_تـأسيـس الجـمـعـيـة:
ونــوه المؤلف ، إلـى فـتــرة تأسيس الجمعية ، حيث تأسست عام 1908م، وجعل لها أسما آخـر هــو”نهضة الطلبة المصريين” تأكيدا لحقل نشاطها الأول والأهـم وهــو شباب الطلبة وكان أول مكان لها عبارة عن غـرفــة بجمعية الشبان المسيحيين ( القسم العربي ) بشارع إبراهيم باشا (شارع الجمهورية حاليا)،ثـم انتقلت إلى مكان اكبر مستأجــر بشارع سـراج الـديـن بالفجالة عام 1913م لاستيعاب الأعـداد المتزايـدة من الطلبة فى الاجتماعات الأسبوعية ، والذين تجاوزوا حينئذ المائتين والخمسين طالبا،والمعروف انه لما تأسست الجمعية وتشكل أول مجـلـس لإدارتها اكتفى “باسيلى بـطـرس” بأن يكون هـو سكـرتـيـرها والمسئول عن كافة أنشطتها الروحية من وعظ وتعليم وافتقاد وإعـداد نبذة شهرية, يعاونه بعض الأعضاء من بينهم “عزيز ميخائيل” الذى أهتم بطلبة المدارس الثانوية و”مسعد بولس” المسئول عن جمعية الشبان المسيحين والذى ساعـد الجمعية فى بدايتها و”حبيب جرجس”بينما أسنـدت الرئاسة إلى “مـرقـس سميكة باشا” الذى ظل يشغلها حتى عام 1925م، وكان رجـلا مثقفا جم النشاط ،دعم الجمعية أدبيا وماديا وسانـد سكرتيرها وحقـق له أمنيته بتقرير تعليم الدين المسيحي بالمدارس الأميرية بمساعيه الدءوبة التي بذلها لدى وزارة المعارف.
ثــم كــون”باسيلى بطرس” مع عــدد من أصدقائه عام 1909م جمعية ثانية داعمة أطلق عليها اسم “جمعية إنكار الذات” – العملة النادرة – لتعمل فى هــدوء بعيدا عن حب الظهور والشهرة، وكخطوة أخرى نحـو تجسيد فكره ، وكان ثمارها تأسيس “كلية البنات القبطية” بمشاركة عدد من رجالات الأمـة ، وروح البذل والعطاء هذه والتى تحلى بها،نبعت من الشعار/ وكان المبدأ الإنجيلي الذى اتخــذه لنفسه :” أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى” وكانت عــوامل نجاح خــدمـة الرب به ومعه، وهى نفسها الروح التى أوحت إليه ببنود دستـــور”جمعية الأصدقاء العشرة”، والذي عرف أيضا بالقانون الأساسي لها وكان بمثابة ميثاق شــرف يلتزم به عضو الجمعية وكل من ينتمى إليها فى الحياة الخاصة والعامة .
ظل باسيلي بطرس يعمل بـجـد روحي واجتهاد ومثابــرة بين طلبـــة المدارس الثانوية والمدارس العالية (الكليات الجامعية) فـكـون لجاناً من الشباب تتعاون معه في الخدمة و عمل منهم مندوبين للمــدارس الثانوية والعالية واستمرهــذا العمل حتى بعد نياحته ويذكر أحـــد روادنا الأوائل وهـو المتنيح ميلاد غـرباوي الآتــي (انه في سنة 1933 وكنت طالباً بمدرسة التجارة العليا دعاني احد زملائي لحضور إجماع الشباب يوم الخميس بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس بالفجالة ، وكانت البداية التي شدتني و جذبتني للجمعيـــة الــروح المسيحية المستنيرة و العملية إذ وجدت نفسي إمام مجتمع واسـع الفكر متحررمن القيـــود في مسيحيـة العيــن البسيطة شباب ممتلئ مــن الروح القدس يقودهم شاب غـيــور اسمر مبتسم بشخصية جــذابة تقية هــو حافظ داود تلميذ باسيلي بطرس.
