لماذا استشهد البابا تواضروس بعمالقة الكنيسة دفاعا عن القدس؟
17.01.2018 08:20
تقاريركم الصحفيه Your Reports
فيتو
لماذا استشهد البابا تواضروس بعمالقة الكنيسة دفاعا عن القدس؟
حجم الخط
فيتو

استشهد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلال كلمته اليوم بمؤتمر "نصرة القدس"، الذي نظمه الأزهر الشريف، بكل من البابوين الراحلين البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث، ويعلم الجميع مكانة البابوين في قلوب الأقباط المعاصرين في الخارج والداخل.

 

وعزز البابا تواضروس التعبير عن مكانة القدس في صدور الأقباط، من خلال مواقف البابا كيرلس السادس، الذي بذل جهدا كبيرا في ستينات القرن الماضي، في سبيل مساندة القضية الفلسطينية، وخاطب مجلس الكنائس العالمي ورؤساء الكنائس المختلفة كما تواصل مع زعماء الدول وعدد من مسئولي الهيئات الدولية، دفاعا عن القضية.

 

البابا تواضروس شدد على مكانة القدس، في ضمير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدا أنها حاضرة في ضميرها منذ القدم، مشيرا إلى أن للقدس وضعا مميز كمدينة مقدسة مؤهلة أن تصبح واحة سلام تلتقي فيها الصلوات وترتفع منه القلوب نحو السماء ملتمسه المعونة الإلهية. 

 

وعرج البابا تواضروس أيضا لابراز موقع القدس في قلوب الأقباط إلى موقف البابا شنودة الثالث الذي عقد مؤتمر عالميا داخل الكنيسة الكبري بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة في عام 2005م حضره فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وقتها الدكتور سيد طنطاوي ولفيف من الشيوخ كما حضره وتابعه ملايين من الشعب العربي وذلك لمناصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حين كانت ‘قامته محددة في رام الله، مشدد على أن موقف الراحل لن تنساه ذاكرة الأمة العربية. 

 

البابا تواضروس لم يقف عند مواقف عمالقة الكنيسة الأرثوذكسية، إنما عبر عما في صدره تجاه القدس، قائلا :"القدس ليست مجرد مكان به معالم اثرية وله تاريخ إنما هي تمثل قيمة خاصة في ايماننا وتطلعاتنا وذاكرتنا وآلامنا وهي أيضا رمز لتلاقي الشعوب بأثرها مع الله فهي المكان التاريخي للوحى الإلهي الكتابي وعلى ارضها المقدسة حدث الالتقاء بين السماء والأرض حيث خاطب الله البشر على ارضها أكثر من أي مكان آخر على وجه المسكونة، وللقدس مكانة كبيرة على قلب كل مسيحي فيها عاش السيد المسيح وصنع معجزاته وكل شبر وطئت أقدام السيد المسيح صارت له قدسية خاصة".

 

السؤال هنا لماذا استشهد البابا تواضروس بعمالقة الكنيسة في الدفاع عن القدس، ولإبراز موقع القضية الفلسطينية في قلوب الأقباط، مع أن الجميع يعلم قدسية المدنية في صدور الجميع أقباط ومسلمين.

 

وأرجع البعض استشهاد البابا تواضروس بالراحلين البابا شنودة الثالث، والبابا كيرلس السادس، لما لهما من مكانة كبيرة في قلوب المسلمين قبل المسيحيين، نظرا لتداخلاتهم وعلاقاتهم المتشعبة التي كانت تقوم على الحب والاحترام المتبادل، فلا يخفى على أحد علاقة البابا كيرلس بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، التي كان أساسها التقدير والاحترام، بالإضافة إلى علاقة البابا شنودة بجميع المصريين، والذين يستشهدون بكلماته ومواقفه إلى اليوم.

 

كما لا يخفى على أحد مواقف البابا تواضروس الثاني، والتي برز في جميعها وطنية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتجلت في مساندتها ثورة يونيو، ورفض التدخلات الخارجية خاصة في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة في الرابع عشر من أغسطس من العام 2013 وبرزت مقولة البابا المشهورة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن".

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.