الكنيسة تودع خامس أسابيع الصوم.. تعرف على أحد المخلع
27.03.2023 05:09
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
الكنيسة تودع خامس أسابيع الصوم.. تعرف على أحد المخلع
حجم الخط
الدستور

تختتم الكنيسة الأرثوذكسية اليوم، خامس احاد الصوم الكبير وهو احد المخلع لما رواه القديس يوحنا تلميذ المسيح في خامس فصول البشارة الانجيلية التي تحمل اسمه، فقد تم شفاء المخلع في آونة كانت عيد لليهود، فصعد المسيح إلى أورشليم، وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية «بيت حسدا» لها خمسة أروقة، في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء؛ لأن ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه.

وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة، هذا رآه المسيح مضطجعا، وعلم أن له زمانا كثيرا، فقال له: «أتريد أن تبرأ؟»، أجابه المريض: «يا سيد، ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء. بل بينما أنا آت، ينزل قدامي آخر»، قال له المسيح: «قم. احمل سريرك وامش»، فحالا برئ الإنسان وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت.

فقال اليهود للذي شفي: «إنه سبت! لا يحل لك أن تحمل سريرك»، أجابهم: «إن الذي أبرأني هو قال لي: احمل سريرك وامش»، فسألوه: «من هو الإنسان الذي قال لك: احمل سريرك وامش؟»، أما الذي شفي فلم يكن يعلم من هو، لأن المسيح اعتزل، إذ كان في الموضع جمع، بعد ذلك وجده المسيح في الهيكل وقال له: «ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضا، لئلا يكون لك أشر».

وعن المخلع يقول القمص أثناسيوس فهمي جورج، كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير: "في هذه المعجزة (معجزة شفاء مفلوج بركة بيت حسدا) صورة حية لعمل السيد المسيح داخل الكنيسة، أنه الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا وهو مدبر كل ذي جسد وهو الذي يتعهدنا بخلاصه، إذ يغفر الخطايا واهبا النفس الشفاء متمتعة بالبنوة لله وبأبوة الله لها، وفي هذا نجد مثالًا لأنفسنا الراقدة المريضة وقد خارت قواها، وها هي تتقدم في الأحد الخامس من الصوم إلي الطبيب الكامل ليهبها الشفاء، بعد استعدادها وطلبها للملكوت وبعد غلبتها ورفضها المشورة الشريرة، وبعد توبتها ورجوعها إلي بيت الآب، متمتعة بالماء الحي الذي من يشربه لا يعطش أبدا.

 لقد شفي الرب أولًا جسد مفلوج بيت حسدا ثم طالبه ألا يخطئ بعد أنه محب البشر الذي يقدم لكل ابن ما هو لبنيانه، يتعامل مع كل مريض حسب ما يتناسب معه، وهذا المفلوج الذي له 38 عامًا في المرض ليس له من يسنده ولا من يعينه، تحطمت نفسه، فهو محتاج إلي مجيء السيد إليه، وشفاء جسده وحياته الداخلية.

 وهوذا مرض بيت حسدا يصرخ اليوم يشكو من أنانية الإنسان (ليس لي إنسان)، ولكن في الوقت الذي يتخلَّى فيه الجميع، نجد الرب واقفا يحمل أمراضنا ويتحمل أوجاعنا، هو أقرب من الصديق، قريب للذين يدعونه، ينصف مختاريه الصارخين إليه، يأتينا في الهزيع الرابع وبعد 38 سنة لأنه رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين، يسعَى وراء الرافضين (السامرية)، يذهب إلي المقيدين (المفلوج)، ويعلن ذاته حتى لغير المؤمنين (المولود أعمي) إنه الخادم الحقيقي.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.