نظم باسيلي بطرس اجتماعات مسائية لدراسة الكتاب المـقدس وكانت أول اجتماعات تعقد للشباب لهدف روحي,ويــذكـرالأستاذ الدكتور رودلف مـرقـس يـني في مذكراته إن جمعية أصدقاء الكتاب المقدس هي التي بـدأت اجتماعات الشــباب بفضل قادتهـــــا الأوائل باسيلي بطرس وحافظ داود وإبراهيم لوقا وانضم اليهـم بعد ذلك عياد عياد .
قام باسيلي بطرس بإعداد القراءات اليومية في الكتب السمــــاوية وكان يوزعها مجاناً على المترددين على حضورالاجتماعات بالجمعية ويتابع معهم كل فرد على حده دراسة الكتاب المقدس ، بعد ان عاد باسيلي من بعثته فكرجدياً في تأسيس الجمعـية تحمـــل اسم الكتاب المقدس فإختارلها هذا الاسم وعرض فكــــرته على زميله وصديقه حبيب جرجس الذي تحمس معه .
وفي أوائل القرن العشرين كانت الحالة الروحية في الكنيســة القبطية مؤسفة جداً وهذا أعطى للكنيسة الإنجيلية الفرصة لتنشط وينضم إليها عدد كبيرمن شباب الكنيســـة القبطية الأرثوذكسية بل عائلات قبطية بأكملها،في ذلك الوقت وفي وسط هـذا الظلام الحالك ظهر شاب قبطي أرثوذكسي غـيـور على بهاء كنيسته ومجدها،وبعد عـودته فـكـرفي تأسيس جمعية تحمل اســم الكتاب المقدس وعـرض الفكرة عـلي صديقه حبيب جـرجس الذي تحمس معه وعـرض رئاسة الجمعية علي مرقس سميكة باشا عـضو المجلس الملي الذي أعجب بأفكاره ووافق علي رئاسة الجمعية وانضم لعضويتها المربي الكبير إبراهيم بك تكلا وحبيب جرجس واختير باسيلي سكرتيرا عاما للجمعية وبـدأ نشاطها1908،حيث قام باسيلى بطرس بتأسيس جمعية أصدقاء الكتاب المقدس في مصر ليتولى رئاستها مرقس سميكة باشا.
_الـمـبـادئ العـشـرة:
وتناول المؤلف المبادئ العشرة التي وضعها باسيلي بطرس لأعـضاء الجـمعيـة عـند تأسيسها وهى : 1- إنكار الذات 2- الصراحة في القول و الإخلاص في العمل 3- الترفع بالنفس عن الدنايا 4- مطالعة الكتاب المقدس و الصلاة يومياً 5- إبطال العادات الذميمة 6- تقديس يوم الأحد و الصلاة بالكنيسة 7- معرفة قيمة و تقديس المواعيد 8- الاهتمام بصالح الآخرين كالصالح الشخصي 9- المحبة بلا رياء بين الأفراد 10- وضع حياة المسيح كنموذج وحيد في تصرفاتنا مع الآخرين فى القول والعمل،تطبيق الإصحاح الثاني عشرمن رسالة رومية على حياتنا الروحية وهو الإصحاح الذي يبدأ “فأطلب إليكم أيها الإخـوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية.
_الــتــكــريـــس:
وجاء بالكتاب أن”باسيلى بطرس”هــو من أطلق شـــرارة التكــريـس الأولى أوائل القرن الماضى وعاش بضمير صالح ،عاكفا على القراءة والوعـظ والتعليم مكـرســا ساعات حياته فى خـدمـة مخلصة لكنيسته مقدما حياته قــدوة للجميع.
وإنطلقت شـــرارة التكــريس الثانية عام 1915م, فى بقعة ريفية جميلة على النيل فى قرية دجــوى بمركـز طوخ وكانت المناسبة خيام الاصدقاء فى جــو تأمل وتعبد وتفكر لأن قلب الصديق يتفكر(أم15: 28)،وهى كانت إعـــلان عشرة من الشباب تـكــريــس حياتهم لخــدمــة الكنيسة وعــزمهم على الالتحاق بالمدرســة الإكليركية تسعة منهم كانوا قـد انهوا دراساتهم الثانوية وواحد فى السنة النهائية بمدرســة الحقوق ، ومثل هــذا مفاجأة سعيدة للجمعية والكنيسة وان كانت قـد أحزنت أســرهم التى رأت أنهم أضاعــوا مستقبلهم ليصيروا شحاذين،الأمر الذى يــدل على مــدى تــدهـور أوضاع الكنيسة وإكليروسها فى ذلك الزمان والعشرة هم: حافظ داود( القمص مرقس داود) إبـراهيم لوقا (الإيغومانوس إبراهيم لوقا)- شاكــرغطاس المعصرانى – حليم بشارة- يونان نخلة – جندى واصف – رياض سوريال – بشارة بسطوروس – جيد جندى الفيزى- بطرس رزق الله،حيث التحق خمسه منهم بالمدرسة الإكليركيةهم: ابراهيم لوقا – جندى واصف – رياض سوريال – حافظ داود- بشارة بسطوروس.
