"انا عاوزة بابا .. هو راح فين وسابنا .. أنا عارفة انه راح عند ربنا .. عارفة انه شهيد وانه فى الجنة دلوقتى وهياخدنا معاه الجنة ..عارفة إن الإرهابيين المجرمين قتلوه .. يا ريتنى ولد علشان أشيل سلاح وأموتهم زى ما قتلوا بابا"، كانت تلك هى الكلمات التى أطلقتها ابنة الشهيد السيد مصطفى غنيم، أمين الشرطة بإدارة الأمن العام وابن جزيرة بلى التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة بنها والذى استشهد إثر حادث إرهابى بالعريش أمام اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية.
كانت كلماتها أشبه بالطلقات .. تدمى القلوب .. تصمت الألسنة، تستمر الابنة الكبرى للشهيد فى قولها: "أنا عاوزة تار بابا هو وكل زمايله الشهداء .. أنا بطالب الرئيس السيسى انه ياخدلى بتاره وتار كل شهيد فى مصر .. ربنا ينتقم منهم ..كمان أنا عاوزه اسم بابا ينكتب على مدرسة القرية علشان يبقى ادامى كل يوم لانى عمرى ما هنساه".
كانت تأثير كلماتها ودموعها التى انسالت على جبينها وجبين شقيقتيها واضحا على وجه اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية الذى انسالت دموعه فوق جبينه ليقول للفتاة "كلنا هنا بابا ليكى ولاخواتك .. هنقف جمبكم وناخد حقكم .. هنرعاكم ونساعدكم .. لازم تعرفى ان والدك شجاع وضحى بروحه من اجل مصر وهو اكيد فى الجنة مع الشهداء والصديقين"،
ووعدها المحافظ بإطلاق اسم والدها الشهيد على اسم احدى مدارس القرية تقديرا له ولما قدمه للوطن.
لم تصمت لحظات الحزن خلال تشييع جثمان الشهيد فى الجنازة العسكرية التى خرجت من مسجد قرية جزيرة بلى ببنها بحضور اللواء إيهاب خيرت، مدير أمن القليوبية واللواء فرحات السبكى السكرتير العام وعدد من القيادات التنفيذية والامنية بالمحافظة، وقدم المحافظ واجب العزاء لاسرته. فقد سادت لحظات من الحزن خلال حوار المحافظ مع اسرة الشهيد لتخرج كالكلمات من لسان المحافظ مؤكدة ان الارهاب لن يثنى المصريين عن بناء دولتهم الحديثة وسوف يزيد تماسكهم ولن ينال الارهاب الغاشم المأجور من عزيمتهم في بناء الوطن.
وأعرب عشماوي عن خالص تعازيه لأسرة الشهيد مؤكدا على أن الإرهاب ليس له دين ولا وطن وأن قضية الإرهاب والتصدي له مسئوليتنا جميعا حكومة وجيشا وشرطة وشعبا بمختلف فئات هذا الشعب العظيم وأنه لم ولن يستطيع أحدا أيا كان أن يشق وحدة صفوفنا وأن ما حدث لن يزيدنا ألا إصرارا على ملاحقة الإرهاب والإرهابيين فى كل مكان حتى يتم القضاء عليهم تماما واقتلاعهم من جذورهم.
يذكر أن الشهيد لديه ثلاثة بنات أكبرهم في الصف الثالث الاعدادى والشهيد يبلغ من العمر 30 عاما.
وفى سياق متصل قرر عشماوى إطلاق اسم الشهيد على احدي مدارس القرية تقديرا وتخليدا لذكرى الشهيد الذي ضحى بروحه فداء لوطنه.