت في خطاب متلفز مساء الثلاثاء، جاءت في وقتٍ يشهد فيه لبنان توترات سياسية وأمنية متزايدة، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 14 شهرًا مع إسرائيل، والتي انتهت في نوفمبر الماضي بوساطة أمريكية، وأسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الحزب، شملت قيادات بارزة سياسية وعسكرية.

نزع السلاح مقابل الانسحاب

منذ انتهاء المواجهات، أكدت قيادات حزب الله مرارًا أنها ترفض الدخول في أي مفاوضات حول نزع السلاح ما لم تلتزم إسرائيل بعدة شروط، أبرزها الانسحاب الكامل من خمسة تلال استراتيجية تقع داخل الأراضي اللبنانية وتخضع حاليًا للسيطرة الإسرائيلية. 

كما يشترط الحزب وقف الغارات الجوية شبه اليومية التي طالت مواقع في جنوب لبنان، وأدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، معظمهم من عناصره.

 

وتعتبر إسرائيل أن تلك التلال تمثل مواقع استراتيجية تمنحها ميزة رقابية على مناطق حدودية، خاصة في ظل التهديدات المتواصلة من الجانب اللبناني. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن نحو 60 ألف مستوطن اضطروا إلى النزوح من المناطق الشمالية خلال الحرب، نتيجة سقوط صواريخ أُطلقت من الجنوب اللبناني.

وفي خطابه، لم يكتفِ قاسم برفض المطالب الأمريكية والدولية بنزع سلاح الحزب، بل وجّه رسالة مزدوجة إلى تل أبيب والمجتمع الدولي، قائلًا: "من مصلحة إسرائيل ألا توسّع العدوان، لأنه إذا توسّع، فإن المقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع. وهذا الدفاع سيؤدي إلى سقوط صواريخ داخل إسرائيل".

ويعكس هذا التصريح تمسك الحزب بخياراته العسكرية، باعتبارها جزءًا من معادلة الردع التي بنى عليها وجوده منذ التسعينيات، وسط محاولات أمريكية - أوروبية للحد من نفوذه في المشهد السياسي اللبناني.

منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر، أعلن حزب الله مسئوليته عن هجوم واحد فقط على منطقة حدودية متنازع عليها، ما يعكس نوعًا من الصمت المشروط بانتظار مآلات الضغط الدولي والرسائل السياسية المتبادلة. وفي الوقت ذاته، تبدي إسرائيل قلقًا متزايدًا من إعادة تموضع الحزب ميدانيًا، خاصة في ظل معلومات استخباراتية تفيد بمحاولات لاستعادة البنية الصاروخية في الجنوب.

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن جنوب لبنان لا يزال في قلب المعادلة الإقليمية، حيث تزداد التعقيدات الأمنية، وتبقى احتمالات التصعيد قائمة ما لم تُسجَّل اختراقات سياسية حقيقية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.