وقـد خـدمـوا جميعا جمعيتهم بصورمتعـددة فحافظ داود هــو الذى حمل المشعل من يـد باسيلى بطرس وأدى دوره بصورة رائعة.
أما”إبـراهـيـم لوقا” كان كاهنا طليعيا له وزنـه فى شــؤون الكنيسة العامة فى الداخل والخارج. وكان هناك كوكب ثالث هــو “حبيب جـرجـس”عـضــو الجمعية منذ بـدايـتها إذ أنه التحق بالمدرســة الإكليركية عام 1893م,ومكث بها خمس سنــوات وتخــرج عام 1898م وعين وهــوفى سنته النهائية مــدرســا للدين بها لتدريب معلمى الدين بالمدرسـة النظامية لـثـقـة مـديــرها “يـوسـف منقريـوس بك” به ولـتـفـوقــه فــى الدراســة.
_الجـمعـية والتعليم الـدينـى:
وكشف المؤلف عن أن الجمعية بــدأت نشاطها “قبل أن تبدأ” أى بعد انتقال “باسيلى بطرس” من طنطا إلى القاهــرة عام 1906م وتــم تعيينه ضباطا أول ومـدرســا للديـن بمدرســة الأقـباط الكبــرى،أخـذ يعـقـد الإجتماعات الدينية لطلبة القســم الثانـوى ويـرعـاهــم روحيا وثـقافـيا،ثـم مـد خـدمـته إلى المدارس الأخـرى مدرسة بعد مــدرســة،بمساعــدة مندوبى المدارس من الطلبـة المتميزين روحيا والـراغبـين فى الخــدمــة.
ونــوه المؤلف ، إلى أن تــدريـس الـديـن المسيحـى للتلاميـذ الأقـبـاط بمدارس وزارة المعارف الأبتدائية والثانـويـة كان على قائمة أهــداف فـكـر”باسيلى بـطرس”،وقــد كان من بـاكــورة أعمال الجمعيـة،تــدريــس مادة الدين فى بعض المدارس الثانوية من عام 1913م واستمر يطالب به فى مقالاته بمجلة “الفتى القبطى” التى أصــدرها فى طنطا واستعان بمرقـس سميكة باشا الذى صار رئيســا لجمعية الأصــدقاء لدى تأسيسها عام 1908 وقد نجحت مســاعــى “سميكة باشا”واتصالاته نتيجة لعلاقاته الواسعة ومنزلته المرموقــة،وقـــررت الوزارة تـدريــس الدين المسيحى للطلبة المسيحيـن بمدارسها،كما قــررت إضافـة تعليم الدين المسيحى إلى مناهــج مـدرسـة المعلمين العليا وإعـداد أساتـذة متخصصين لتعيلمه،وقامت الجمعية من جانبها بتأليف كـتـب الدين المسيحى للمدارس الأبتدائية والثانوية واعتمدتها وزارة المعارف وقتذاك.
_باسيلي بطرس:
وذكــرالمؤلف، نبذة عن سيــرة حياة “باسيلي بطرس”حيث ولد في أبنوب الحمام بمحافظة أسيوط 1882 وتخـرج في الإكـليــريكية 1900 وعيـــن مـدرسـا للدين المسيحي وواعظا بطنطا,وكان له عـدة مؤلفات منها الدرة البهية في أحكام العقيدة الأرثوذكسية, مجلةالفتي القبطي واهتم بــدراســة الكتاب المقدس ووصلت أخباره إلي المجلس الملي العام بالقاهــرة فتم نقله للعمل مـدرسا للديـن المسيحي بمدرســة الأقباط الكبري بالأزبكية وواعظا بكنائس العاصمة مع أشهراثنين هما ”القمص فلتاؤس عوض”,”حبيب جــرجــس” وهــذا الأخير كان زميلا حميما له وقد صار ناظــرا للإكليريكية بعد نياحة ناظرها “يوسف بك منقريوس”.
