دراسة للكنائس المنزلية في العصر الروماني
03.06.2025 04:59
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطنى
دراسة للكنائس المنزلية في العصر الروماني
حجم الخط
وطنى

(منذ القرن الأول الميلادي – وحتى القرن الرابع الميلادي)

رسالة ماجستير بكلية الآداب جامعة دمنهور

ناقشت كلية الآداب جامعة دمنهور قسم اليوناني الروماني رسالة ماجستير بنظام الساعات المعتمدة

حيث جاءت الرسالة في مجلد واحد مقسم إلى ثلاث فصول أساسية يسبقها مقدمة وتمهيد وينتهي بفصل دراسة تحليلية وخاتمة وقائمة ملاحق وقائمة بالمصادر والمراجع، أما عن المقدمة فقد تحدثت فيها عن الأهداف التي تهدف إليها الدراسة وعن الإطار الزمني والمكاني والدراسات السابقة والصعوبات التي واجهت الباحثة ومنهج الدراسة وتقسيم الفصول، وتناول التمهيد العبادة في المنزل في العصور المختلفة قبل ظهور الدين المسيحي والكنائس المنزلية.

ثم جاء الفصل الأول بعنوان “تاريخية الكنائس المنزلية” وينقسم الفصل الأول إلى خمس نقاط رئيسة أولًا: تعريف الكنيسة المنزلية وفترة انتشارها، ثانياً: الأسباب التي دعت إلى وجود الكنيسة في المنزل، ثالثًا: المصادر الأولية لذكر الكنائس المنزلية، رابعًا: وظيفة الكنيسة المنزلية في الفترة المبكرة للمسيحية، أما النقطة الخامسة فكانت عن قادة الكنيسة المنزلية.

وأهم نتائج هذا الفصل:

تعريف الكنيسة المنزلية بأنها مكان يجتمع فيه مجموعة من المؤمنين ينظمون أنفسهم جماعة مستقلة تؤدي وظائف الكنيسة في منزل أحد الأعضاء أو منزل عُدِّل خصيصًا للكنيسة، كان الدافع الأول والأساسي لاجتماع المسيحيين الأوائل في المنازل هو سر الأفخارستيا المقدس الذي أُسس في العشاء الأخير، وقد أصبحت الأفخارستيا دافعًا للجماعة المسيحية الأولى؛ للتجمع مجددًا كما أوصاهم السيد المسيح لإحيائها وتحول الخبز والشراب إلى جسد ودم حقيقيين. ويعد يوم الخمسين نقطة الانطلاق بالنسبة للكنيسة، فبعد صعود المسيح إلى السماء، حل الروح القدس على التلاميذ بعشرة أيام إعلانًا لميلاد الكنيسة، واختيار المنزل لإقامة الكنيسة فيه لم يكن بمحض الصدفة أو اختيارًا عشوائيًا، بل كان لأسباب عدة، وهي: قدسية المنزل للمسيحين، واتباع نمط اليهود والثقافات الأخرى، والاضطهاد، وإتاحة استخدام المنازل بسهولة، والاضطهاد.

كان للكنائس المنزلية دور مهم في نشر الدين المسيحي وترسيخه، كما أدت دورًا في إرسال الرسائل من مدينة إلى أخري وتلقي الأخبار من الزوار والتحذيرات من الاضطهاد، وكل تلك المعلومات المهمة مرت عبر الكنائس المنزلية، كما كانت مراكز للخدمات الاجتماعية للمحتاجين، وتدعم الأرامل الشابات وأفراد الأسرة الفقيرة، وكان من أهم وظائف الكنيسة المنزلية أيضًا اختيار الرعاة. ولا يمكن فهم تطور النظام الكنسي دون الرجوع إلى كنائس البيت، حيث كانت ساحة تدريب للقادة المسيحيين ورعاة الكنائس الذين يبنون الكنيسة بعد فقدان التوجيه الرسولي، فقد كانت الكنيسة المنزلية عاملاً حيوياً في تطور الكنيسة خلال القرن الأول الميلادي ثم في الأجيال اللاحقة.

شملت الكنائس المنزلية الطقوس الأساسية مثل: الصلاة والتسبيح والطقوس والتبشير والتعليم، وبجانب القراءة والوعظ والصلاة وترتيل الترانيم، وجدت أنشطة أخرى مختلفة أصبحت طقوسًا ثابتة إلى حد ما منها: القُبلة المقدسة والمسح بالزيت وغسل الأقدام والتبرعات والصدقات وطرد الأرواح الشريرة والشفاء ووضع الأيدي.

