
يحمل غلاف العدد الجديد من مجلة الكرازة والصادر يوم الجمعة الموافق 24 مارس 2017 م - 15 برمهات 1733 ش صورة تذكارية لقداسة البابا تواضروس الثانى والسيد المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف بالإضافة إلى عدد من القيادات التفيذية بالمحافظة وصاحبا النيافة الانبا غبريال أسقف الإيبارشية والانبا اسطفانوس أسقف ببا والفشن وذلك قبيل مغادرة قداسته لإيبارشية بنى سويف بعد زيارة رعوية أستغرقت يومين بدأت الاربعاء 8 مارس الجارى حيث ألقى قداسة البابا عظته الاسبوعية من كاتدرائية الشهيدين مارمينا وابانوب النهيسى ببنى سويف الجديدة وفى صباح اليوم الثانى دشن ذات الكاتدرائية بمشاركة عدد من الاباء الاساقفة وبحضور الكثير من الكهنة وجموع غفيرة من الشعب.
وجاءت افتتاحية العدد لقداسة البابا تحت عنوان " إعداد الميرون المقدس " بمناسبة عمل الميرون المقدس للمرة "39" فى تاريخ كنيستنا المجية يومى 5،4 أبريل القادم حيث تناول قداسته فى البداية المعنى اللغوى لكلمة "ميرون" وهى كلمة يونانية معناها طيب أو رائحة عطرية موضحاً انه يعد السر الثانى فى عداد الأسرار الكنسية السبعة بعد سر المعمودية وهو لا يتكرر فى حياة المسيحى إلا مرة واحدة ، ثم تناول قداسة البابا طريقة ممارسته بدأ من وضع اليد على المُعمدين إلى ترتيب الاباء الرسل بإرشاد الروح القدس عمل الميرون المقدس إذ أخذوا الحنوط الموجود فى كفن السيد المسيح وكذا الاطياب التى أحضرتها المريمات ومزجوها بزيت الزيتون النقى وقدسوها بالصلاة ليكون هو المسحة المقدسة التى تحل محل وضع اليد بعد انتشار الكرازة ، وأشار قداسته إلى أن البابا أثناسيوس الرسولى هو أول من قام بعمل الميرون فى تاريخ كنيستنا اعتماداً على ما أحضره القديس مامرقس من خلطة الحنوط والاطياب التى عملها الرسل ، كما كشف قداسة البابا على ان الميرون يتكون من إضافة 27 مادة مستخلصة كزيوت عطرية إلى زيت الزيتون عالى النقاء وأضاف أن الطريقة التقليدية التى كانت تستخلص بها تلك الزيوت من أصولها النباتية تقوم على إجراء بعض العمليات الكيميائية مما يستهلك وقتاً كبيراً ومجهوداً كثيراً بالإضافة إلى الفقد الذى يصل إلى 30% وتتطاير المواد العطرية أثناء التسخين، مستطردًا من هنا كان استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة فى تطوير عملية إعداد الميرون حيث يتم توفير تلك الزيوت العطرية النقية من عدة شركات عالمية وزيت الزيتون عالى النقاء من أديرتنا وذلك دون المساس بالطقس الكنسى من القراءات والألحان والصلوات وطبقت هذه الطريقة للمرة الاولى عام 2014 (المرة الـ 38 فى تاريخ عمل الميرون) بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الاسلوب الجديد والتى كانت نتائجه مبهرة تمتاز بالدقة والكفاءة العالية جداً وبدون أى فاقد وفى وقت مختصر.
وعن المقالات فكتب نيافة الأنبا باخوميوس تحت عنوان "محبتك الأولي" متأملاً في عتاب الله لملاك كنيسة أفسس والذي كانت له سبعة أمور زينت حياته بالفضائل (رؤ2:2-3) إلا أن كل هذه لم تكن مقبولة أمام الله مع ضعف المحبة الأولي منوهاً إلي أن من يتركها مهما كانت خدمته فأنه يتراجع في روحياته وهذا أمر يحزن الله مؤكداً في ذات الوقت أن الله يفتقده بحب وعتاب منادياً له بثلاثة أمور كما جاء في (رؤ5:2) :
1- أذكر: والتذكر يحمل معني الفحص والجدية التي يجب أن نهتم بها في حياتنا الروحية.
2- تب: وهو الرجوع إلى الله بعد إدراك نقطة الضعف التي بسببها فقدت محبتك الأولي.