وأهـتـم باسيلي بالمرحلة الثانوية فابتدأ يعلمهم الكتاب المقدس, واتفق مع مديري المدارس بأن يرسل لهم مجانا مدرسين للدين كل يوم أحد،ثم فكر أعضاء المجلس الملي العام في إنشاء جمعية قبطية واختير باسيلي لهذه المهمة وتم إيفاده في بعثة إلي كلية ليدز اللاهوتية بإنجلترا ليدرس نظم الجمعيات علي نفقة المجلس الملي لمدة أربع سنوات أنفق عليه ثلاث سنوات1903-1906 وأكمل هو السنة الرابعة علي نفقته وعاد 1907بعد أن حصل علي الدبلوم بتفوق.
وقـــام هــؤلاء الطلبة رغــم حـداثة سنهم وتقاربهم في السن مع زملائهم الذين سيقومون بالتدريس لهم بالنجاح في هذه المهمة (حكى لي المرحوم حماية يونان و كنت أعمل معــه حين كان ناظراً لمدرسة الزراعة الثانوية بالإسكندرية انه وهـو في المدرسة السعيدية الثانوية كان يحضر شاب اسمر اسمه حافظ داود ليدرس لهم الدين المسيحي وهو طالب مثلهم ومع ذلك كان مـوضع محبة واحترام وتقدير كبيرمنا نحن الطلبة و كذلك أساتذة المدرسة) .
وصلت أخـبـاره إلى المجلس الملي العام بالقاهــرة وطلب كثــــيرمن أراخنة العاصمــة الإستفادة منه ونقله إلى القاهــرة وفعلاً تم نقله إلى القاهــرة في سنة1902 مــدرســاً للدين المسيحي بمدرســة الأقباط الكبرى بالأزبكية وواعظاً بكنائس العاصمة،ويسجل التاريخ أن الذيـن كانوا قادرين على الوعظ الروحي المتمكن لا يتـعدى عددهم ثلاثة وهــم:”القمص فلتاؤس عوض الطنطاوي”ومن الشباب”حبيب جرجس” و”باسيلي بطرس”،حيث كان يكتفي في ذلك الوقت بـقـراءة عـظة أومقالة من كتاب (ثمرة التهذيب و الأدب للقديس يوحنا فم الذهب)،وكان حبيب جرجس صديق حميـم إلى باسيلي بطرس وقــد صار حبيــب جــرجـس ناظــراً للكلية الإكليريكية بعد نياحـة نـــاظرها.
وأستطاع باسيلي بطرس أن يبدأ في سـد فجــوة كبيرة موجــودة بالكنيسة وهي الوعظ والتعليم مما حجـم الهجمة البروتوتسانتينية على كنيستنا المجيدة ، نتيجة لهذا المجهود الذي شعر به أراخنة الكنيسة بالقــــــــــاهرة فكر أعضاء المجلس الملي العام في إنشاء جمعية قبطية أرثوذكسية تعمل بين الشبان والطلبة لتكون نــواة لخـدمـة الكنيسة .
_تـسليــم الشعلة لـ حافـظ داود:
ظل باسيلي بطرس يخدم الجمعية باجتهاد (عظات درس كتاب – كتابة تأملات ومؤلفات – افتقاد – تلمذة – إنشاء فروع جديدة – الإشـــراف على كل الأنشطة التي أوجدها لنموالخـدمة – العمل كوكيل لمدرسة الأقباط الكبرى الثانوية مع تــدريــس الدين المسيحي بها – الوعظ في الكنائس بالقاهــرة والأقاليم)،وبعد أن كــون فــريقا من الخــدام المكـرسيــن هـم:إبراهيم لوقا,شاكــرخليل المعصراني,حليم بشارة,جندي واصف,يونان نخلة،رياض ســـوريال,بشارة بسطوروس,بطرس رزق الله,جيد جندي الفيزي، كما كـون جيشاً مباركاً مـن الخـدام وزرع حبة الخــردل التي نمت وصارت شجــرة كبيرة وأروقها يستظل فيهــا أبناء الله ، واستلم من بعده حافظ داود الذي خدم الجمعية من1916 حتي نياحته في26أكتوبر1986 عن عمر يناهــز 89عاما يسجل عنه قـداسة البابا شنـودة أنه عاش محبا للكتاب المقدس وترجـم الكثير من أقــوال الآباء وسـاهـم في نـشـرمعلومات عن التقليد والطقس وأسس كنيسة مارمرقس بشبرا وظل رئيسا لجمعية الأصدقاء.