في القرن الأول والنصف الأول من القرن الثاني كان بإمكان الرسل قيادة الكنيسة المنزلية، وفي غياب الرسل نجد صاحب المنزل هو من يدير التجمعات في الكنيسة، وما يلفت الاهتمام أن النساء كان لهن الدور القيادي نفسه أيضًا مثل ليديا، فيبدو أن الكنيسة المنزلية أتاحت مكانة اجتماعية وأدوارًا قيادية دينية للنساء. وفي النصف الثاني من القرن الثاني والقرنين الثالث والرابع أصبح الأساقفة القادة الوحيدين للتجمع المسيحي، ويساعدهم القساوسة والشمامسة أو يحلون محلهم إذا لزم الأمر في أداء القربان المقدس. وفي القرنين الثالث والرابع حصل القسيس أيضًا على منصب أكثر استقلالية بوصفه مسئولًا عن القربان المقدس في الأماكن النائية.

واهتم الفصل الثاني الذي جاء بعنوان “المراحل الثلاث للكنيسة المنزلية” بدراسة تلك المراحل من الناحية المعمارية، وانقسم الفصل إلى ثلاث نقاط: المرحلة الأولى للكنيسة المنزلية وتناولت فيه أنماط المنازل التي اجتمع فيها المسيحيون في تلك المرحلة كما أعطيت مثالين وهما الكنيسة المنزلية ( العلية) في بيت القديسة مريم في أورشليم، والكنيسة المنزلية في بيت أنيانوس في الإسكندرية، أما عن النقطة الثانية فهي المرحلة الثانية بيت الكنيسة وفيها أعطيت أمثلة عديدة ومنها، الكنيسة المنزلية في دورا أوروبوس بسوريا، الكنيسة المنزلية في كفر ناحوم في الأرض المقدسة، الكنيسة المنزلية في فيلا لولينجستون ببريطانيا والمرحلة الثالثة قاعة الكنيسة وفيها ذكرت مثالين: قاعة الكنيسة في كفر أوثناي في الأرض المقدسة، قاعة الكنيسة (تيتولوس بيزنطة) في روما

ومن أهم نتائج هذا الفصل

لم تسر الكنيسة المنزلية من الناحية المعمارية على وتيرة واحدة خلال القرون الأربعة الأولى، فقد تميزت بثلاث مراحل مختلفة، وامتازت كل مرحلة بفترة محددة وخصائص معينة، وهذا لا يعني أن كل مرحلة منها توقفت عند بدء الأخرى، بل يمكن لكل مرحلتين الاستمرار معًا، ومع دراسة الأدلة الأدبية والبقايا الأثرية وُجِد أن الكنيسة المنزلية لم تنتهِ حتى بعد قسطنطين وظهور الطراز البازيليكي، فقد وُجِدت كنائس ترجع إلى أواخر القرن الرابع الميلادي؛ لذا فمن غير المنصف تحديد فترة معينة لكل مرحلة، وإن كانت قد وضعت فترة معينة لكل مرحلة من قبل العلماء، فربما هي فترة ازدهار تلك المرحلة في ذلك الوقت

<iframe id="aswift_2" style="box-sizing: border-box; margin: 0px; padding: 0px; border-width: 0px; border-style: initial; font: inherit; vertical-align: baseline; max-width: 100%; left: 0px; position: absolute; top: 0px; width: 750px; height: 0px;" tabindex="0" title="Advertisement" src="https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?gdpr=0&client=ca-pub-2350747023090620&output=html&h=280&slotname=1250432305&adk=2051928058&adf=1892713762&pi=t.ma~as.1250432305&w=750&abgtt=11&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1748881906&rafmt=1&format=750x280&url=https://www.wataninet.com/2025/06/دراسة-للكنائس-المنزلية-في-العصر-الروم/&fwr=0&fwrattr=true&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMC4xLjAiLCJ4ODYiLCIiLCIxMDkuMC41NDE0LjEyMCIsbnVsbCwwLG51bGwsIjMyIixbWyJOb3RfQSBCcmFuZCIsIjk5LjAuMC4wIl0sWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTA5LjAuNTQxNC4xMjAiXSxbIkNocm9taXVtIiwiMTA5LjAuNTQxNC4xMjAiXV0sMF0.&dt=1748944386937&bpp=42&bdt=764&idt=792&shv=r20250602&mjsv=m202505290101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID=53071e9b16645bb5:T=1735911773:RT=1748944300:S=ALNI_MYY7n1pDSRzY_N7rBSvIsEQW9dK3g&gpic=UID=00000f907e12d866:T=1735911773:RT=1748944300:S=ALNI_MZdYrQpQqKgJr6g4zxYdSiaTmyv8A&eo_id_str=ID=949833c0d8176a34:T=1739535141:RT=1748944300:S=AA-AfjZHK5e2JzkAzRF-b9zD-wbI&prev_fmts=0x0,1140x280,345x280,1226x568,345x280&nras=2&correlator=7747799354823&frm=20&pv=1&u_tz=120&u_his=2&u_h=768&u_w=1366&u_ah=728&u_aw=1366&u_cd=24&u_sd=1.1&dmc=4&adx=433&ady=4578&biw=1226&bih=568&scr_x=0&scr_y=2603&eid=31092756,95332923,95345037,95353387,95360391,95362442,95344788,95361622,95359265,95362174,95360295,95360804&oid=2&pvsid=7627817071401658&tmod=145196871&uas=1&nvt=2&ref=https://www.wataninet.com/category/الكنيسة/أخبار-كنيسة-الكنيسة/&fc=1920&brdim=0,0,0,0,1366,0,1366,728,1242,568&vis=1&rsz=||eEbr|&abl=CS&pfx=0&fu=128&bc=31&bz=1.1&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&pgls=CAEaBjUuNy4xMg..~CAEQBg..&ifi=3&uci=a!3&btvi=3&fsb=1&dtd=72907" name="aswift_2" width="750" height="0" frameborder="0" marginwidth="0" marginheight="0" scrolling="no" sandbox="allow-forms allow-popups allow-popups-to-escape-sandbox allow-same-origin allow-scripts allow-top-navigation-by-user-activation" data-google-container-id="a!3" data-google-query-id="CLvekOn91I0DFYd1pAQd3MgwSQ" data-load-complete="true"></iframe>

