
قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور يحيى قاعود، إن إسرائيل كدولة احتلال تحاول استخدام مختلف أساليب الضغط والابتزاز، سواء من خلال قطع الكهرباء أو منع المساعدات الإنسانية، في محاولة لفرض رؤيتها وتنفيذ مخططاتها في قطاع غزة، موضحًا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحاول رسم سيناريو جديد يتيح لإسرائيل الهروب من عباءة الانتقاد الدولي، من خلال إجراء مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس بعيدًا عن نص اتفاق وقف إطلاق النار ومراحله الثلاث.
مفاوضات الدوحة والضغط الأمريكي على حماس
وأضاف قاعود في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "حماس جلست لفترة وجيزة في الدوحة مع الأمريكيين، ولكن الإدارة الأمريكية، التي سبق وجلست مع الحركة في عهد ترامب، خرجت بتهديد واضح: "إما تسليم الأسرى كافة أو قتلهم جميعًا" معتبرًا أن هذه ليست مفاوضات سياسية حقيقية، بل محاولة لتحقيق مكاسب مادية لإخراج الأسرى دون مقابل، وهو ما رفضته الحركة".
وأكد قاعود أن حماس سارعت بعد ذلك إلى القاهرة لمحاولة استدراك الموقف وتصحيحه، بعدما أدركت أن مسار الدوحة قد يجرها إلى تنازلات تمس جوهر التوافقات التي تم العمل عليها طوال عام كامل بوساطة مصر وقطر والإدارة الأمريكية السابقة.
وشدد قاعود على أن الشعب الفلسطيني اليوم ليس في موقع فرض اشتراطات ولا في موقع ضعف، بل في موقف مواجهة إبادة حقيقية، قائلًا: "نحن نعيش لحظة إبادة بكل تفاصيل جرائمها، بينما العالم يقف متفرجًا، وقلة قليلة من الدول مثل مصر والسعودية تحاول الوقوف سدًا منيعًا أمام تصفية القضية الفلسطينية".
التفاوض حول الأسرى الأمريكيين يُضعف الصفقة الأصلية
وأشار قاعود إلى أن إسرائيل منذ اللحظة الأولى لا تسعى لأي تغيير حقيقي سوى إطلاق سراح أسراها، وحين وافقت حماس على إطلاق سراح الأمريكيين أو مزدوجي الجنسية، أصبح الأمر مدخلًا لتبادل جزئي لا يشمل الصفقة الكاملة.
وأضاف: "فتح قناة ثانية للمفاوضات في الدوحة حول الأسرى الأمريكيين يُعد خطأ استراتيجيًا، وكان الأجدر بحماس التمسك بالمسار الذي عملت عليه مصر والدوحة والإدارة الأمريكية السابقة".
وختم قاعود تصريحه بالتأكيد على أن القوة المادية والغطاء الغربي، وخاصة الأمريكي، هو ما يحمي الاحتلال، وقال: "نحن نعيش في عالم ظالم لا يعترف إلا بالقوة، وإسرائيل مدعومة بأدوات ضغط حقيقية على الفلسطينيين. مواجهة هذه المخططات الرامية لتصفية القضية تتطلب إعادة تقييم شاملة، بما في ذلك تغيير المفاوضين وآليات التفاوض، والعمل بجدية لوقف الإبادة المستمرة بحق أهل غزة"