وهناك العديد من الشخصيات التي تتلمذت في الجمعية منهم المطارنة والأسـاقـفـة والقمامصة والقســوس والرهبان والعلمانيون فهذه هي جمعية أصدقاء الكتاب, كلمة الله الحية علي الدوام. ونهض أبونا القمص مرقس داود بالجمــــعية نهضة عظمى فأسـس فــروعاً جديدة للجمعية و ضم لعضويتها شخصــــيات بارزة مثل الأستاذ عياد عياد سنة 1934،وكان كل من ينضم للجمعية يعتبر ذلك شــرفاً عظيماً له وكـان يحضر مؤتمراتها عظماء الأقباط وأراخنتها. وكان أبــونا القمص مرقس داود سريع الحــركة ودءوب في رعاية الفروع حتى بعد إن اختارته نعمة الله للكهنوت،ويسجل قــداسة البابا شنودة الثالث عنه:(عاش القمص مرقس داود محباً للكتاب المقدس وأقوال الآباء وتـرجـم الكثير منها وساهـم في نشر معلومات عن التقليد و الطقس وكان هو الرائـد فيها في جيلنا وأسس كنيسة مارمرقس بشبرا وظل رئيساً لجمعية أصدقاء الكتاب حتى نياحته في 26 أكتوبرسنة 1986 عن 89 عاماً مثمرة)،وهكذا أيها الأحباء فالشعلة مازالت متوهجة وعليكم اســتمرارها ناظرين إلى هـؤلاء الآباء والأجــداد لنتمثل بسيرتهم .
_فلسفة باسيلي بطرس في الخـدمــة:
ويـرسـم المؤلف بعناية فـلسفـة باسيلي بـطــرس في نجــاح الخـــدمة والتى تتمثل فى عـدد من الأنشطـة .. نــرصــد منها التالى:
1)- اهتمام الجمعية بخـدمــة القــرى والوعـظ بكل بــلاد الكـرازة المرقسية بتكريـس خـدام لهذه الخدمة أمثال: الأستاذ عياد عياد – صادق الياس ( فلاح الكتاب المقدس )- بولس ساويـرس – عبد المسيح بطرس – صالح تواضروس- سليمان جرجس المليح.
2)- إنشاء منازل للطلبة المغتربين سنة 1910وكان سباقة في ذلـك عن أي هيئة بما في ذلك المدن الجامعية وكان يديرها بنفســـه روحياً ومادياً و اجتماعيا ، حيث كان خريجي تلك المنازل بعد إتمام دراستهم وعودتهم إلى بلادهم يؤسسون فروعاً للجمعية لإيمــــانهم بالفوائد الروحية التي ستعود على بلادهم وعلى الكنيسة وهذا هـــو ســر انتشار الجمعية في البلاد في زمن وجيز فتوجــد فروع للجمعية تأسست سنة 1911 كفرع طنطا الذي وضع نواته هو شخصياً منذ سنة 1902 .
3) إقامة خيام الأصدقاء: فى سنة 1912 بإحدى ضواحي القاهرة وأحياناً على شاطئ النيل أمام كنيسة العذراء الأثـرية بالمعادي في مخيمات حقيقية تجمع العائلات القبطية والشــباب كفرصة للتأمل الروحي والدراســة والعمل الفردي والتلمذة وكـان يقود هذا العمل باسيلي بطرس مع مجموعة من قمم الخدام الذيـــــن تتلمذوا على يديه،ومازالت هذه الخيام تعقد حتى الآن سنوياً حيث اصبح لها مقراً دائماً بوادي النطرون مصدر بركة للكثيرين .