المرحلة الأولى للكنيسة المنزلية : اجتمعت فيها الجماعة في المنازل الخاصة للأعضاء دون احتوائها على أي عناصر معمارية أو فنية مقدسة، وحددت هذه المرحلة من خلال الأدلة الأدبية، فإن الصورة الأساسية للكنيسة المنزلية في تلك المرحلة مدعومة برسائل بولس نفسه، وهي أقدم الكتابات في العهد الجديد، حيث تنقل رسائل بولس بانتظام التحيات من فلان إلى (فلان وفلان والكنيسة في بيته/بيتها وهكذا).

كانت الكنيسة في المرحلة الأولى مكانًا مأهولًا لم يجدد، وكانت مكانًا مشتركًا بين كل من الأسرة والمجتمع الديني، فتعرف جميع الكنائس المنزلية في تلك المرحلة بوظيفتها المزدوجة، حيث كانت مكانًا تسكنه الأسرة ومكانًا يستخدمه المسيحيون في العبادة. ومن المستحيل اكتشاف هذه الكنائس من الناحية الأثرية؛ نظرًا لأنها لا يمكن تمييزها عن غيرها من الهياكل المنزلية الباقية، عكس المرحلة الثانية التي تركت بصماتها على السجل الأثري. ووفقًا للعهد الجديد نجد أن كورنثوس وروما من أكثر المدن التي احتوت على كنائس منزلية في المرحلة الأولى.

في المرحلة الثانية اتبع المسيحيون حينذاك أنماط التكيف المعماري وإعادة بناء المباني الموجودة في ذلك الوقت وتحويلها إلى أماكن مخصصة للتجمع وممارسة الطقوس. وفيما يخص الأدلة الأثرية نجد أن الكنيسة المنزلية في دورا هي الأكثر أهمية في المرحلة الثانية. وتعكس الكنيسة المرحلة الثانية بوضوح شديد من حيث كونها منزلًا خاصًا خضع للعديد من التعديلات المعمارية داخليًا؛ ليخدم آنذاك المجتمع المسيحي. الدليل المباشر الآخر على تكييف وتعديل المنزل للتجمع المسيحي يأتي من فيلا لولينجستون في مقاطعة كنت بلندن حاليًا، ولكن هذه الكنيسة المنزلية عكس دورا، فهي تعود إلى النصف الثاني من القرن الرابع، أي بعد ظهور الطراز البازيليكي، كما تميزت بوظيفتها المزدوجة، حيث كان جزء منها يستخدم مكانًا للمعيشة، وجزء آخر يستخدم كنيسة، وهذه ميزة من ميزات المرحلة الأولى ومن الملاحظ في الكنيسة أنه بجانب الباب الذي يؤدي إلى الكنيسة من أماكن المعيشة في المنزل يوجد مدخل خاص على الجانب الشمالي من المنزل، وهذا يدل على إلى أن الكنيسة لم تخدم فقط أولئك الذين يعيشون في المنزل.

في المرحلتين الثانية والثالثة من الكنيسة المنزلية كانت بعض الكنائس مكانًا مشتركًا بين كل من الأسرة والمجتمع الديني، والبعض الآخر سُلِّم كله للكنيسة.

