هنا كنا نصلي.. حكايات الخدام مع كنيسة مقر دير الأنبا بولا المحترقة
10.07.2019 11:31
تقاريركم الصحفيه Your Reports
الوطن
هنا كنا نصلي.. حكايات الخدام مع كنيسة مقر دير الأنبا بولا المحترقة
حجم الخط
الوطن

"يَا رَبُّ، أَحْبَبْتُ مَحَلَّ بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ" هكذا يقول سفر المزامير، وهكذا يعيش شعب الكنيسة ويرتبطون بالمكان روحيا، فهناك أقاموا صلواتهم ونظموا اجتماعاتهم، وصلوا لأجل طلبات قلبهم، وكنيسة مقر دير الأنبا بولا في حدائق القبة، التي طالها حريقا أمس، صغيرة المساحة شديدة الروحانية كما يصفها شعبها، وبين آخر من صلى بها ومن خطط لحضور القداس اليوم، ومن ينتظر حكمة الله، تختلف حكايات مصليها.

 

سامح: كل من يعمل يعمل للخير

 

"هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ، وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا".. هكذا قال المهندس سامح منير الذي تولى أمانة خدمة المرحلة الإعدادية،في وقت سابق، ولا يزال يحضر القداسات بكنيسة مقر دير الأنبا بولا في حدائق القبة، فالكنيسة التي ارتبط بها روحيا لفترة كبيرة جاء خبر حريقها كـ"صدمة"، في الساعات الأولى من اليوم، ومع ذلك فالآن حان وقت البناء لا الحزن.

 

الرجل الخمسيني الذي تعامل بعقلانية مع الخبر، قال: "اتخضيت لخبر حريق في كنيسة، لكن أرواح البشر تأتي في المرتبة الأولى دائما، فنحن نحزن على الكنيسة لكننا نشكر ربنا لنجاة الأرواح".

 

يقول سامح إنّه مؤمن بأنّ "كل من يعمل يعمل للخير"، متأكدا من وجود حكمة في الأمر سنكتشفها لاحقا، ورغم ذلك يقول: "لم أستطع المرور على الكنيسة صباح اليوم حتى لا أحزن، لكني سأمرّ عليها بعد عملي، ورغم الحزن ليس أمامنا سوى قول ما قاله نحميا النبي في العهد القديم (هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ، وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا)".

 

ميرا: دموعي لم تتوقف طوال الليل

 

هبط خبر حريق الكنيسة كـ"الصاعقة" على ميرا عطا، التي تواظب على الذهاب إلى الكنيسة للصلاة، تقول: "أيقظتني صديقتي وزوجها بمكالمة هاتفية لتطمئن عليّ نظرا لقرب منزلي من كنيسة مقر دير الأنبا بولا في حدائق القبة، كنت نائمة ولم ألحظ وجود حريق، وبمجرد سماع الخبر لم أستطع النوم وظللت أتابع مع الخدام الذين خرجوا من بيوتهم في محاولة لإنقاذها، الأخبار أولا بأول".

 

"دموعي لم تتوقف طوال الليل".. قالت ميرا وأوضحت أنّها حضرت إلى الكنيسة للمرة الأولى في اجتماعات بالعام 2005 مخدومة، وفي 2013 كخدمة اجتماع البابا أثانسيوس، وهو الاجتماع الذي يخدم الخريجين المغتربين، متابعة أنّها تخدم مسرح من 2014، ما يجعل ذكرياتها في المكان كثيرة.

 

"الكنيسة كانت فاتحة بابها للاجتماعات والتدريبات طول الوقت، وأبونا ميصائيل القمص المسؤول عن الكنيسة كان ديما بيستقبلنا بصدر رحب".. قالت ميرا لافتة إلى أنّه حتى وقت قريب كانت تأتي مع فريق المسرح للتدريب في الدور الثاني في القاعة المخصصة لذلك.

 

بيتر: لحقت بركة آخر صلاة قبل الحريق بساعات

 

"لحقت بركة آخر صلاة في الكنيسة قبل الحريق".. يقول بيتر خليل الذي كان يحضر اجتماع المغتربين الدوري أمس، فالاجتماع الذي انتهي في التاسعة من مساء أمس كان آخر اجتماع قبل الحريق: "اتصدمت لما سمعت بالكارثة كنت وصلت سكن المغتربين، فلم أستطع المشاركة في إطفاء الحريق لكني تابعت حتى الفجر مع أصدقائي في المكان".

 

10 أعوام تربط رامي بالمكان الذي يحب أنّ يؤدي صلوات "البصخة المقدسة" فيه نظرها لروحانيته العالية ومساحتها الصغيرة، وأيضا كلما سنحت الفرصة لصلاة لقداس الإلهي كان لا يتردد فهو يرتبط بها روحيا رغم بعد المسافة، ويتابع في حديثه لـ"الوطن" أنّه يثق بأنّ الكنيسة سترمم لكن روح المكان هو ما سيفتقده كثيرا.

 

"مش متخيل أعدي على المكان ملاقيهوش ونفسي أروح أبص على المكان، مش قادر أشوفه في حالته الحالية".. بهذه الكلمات وصف بيتر شعورهتجاه الكنيسة التي يراها بيته، لكنه يتابع: "على كل حال نشكر ربنا، أهم حاجة مفيش خساير بشرية".

 

صباح: كنت هروح أشوف يمكن يكونوا هيعملوا قداس رغم الحريق

 

"كنت مرتبة أروح قداس من 6 لـ8 النهارده".. تقول صباح إسحاق التي تسكن قرب كنيسة مقر دير الأنبا بولا إنّ ما شاهدته "حاجة توجع القلب".

 

الفتاة التي صدمتها رؤية الدخان ليلا بمجرد معرفتها الخبر، تقول إنّها كانت تفكر أن تذهب حتى بعد الحريق: "إحساس صعب الصبح كنت هروح أشوف يمكن يكونوا هيعملوا قداس حتى لو محروقة هنصلي في المكان".

 

صباح التي علمت بالخبر في الواحدة ليلا حيث شاهدت الدخان يتصعد، تقول في حديثها لـ"الوطن" إنّها كان من المفترض أن تحضر اجتماع الثلاثاء، وهو آخر اجتماع نظم في الكنيسة قبل الحريق، لكنها لم تحضره نظرا لظروف طارئة، لكنها تتذكر أنّه كانت هناك قبل نحو 3 أيام.

 

"الحضن والملجأ وبابها مفتوح لنا على طول".. هكذا تصف صباح الكنيسة التي تنظم قداس يوميا، ما يجعلها كثيرة الذهاب إليها خلال أيام الأسبوع خاصة قداس السبت، فرغم قلة العدد إلا أنّ قمص الكنيسة أبو ميصائيل يحرص على إقامة القداسات بها يوميا، وتصفها بأنّها كنيسة صغيرة لكن روحانياتها عالية.

 

وكان حريقا ضخما نشب في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، بكنيسة الأنبا بولا في منطقة حدائق القبة، وتصاعدت ألسنة اللهب إلى عنان السماء، وأسفر الحريق عن إصابة 3 بحالات اختناق.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.