4) تأسيس نــوادي الشباب : علم باسيلي بطرس ان للشباب طــاقة كبيــــرة فكان لابد أن يشغل هذه الطاقة فيما ينفع فبالإضافة إلى حضـور الاجتماعات والقداسـات ودراســة الكتاب يوجد وقت فراغ و خصوصاً في الأجازات المدرسية فأنشأ نادي للشباب لممارســــة الرياضة به في ألعاب الأدبية والروحية والرحلات و انتشــرت النوادي في كل فروع الجمعية وان الكثير من قـادة الكنيسة والخدام في ذلك الوقت (بداية القرن العشرين) حاربوا هـذه النوادي بأفكار إنغلاقية متصورين ان النوادي تشغل الــشباب عــــن الحياة الروحية،ونوه المؤلف إلى أن هـذه النوادي بأنشطتها صارت فلسفة الكنيسة في نهاية القرن العشرين فأنشأ قداســة المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث أسقفية للشباب لنشر و رعاية هـذه الأنشطة في جميع ايبارشيات الكـرازة المرقسية وذكـرما قاله في كلمته “الدكتور نجيب بطـــرس” ،عضو مجلس أدارة الجمعية امام الرئيس محمد نجيب ، قائد الــثورة في وضع حجر الأساس لكنيسة مارمرقس بشبرا في 24/5/1953ً(إن رسالة النادي لاتقل عن رسالة الكنيسة بل يجب إن تتم رسالة الكنيسة)
5) المصيف:ابتدأ في عشرينات القرن العشرين في أرض فضــاء بمنطقة المندرة بالإسكندرية بفضل احد تلاميذه وهــو تــــادرس ميخائيل الرشيدي اول سكرتير للخريجين سنة 1913 و بعد ان عين بالاسكندرية فكر في عقد خيام خلال فترة الصيف التي تطورت الى مصيف دائم بعد ذلك بأن قامت الجمعية بشراء هذه الأرض مـــــن السفيرعلى بك إسماعيل سنة 1932 و أنشأت كنيسة من البــوص دشنها المتنيح الانبا توماس سنة 1937 نائباً عن المتنيح البابا يوأنس البطريرك وسميت الكنيسة بإســم الشهيد مارمينا العجايبي وقــد تــم بناء الكنيسة والمنزل للمصيف بعد ذلك بصورة رائعة .
6) مؤتمرات الأصدقاء:بعد إن انتشرت فـروع الجمعية في ربوع القطر المصري كان لابد من عمل اجتماع سنوي عام يجمع كل هذه الفروع وكان يعقد بالقاهرة وأحياناً في بعض عواصم المديريـــات وابتدأت هذه الاجتماعات منذ عام 1915وكان يشارك في حضور هذه الاجتماعات كثيرمن عظماء الأقباط مثل “حبيب المصـري” باشا و”إبراهيم فهمي المنياوي” باشا وغيرهم. ويذكرانه في مؤتمر نوفمبر سنة 1945حضر 26 فرعاً من فروع الجمعية من الوجهين القبلي والبحري،ومازالت هــذه المؤتمرات قائمة بنعمة الله تعقد بمصيف الجمعيــــة بالإسكندرية وحالياً بجمصة في دارمصيف ايبارشية بورسعيـد وستظل إلى مدى الدهـر بمشيئة المسيح .
7) مجلة الأصدقاء:ابتدأت بالنبذة الشهرية التي كان يصـــــــدرها باسيلي بطرس وكانت تحوي القراءات اليومية من الإسفار الإلهية واستمرت عشرة سنوات ثم تطورت الى رسالة الاصدقاء حتــــــى توقفت عن الصدوربعد نكسة سنة 1967 بأمـر من الحكومة مع غيرها من المجلات و الصحف القبطية، فمنذ ابريل سنة 1998عادت كنبذة شهرية تحتوي على موضوعات روحية مع أخبار الفروع كمجلة شهـرية كما كانت سابقاً.
8) أنشطة مختلفة: وضع لبنتها الأولى باسيلي بطرس وتعهدها من بعده أبونا القمـــص مرقـس داود مثل : المكتبة مـدارس الأحـد (تأسست بالجمعية وفـروعها سنة 1920) خدمة القرية – فـريق الكشافة – الكـورال وغيرها .