والنقطة الأخرى المثيرة للاهتمام أن كنيسة دورا هي الوحيدة التي تعتبر كنيسة متكاملة وتكيفت بشكل كلي، حيث احتوت على غرفة للمعمودية وأخرى للأفخارستيا وسلم المنزل بالكامل للكنيسة، أما باقي الكنائس تكيفت بشكل جزئي فقط وافتقرت لغرفة المعمودية.

تأتي علاقة عكسية بين الكنائس المنزلية واتباع المسيحية، ففي المرحلة الأولى نجد زيادة في عدد الكنائس المنزلية، رغم أن المسيحية لم تكن قد انتشرت، ويمكن أن يرجع ذلك إلى أن الرسل أرادوا انتشار المسيحية وترسيخ الدين المسيحي في أنحاء العالم الروماني من خلال الكنائس المنزلية، فانتشرت في كل بلدة أكثر من كنيستين، ويرجع أيضًا إلى أن مساحة الغرفة التي يجتمع فيها المسيحيون لا تكفي إلا لعدد أفراد معين، فوجب عليهم الاجتماع في منزل آخر في البلدة نفسها.

أما في المرحلة الثانية فبرغم زيادة عدد متبعي المسيحية فلم يصلنا من الأدلة الأثرية حتى الآن إلا ما يشير إلى وجود عدد قليل من الكنائس المنزلية في تلك المرحلة، ويمكن أن يرجع ذلك إلى أن الجماعة المسيحية كانت تستخدم الكنائس المنزلية في المرحلة الأولى جنبًا إلى جنب مع الكنائس المنزلية للمرحلة الثانية، وربما الاكتشافات الأثرية ستبحث عن كنائس منزلية أخرى عما قريب.

أما في المرحلة الثالثة فبرغم زيادة متبعي المسيحية زيادة أكبر من ذي قبل، فإن الكنائس المنزلية في تلك المرحلة كانت قليلة جدًا، ويرجع ذلك إلى تجمع المسيحيين في قاعات عامة أخرى بنيت خصيصًا للتجمع المسيحي أو مبانٍ تجددت قد تكون من غير المنازل مع ظهور الطراز البازيليكي أيضًا.

ثم اختص الفصل الثالث الذي جاء بعنوان جداريات وفسيفساء الكنائس المنزلية، وتناولت من خلاله اللوحات الجدارية مثل جداريات الكنيسة المنزلية في دورا أوروبوس بسوريا وجداريات الكنيسة المنزلية في فيلا لولينجستون ببريطانيا ولوحات الفسيفساء مثل فسيفساء الكنيسة المنزلية في فيلا تيرانا في وفسيفساء قاعة الكنيسة في كفر أوثناي في الأرض المقدسة التي عثر عليها في الكنائس المنزلية الذي تم تناولها في الفصل الثاني.

ومن أهم نتائج هذا الفصل:

جميع اللوحات الجدارية في معمودية الكنيسة المنزلية بـ دورا أوروبوس يتصل بعضها ببعض، ولا تعمل مستقلة، ويجب قراءة تمثيلات معمودية دورا بوصفها برنامجًا أيقونيًا متماسكًا، كما أن الموضوعات المختارة للوحات المعمودية في دورا أوروبوس تتركز حول الخلاص، فكانت المعمودية والأفخارستيا أهم سرين للكنيسة المسيحية الأولى، وينظر إلى كلتيهما على أنهما علامات على الخلاص الذي وعد به المسيح أتباعه.

أما قاعة الاجتماع في الكنيسة المنزلية كانت خالية من أي رمزية فنية. ومن الواضح أن طقوس المعمودية كانت لها الأولوية على القربان المقدس، وهذا يظهر من الاهتمام بغرفة المعمودية من الناحية الزخرفية واللوحات الجدارية.

وتعد لوحات الكنيسة المنزلية في فيلا لولينجستون ببريطانيا ذات أهمية كبيرة، سواء أكانت مثالًا للرسم في أواخر القرن الرابع في بريطانيا أم شهادة على انتشار العبادة المسيحية في المقاطعة، كما تشير النقوش والقطع الفسيفسائية والمنصة في قاعة كفر أوثناي في الأرض المقدسة إلى أن القاعة كانت تخدم طائفة مسيحية.

ومن خلال دراسة الزخارف في الكنائس المنزلية وجد أن أكثر الأنماط الزخرفية التي انتشرت في الكنيسة المنزلية في المرحلتين الثانية والثالثة هي زخارف هندسية ونباتية، وبعدها تأتي الأشكال البشرية، ونادرًا ما استخدمت الأشكال الحيوانية.

اترك تعليقا
تعليقات
31/12/1969 19:00:12

5ycifw