تصعيد عسكري ونزوح واسع بكردفان وسط تحذيرات دولية وتلويح أمريكي بعقوبات جديدة
06.12.2025 11:05
اهم اخبار العالم World News
الدستور
تصعيد عسكري ونزوح واسع بكردفان وسط تحذيرات دولية وتلويح أمريكي بعقوبات جديدة
حجم الخط
الدستور

شهدت الأوضاع الميدانية والإنسانية في السودان تدهورًا متصاعدًا خلال الساعات القليلة الماضية، مع اتساع نطاق القتال بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في إقليم كردفان، وارتفاع حدة النزوح، وتعثر مبادرات وقف إطلاق النار، بالتزامن مع تحركات دولية تتجه نحو فرض عقوبات إضافية على طرفي الصراع.

ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، شهدت ولاية جنوب كردفان أمس الجمعة، تطورًا لافتًا، حيث تمكنت مليشيا الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو من السيطرة على منطقة كيقا الخيل الواقعة على بعد نحو 55 كيلومترًا شمال مدينة كادقلي.

وقالت صحيفة "الراكوبة"، إن هذا التقدم جاء بالتزامن مع انسحاب الجيش السوداني نحو الجنوب، في خطوة قالت مصادر عسكرية إنها تأتي ضمن عملية إعادة تموضع في ظل الضغط العسكري المتزايد.

وبحسب المصادر، فإن تمدد الدعم السريع نحو المناطق المحيطة بطريق كادقلي – الدلنج يستهدف قطع هذا الطريق الحيوي وفصل المدينتين عن بعضهما، بما يعمق سيطرته داخل الولاية ويضعف المراكز العسكرية التابعة للجيش. وترى هذه المصادر أن هذا التحرك يمثل محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض في أحد أهم محاور الصراع.

ورغم ذلك، لا يزال الجيش السوداني يحتفظ بسيطرته على كادقلي والدلنج وأبو جبيهة وكلوقي وتلودي، بينما تبسط مليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية – جناح عقار – نفوذها على كاودا وهبيلا وعدد من المناطق المجاورة. وتشهد المناطق القريبة من كادقلي والدلنج اشتباكات متقطعة ومعارك كر وفر، إضافة إلى معارك أعنف في الجهة الشرقية حيث يتقدم الجيش نحو الموريب بعد سيطرته على مناطق مبسوطة والجبال الستة.

أوضاع إنسانية متدهورة ونزوح واسع من كادقلي

وفي سياق متصل، أفاد "راديو دبنقا" بأن مدينة كادقلي تشهد نزوحًا واسعًا ومتسارعًا خلال الأيام الماضية، مع مغادرة السكان خشية تجدد الهجمات. ويعيش الأهالي في حالة من الهلع، لدرجة أن الأطفال الذين يتوجهون إلى المدارس يعودون سريعًا بمجرد تداول أنباء عن وجود طائرات مسيّرة في الجو.

ونقل ناشطون أن هذا المناخ المليء بالخوف، إلى جانب غياب الضمانات الأمنية، دفع كثيرين إلى المغادرة دون انتظار مزيد من التطورات.

وتزايدت المخاوف بعد مغادرة بعثة اليونسفا للمدينة بشكل شبه كامل، بالإضافة إلى استعداد عدد من المنظمات الإنسانية لإنهاء مشروعاتها قبل نهاية العام، ما يترك المدنيين أمام فراغ إنساني خطير.

وأصدرت منظمة اليونيسف تحذيرًا شديد اللهجة من موجة متصاعدة من الانتهاكات بحق الأطفال في جنوب كردفان، وذلك عقب تقارير عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أطفال في هجوم بطائرة مسيرة استهدف روضة أطفال بمحلية القدير في كالوقي.

ووصفت المنظمة استهداف الأطفال والمنشآت المدنية بأنه انتهاك خطير يعكس تدهورًا مقلقًا في الوضع الإنساني، ويضع المنطقة أمام كارثة متفاقمة، وفقَا لموقع “سودان نيوز”.

وفي نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن تدهور الوضع الأمني منذ أوائل نوفمبر أدى إلى نزوح واسع النطاق وانهيار للخدمات الأساسية، حيث تعاني الولاية من نفاد الإمدادات الطبية وتعطل التعليم وتزايد الضغوط النفسية والاجتماعية على الأطفال.

تعثر جهود وقف إطلاق النار وواشنطن تدرس عقوبات أوسع

وفي ظل تعثر الجهود الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار، تدرس الولايات المتحدة توسيع العقوبات على الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، بعد فشل مسعد بولس مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تحقيق اختراق خلال وساطته الأخيرة.

ويأتي هذا التحرك فيما تستعد النرويج لاستضافة جولة جديدة من المحادثات، تهدف إلى وضع إطار لاستعادة الحكم المدني في السودان.

وكان ترامب قال الأسبوع الماضي إن العمل بدأ لإنهاء الحرب، بعد طلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال اجتماع وزاري في البيت الأبيض أن ترامب هو "الزعيم الوحيد القادر على حل الأزمة السودانية"، بينما وصف دبلوماسي عربي تدخل ترامب بأنه يمنح العملية السياسية زخمًا إضافيًا.

ووفقًا لصحيفة "الجارديان"، أمس الجمعة، فقد تم إبلاغ الأطراف السودانية بأن واشنطن تدرس فرض عقوبات أوسع ضد الجهات التي تعرقل وقف إطلاق النار. ومن جانبها، تتحرك النرويج لجمع مكونات واسعة من المجتمع السوداني في أوسلو بهدف تحديد معايير واضحة لعودة الحكم المدني.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب خلفت أكثر من 40 ألف قتيل، فيما نزح نحو 14 مليون شخص، ما يجعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.