9)كما اهتمت الجمعية بتأسيس كنائس في المنـاطق والبلاد المحـرومة,فأسست على سبيل المثال:- كنيسة مارمرقس بشبرا- كنيسة مارمينا بالمندرة بالإسكندرية- كنيسة مارجرجس بالمكس بالإسكندرية- كنيسة الست دميانة بالورديان بالإسكندرية- كنيسة الأنبا شنودة بالقباري- كنيسة السيدة العذراء بالدخيلة- كنيسة الأنبا انطونيوس باللبان- كنيسة السيدة العذراء بأبيس- كنيسة مارمينا بطنطا- كنيسة العذراء بإيتاي البارود- كنيسة مارجرجس بكوم حمادة.
_العشرة الأوائل:
وكشف عن العشرة الأوائل الذين تتلمذوا على يــد باسيلي بطرس وكـرســــــوا حياتهم لخـدمـة الكنيسة والجمعية:حافظ داود (القمص مرقس داود)- إبراهيم لوقا ( القمص إبـراهـيـم لوقا) – شاكـر خليل المعصراني – حليم بشارة- جندي واصف – يونان نخلة الدويري – رياض سوريال- بشارة بسطوروس – بطرس رزق الله- جيد جندي الفيزي.
وتناول الكتاب أهـــم الشخصيات التي خـدمت بالجمعية على مـدى تاريخهـــــا الطويل ومنهم من تتلمذ على يـد باسيلي بطرس – المهندس سمعان عبد السيد والذى ذهب في بعثة إلى لندن سنة 1912 وأسس فــرع للأصدقاء هناك مع زميليه بشاي غالي وزكي فانــوس وعاد الى مصر سنة 1913 وكان أول سكرتيرللقسم العالي – سعد بولس وكان سكرتيراً للقسم العالي سنة 1917 – المهندس مسعد قوسة سعد سكرتير القسم العالي منذ سنة 1921- الدكتور شفيق عبد الملك مساعد سكرتير القسم العالي منذ سنة 19215- الدكتور جورج جندي انتتسب للجمعـــية ســنة 1926وكان شعلة نشاط وساهـم في كل خدماتها حتى تنيح سنة 1937- الأستاذ فـريد متـري ابادير مراقب لطلبة المنازل سنة 1931 – المهندس ابراهيم بشارة وكيل وزارة الزراعة عمـــل سكرتيراً للقسم العالي سنة 1936وكان عالماً بالكتــاب المقدس وانتخب عضواً بالمجلس الملي العام – فلتس امين صندوق الجمعية منذ سنة 1936 وكان يتميز بالأمانة المطلقة وهو صاحب الفضل هــووزوجته فـــي الإشــراف على مباني كنيسة مارمينا بالمندرة سنة 1953 متحملين برد شتاء الإسكندرية القارص لمدة عامين،وغيرهم مثل المهندس سامي بسطــا والدكتور المهندس جــورج عــزمي الدكتور بكلية الهندسة والدكتـور رزق عطية والأستاذ زكي ديمتري والدكتور إبراهيم فهيم أستاذ علم الفارماكولوجي والدكتور صادق انطونيــوس بقطر والدكتور جورج عـقـداوي والأستاذ كامل حنا والدكتوركـامل حبيب.
_آباء تخــرجــوا من الجمعـية:
وذكــرالكتاب بعض الآباء الذين تخــرجــوا من الجمعـية وكان لهم فـضل كبـــير في نهضة الكنيسة – من المنتقلين:القمص ابراهيم لوقا – القمص ابراهيم عطية أمريكا- القمص بطرس رياض ك. الملاك ميخائيل غربال- القمص يوحنا حنين ك. مارمينا فلمنج- القمص ميخائيل سعد ك. العذراء سموحة- القمص صرابامون بخيت- القس مينا حبيب ( فرع الفيوم ) ك. مارجرجس سيدي بشر- القمص صموئيل وهبة ك. الانبا صموئيل و الانبا أبرام غيط العنب- القمص مرقس داود- القمص يوحنا جرجس- القمص مرقس باسيليوس بالإسكندرية – القمص يوحنا عبد المسيح- القمص سمعان جرجس بالإسكندرية- القمص جـرجس رزق الله بالإسكندرية- القمص بــولا شفيق بالسويس.