3- اعمل الأعمال الأولي: لكي نعود لغيرتنا ومحبتنا الأولي نحتاج أن نصنع شيئاً فكما ترك بطرس سفينته ومضي وراء الرب، وموسي الأسود ترك خطيته وعاش بين الرهبان هكذا نحن أيضاً يجب علينا أن نغلب ضعفنا البشري وأفكارنا الردية وكسلنا وتهاوننا ونجتهد لنعود لمحبتنا الأولي.
أما نيافة الأنبا بيشوي فأجاب علي التساؤل القائل " لماذا اتخذ السيد المسيح ناسوتاً كاملاً " والذي وضعه عنواناً لمقاله مؤكداً أجماع الآباء القديسين في القرون الأربعة الأولي للمسيحية علي أن السيد المسيح كان لابد أن يتخذ ناسوتاً كاملاً من جسد ونفس وروح بشري عاقل ويوحده مع لاهوته في طبيعة واحده متجسدة إذ تقول القاعدة الآبائية أن ما لم يتخذ لا يخلص
لذلك أدانت عدة مجامع مكانية في روما (377 م)، والإسكندرية (378 م)، وأنطاكية (379 م) تعاليم أبوليناريوس التي نادت "بأن الكلمة (اللوغس) حل محل الروح الإنساني واتحد بالجسد والنفس لتكوين الاتحاد" ثم أدين في المجمع المسكوني الثاني الذي أنعقد بالقسطنطينية (381 م) وأوضح نيافته إن أهم ما شغل الآباء ضد الأبولينارية هو " إن الروح الإنساني العاقل، بقدرته علي الاختيار، كان هو مقر الخطيئة ولو لم يوحد الكلمة هذا الروح بنفسه، فأن خلاص الجنس البشري لم يكن ممكناً".
وبمناسبة الاحتفال بعيد " الأم" تحدث نيافة الأنبا بنيامين عن مكانة وقيمة الأم في حياة أي إنسان فهي تعني الحضن والحنان الذي يحتوي ويضم ويعمل بكل فرح، الحب الحقيقي النقي الذي لا ينتظر حتي كلمة شكر، وأضاف نيافته أن الله لم يجد أقوي من مشاعر الأم ليشبه مشاعره بها تجاهنا كما جاء في (إش15:49) ، مشيراً إلي ان هذا العيد هو فرصة للاحتفال ولإظهار نعمه إلهية في حياتنا رتبها الله لسعادة الكون ورفعه من مستوي المادية للوجدان السامي.
من جانبه كتب نيافة الأنبا موسي "حول آفه العصر الإدمان" مستعرضاً تعريفه فهو مرض يصيب الإنسان بإرداته (حين يتعاطى المخدرات) أو بغير إرادته (وذلك بخداع آخرين )، ومواد الإدمان التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان مثل المخدرات بأنواعها، المخدرات الرقمية، الإنترنيت، مواقع التواصل الإجتماعي..
كما تطرق نيافته إلي تأثير ذلك على الأسرة والنهاية المريرة التي قد تلحق بالمدمن كالانتحار في أغلب الاوقات أما بجرعة زائدة أو بسبب ما يعانيه من آلام واكتئاب واختتم الانبا موسي حديثه بعرض ثلاثة مقاييس هامة تقدمها لنا المسيحية نميز بها الصواب من الخطأ:
1_ كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق (1كو23:10).
2- كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء تبني (1كو23:10).
3- كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء(1كو12:6).
وتحت عنوان " ليس لي إنسان" (يو7:5) تأمل القمص بنيامين المحرقي في موقف وإجابة مريض بركة بيت حسد علي السيد المسيح عندما سأله "أتريد أن تبرأ؟" (يو6:5) إذ شبه حال هذا الرجل المفلوج بحال البشرية التي لم تستطع أن تنال الخلاص والشفاء إلا بيسوع المسيح وتابع أحيانا يسمح الله بأن لا يكون لك إنسان لتكون هناك فرصه للخلوة والصلاة والتأمل بمحاسبة النفس والرجوع إلي الله والامساك به بكل قوتنا وطاقتنا.
هذا بالاضافة إلي العديد من المقالات والموضوعات الهامة والهادفة لكوكبة من الاباء الاساقفة والكهنة والخدام المتخصصين بخلاف التقرير الاخباري الكنسي المصور.
يذكر ان مجلة الكرازة، مجلة نصف شهرية تصدر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يشرف علي إصدارها نيافة الانبا مكاريوس الاسقف العام بالمنيا وأبو قرقاص.