خبير آثار: جبل سيناء وجهة المتوحدين والحجاج المسيحيين منذ القرن الرابع الميلادي
16.07.2019 03:56
تقاريركم الصحفيه Your Reports
وطني
خبير آثار: جبل سيناء وجهة المتوحدين والحجاج المسيحيين منذ القرن الرابع الميلادي
حجم الخط
وطني

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، أن الرهبان لجأوا إلى منطقة جبل موسى أو جبل سيناء منذ بداية القرن الرابع الميلادي؛ وذلك لتوافر مصادر المياه والتي كان يتم تجميعها في أحواض خاصة يتم حفرها لتجميع مياه الأمطار التي تنحدر من أعلى الصخور الصماء من الجرانيت الأحمر، الذي لا تنفذه الماء وفي بعض الأماكن نتجت عيون صغيرة من مياه الأمطار.

ويضيف الدكتور ريحان، أن الرهبان أقاموا سدودًا من الحجر بشكل الهلال لتقاوم ضغط المياه. كما ساعد المناخ المعتدل على نمو النباتات وإقامة مجتمع زراعي.

كما ساعد على انتشار الرهبنة حياة العزلة والأمان وليكون الرهبان قريبين من الجبل المقدس وكان أول ناسك يلجأ إلى جبل سيناء هو الناسك أونوفريوس، وقد التجأ إلى مغارة في وادي ليان جنوب جبل موسى، وكان ذلك في بداية القرن الرابع الميلادي وشاهد هذه المجتمعات الرهبانية وتحدث عنها كثير من الحجاج الذين زاروا هذه المنطقة منذ القرن الرابع الميلادي.

ويشير الدكتور ريحان، إلى أشهر الحجاج الذين حجوا إلى منطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي وأولهم الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين التي حجت إلى سيناء عام 336م وزارت منطقة جبل سيناء وشاهدت هناك مجتمعات رهبانية وأسست لهم كنيسة بجوار شجرة العليقة الملتهبة تسمى كنيسة العذراء وكذلك برجين محصنين.

وينوه الدكتور ريحان، إلى زيارة الراهبة إجيريا أو أثيري إلى سيناء، وهي راهبة جاءت من أوروبا بين أعوام 381 – 384م وقد وصفت الحياة الرهبانية حول الجبل المقدس ورصدت عدة قلايا وكنائس هناك ووصفت الأنشطة الزراعية للرهبان وصعدت إلى جبل موسى ورأت على قمته كنيسة وعددًا من الرهبان ربما تكون هي الكنيسة التي بناها يوليانوس ساباس الراهب الذي حضر من سوريا وعاش في سيناء في منتصف القرن الرابع الميلادي وكتبت إجيريا عن رحلتها مخطوط في القرن الرابع الميلادي وسلمته لأختها في أوروبا واكتشف المخطوط عام 1884م ونشر لأول مرة عام 1887م ثم ترجم إلى الروسية ثم الإنجليزية عام 1891م.

ويتابع الدكتور ريحان، بأنه ما بين أعوام 385 – 388م قامت القديسة سلفيا وهي من بلد أوروبي ربما تكون أسبانيا قامت برحلتها إلى جبل سيناء وفلسطين ووصفت المنظر حول الجبل المقدس قبل بناء الدير، حيث تذكر أن الرهبان تجمعوا حول بئر يثرون ( تقصد بئر موسى ) وفي عام 390م زار الراهب المصري بافنوتيوس جبل سيناء ورأى راهب هناك يسكن بكهف في وادي ليان جنوب جبل موسى يدعى الناسك أونوفريوس الذي عاش في هذا الكهف سبعين عامًا.

وزار الراهب نيلوس سيناء عام 395م وكان هذا الراهب محافظًا للقسطنطينية وترك عائلته وبلاده ليحيا حياة الرهبنة بجبل سيناء وأقام هناك قرب مغارة إيليا النبى ومات عام 411م وترك لنا كتابات وإشارات عن الأماكن المسيحية في سيناء مثل وادي الطلح، حيث يوجد به بقايا دير باسم القديسين كوسماس ودميان ، ووادي سجلية بمنطقة الجبل المقدس وبه بقايا دير.

ويشير الدكتور ريحان إلى وجود نقش بوادي حجاج قرب دير سانت كاترين وهو نقش رقم 103 عليه اسم ثيوديلوس ابن نيلوس. كما زار أنطونيوس الشهيد سيناء في القرن السادس الميلادى بعد بناء الدير بقليل وذكر أنه رأى كثير من مغاور النسّاك عند جبل سيناء ودخل دير طور سيناء (يقصد دير سانت كاترين) وأراه الرهبان بئر موسى وكان للدير ثلاثة رؤساء، رئيس يعرف اللاتينية وآخر اليونانية وثالث مصري، وصعد أنطونيوس إلى قمة جبل سيناء على سلم عظيم له ستة ألاف درجة ورأى وسط الطريق غار إيليا النبى وفي قمة الجبل رأى كنيسة صغيرة مساحتها ستة أقدام مربعة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.