ومن الأحياء أطال الله حياتهم:-القمص يوحنا بسطوروس وكيل مطرانيه طنطا – القمص أشعياء ميخائيل كنيسة الملاك بالظاهر بالقاهرة- القمص أثناسيوس بطرس الجبلاوي ك.مارمينا فلمنج – القمص مينا سليمان عبد المسيح ك. مارمينا المندرة- القس اندراوس عبده ك. العذراء غيط العنب – القس بيشوي يني (كنيسة الملاك غربال)- القس أغسطينوس فؤاد(ك.مار جرجس والأنبا أنطونيوس) – القس يونان أنطونيوس (ك. مارجرجس بالطابية )- القس تادرس نيروز (ك.الانبا بولا بنادي الصيد) – القس بيشوي عبد المسيح ( كنائس الشاطبى بالأسكندرية )- القس جرجس سامي (ك.مار جرجس أسبورتنج)-القــس فيلوباتير(ك.عذراء العصافـرة)- القس بوليكاربوس أفأ مينا – القس أشعياء البراموسى – القس بيشوي الانبا بيشوي – القمص بيجول السرياني – الراهب داود سان أنطونى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون – القمص دانيال عبد الملاك كنيسة العذراء بسموحة – القمص اثناسيوس ميخائيل كنيسة الأنبا انطونيـــوس باللبان – القمص برنابا صليب – القمص ابرآم ابسخيرون – القمص ارسانيوس شفيق – القمص بولس عزيز- القس ميصائيل آفا مينا – القمص مرقس ميخائيل.
وفي بلاد المهجــر:- القمص انطونيوس ثابت لندن – إنجلترا- القمص الدكتور جرجس لوقا باريس – القمص مينا ميخائيل سيدني – استراليا، كما يوجد آباء رهبان بالأديــرة القبطية و كذا آباء أساقفة أجـــلاء ممن تعلموا بالجمعية وصارت لهم بركة هــذه الخدمة وغير هؤلاء كثيرون
_رؤساء الجمعية:
وتطرق المؤلف إلى رؤساء الجمعية منذ تأسيسها سنة 1908:مرقـس سميكة باشا- اللواء اسكندر فهمي أبـوالسعد باشا- كامل بك بولس حنا- القمص مرقس داود- الدكتور نجيب بطرس – ميلاد حنا غرباوي- الدكتور قيصر نجيب صال- حالياً يرأس الجمعية المركزية الأستاذ مجدي عزيز السبك- منذ ابريل سنة 1998ويرأس فرع القاهرة الاستاذ اسحق فيلبس مينا .
_تأسيس الفروع:
ولخصت السطور الأخيرة جـزءًا هاما بشأن تأسيس فــروع الجـمعيــة،منوهة إلى إن جمعية أصدقاء الكتاب المقدس جمعية كتب لها الخلود اذ حياتها من حياة الكتاب المقدس كلمة الله الحية على الدوام ، حيث انطلق باسيلى بطرس بجمعيته ورسالتها خارج القاهــرة فلم يتقوقع فيها ويكتفى بواجهة العاصمة فتأسست الفروع فــرعا بعد فرع فى مدينة بعد اخــرى فى الدلتا والصعيد اسس بعضها طلبة عاشــوا فى منازل الطلبة الخاصة بالجمعية .
_نشأة جمعية الصديقات:
لم تغفل الجمعية منذ نشأتها الأهتمام بتربية روحية فسعت إليها فى مـدارسها وعقدت لها الإجتماعات وحلقات درس الكتاب المقدس فى مقارها كما أنها لم تغفل دورالمرأة ودورها المعاون للرجل فى الخدمة فضمتها الى صفـوفها واستعانت بطاقاتها فى كافة أنشطتها،ثم قـررت فى مؤتمرها العام الذى أنعقد عام 1936 إنشاء فــروع مستقلة لها باسم”جمعية صديقات الكتاب المقدس. ويتناول الكتاب سيـــر حياة العديد من رواد الجمعية أمثال:يـوسف بك منقريوس ويعقــوب أنطـون وغيرهم من الرواد .