
بدأ الجيش الأوكرانى توزيع مواد غذائية الخميس على سكان محليين فى بلدة حدودية فى شرق البلاد شهدت خمسة أيام من العنف الذى أوقع نحو 20 قتيلا وأثار قلقا دوليا وإدانات واسعة.
وتجددت أعمال العنف بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا فى محيط بلدة افديفكا شرق البلاد الواقعة شمال دونيتسك معقل المتمردين، وتبادل الطرفان القصف بقذائف الهاون والصواريخ.
وأثار تجدد الاشتباكات منذ الأحد والذى أوقع 20 قتيلا على الأقل مخاوف من عودة الحرب فى شرق أوكرانيا بعد هدنة نسبية انهت 33 شهرا من المعارك.
وأدى تصاعد العنف إلى تحويل الانتباه مجددا إلى نزاع ادى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ اندلاعه عام 2014.
وتسببت الاشتباكات فى افديفكا فى انقطاع التدفئة والماء عن أكثر من 20 ألف شخص فى فصل شتاء بارد جدا، فيما لا تلوح فى الافق بوادر انفراج.
ويأتى القتال فى مرحلة مهمة بالنسبة لأوكرانيا وسط تزايد المخاوف فى كييف من تقلص الدعم الأمريكى فى عهد دونالد ترامب الذى يسعى إلى اصلاح العلاقات مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات حول استئناف أعمال العنف الاخيرة.
ونفت وزارة الخارجية الاوكرانية ما أعلنته روسيا بأن أوكرانيا قامت بالتصعيد من أجل اثارة اهتمام دولى ووصفتها بأنها "سخيفة وغير صحيحة على الإطلاق".
وكييف قلقة من أن يكون بوتين يسعى إلى ترسيخ سلطته فى شرق أوكرانيا من أجل كسب ورقة فى مواجهة ترامب حول مسائل دولية أخرى.
ولم يحمل الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى ينس ستولتنبرج روسيا مباشرة مسئولية العنف لكنه قال إنها "تمارس نفوذا كبيرا" على القوات الانفصالية.
وقال الأربعاء "ندعو روسيا إلى استخدام "نفوذها الكبير على المتمردين" الموالين لها لوقف العنف.
من جهته، أعرب الرئيس الأوكرانى بترو بوروشنكو عن نيته إجراء استفتاء بشأن انضمام بلاده الى حلف شمال الأطلنطى.
قذائف هاون
بدأ يوم الخميس بسماع دوى صواريخ فى بلدة افديفكا وبمقتل امرأة فى القصف.
وكتب مسئول الشرطة الموالية لكييف فى دونيتسك فياشيسلاف ابروسكين على فيسبوك "أصيب أيضا ثلاثة رجال بجروح".
وأضاف "لا إنارة فى المدينة ونحن نبقى مصنع التدفئة المحلى فى أدنى درجات حرارة ممكنة لتجنب تجمد الأنابيب".
ويقوم عناصر الجيش بتوزيع الشاى وعصائد لمئات الاشخاص فيما يسمع دوى القصف.
كما أقاموا سبعة مخيمات دافئة يمكن للمواطنين ان يلجأوا إليها احتماء من الصقيع حيث بلغت الحرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر ليلا.
وقال أحد عناصر الجيش لوكالة فرانس برس "حاليا نقوم بتحضير عصائد، ونأمل فى تأمين لحوم معلبة مساء".
لماذا افديفكا؟
سيطر الانفصاليون على افديفكا التى تعتبر مركزا صناعيا، عند بدء النزاع فى أبريل 2014 بعد الاطاحة بالرئيس الأوكرانى الموالى لروسى فيكتور يانوكوفيتش، لكن كييف استعادتها بعد عدة اشهر.
وتحتفظ أوكرانيا بتواجد عسكرى كبير فى المنطقة القريبة من المدينة وبلدات محيطة بها تعتبر محور القتال.
واتفقت موسكو وكييف الأربعاء على السعى لهدنة جديدة تؤدى أيضا إلى فتح طرقات لخروج الراغبين من المدينة المنكوبة.
والحق القتال أضرارا جسيمة بمصنع لفحم الكوك يوفر التدفئة للمدينة التى غالبية سكانها (نحو 25 الف شخص) من العمال.
لكن مدير المصنع ديمتروف موراشكو قال لوكالة فرانس برس إن الذين يحاولون الخروج من افديفكا يتعرضون لقصف عنيف. وقال "اضطروا للعودة" مضيفا أن "الوضع هنا يراوح مكانه".
وتنفى روسيا اتهامات كييف وحلفائها بأنها تقف وراء اندلاع الحرب فى 2014 لإبقاء أوكرانيا تحت قبضتها فى إطار نزاعها مع الغرب.
وقعت اتفاقات مينسك لوقف النار فى شرق اوكرانيا فى فبراير 2015، وانتهكت مرارا، إلا انها لا تزال تعتبر أفضل أمل لإحلال السلام فى البلاد التى كانت فى فترة ما جسرا بين روسيا والغرب.