
لأنبا متياس.. اسم عاد يتردد فى الآونة الأخيرة، داخل أروقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعد اختفائه منذ أزماته المتكررة مع البابا الراحل شنودة الثالث، التى ترتب عليها إيقافه ومنعه من ممارسة أى نشاط رعوى أو كنسى عام ٢٠٠٥، بأمر من المجمع المقدس، الذى كان يضم حينها ما يقرب من١٠٠ مطران وأسقف.
ومنذ رحيل البابا شنودة الثالث، يحاول الأنبا متياس تكثيف حضوره على الساحة، فى محاولة لإعادة الظهور مرة أخرى، والعودة إلى أحضان الكنيسة، بعد إقامته بالولايات المتحدة لأكثر من عقد من الزمن.
1:«CD» المخالفات يتسبب فى منعه من ممارسة الدور الرعوى
قبيل إيقافه ومنعه من ممارسة النشاط الكنسى، اتهمت لجنة شئون الإيبراشيات بالمجمع المقدس للكنيسة المصرية الأنبا متياس، أسقف المحلة الكبرى المنتهى عمله، بعدة اتهامات، أهمها عدم انتظامه فى المشاركة باجتماعات المجمع على مدار ٦ سنوات متتالية، فى الفترة ما بين عامى ١٩٩٣ و١٩٩٨.
كما اتهم بالتورط فى الانتماء الفكرى للكنيسة البروتستانتية، بعد استعانته بوعاظ وخدام كنائس كورية وغربية، الأمر الذى دفع البابا الراحل شنودة الثالث إلى تكليف الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ، الذى كان يشغل حينها منصب سكرتير المجمع المقدس، بالإشراف على إيبارشية المحلة الكبرى عام ٢٠٠٤، رغم بقاء الأنبا متياس فى منصبه.
وبحلول عام ٢٠٠٥، اشتعلت ثورة الغضب داخل أروقة الكنيسة القبطية، بسبب تصريحات وانتقادات الأنبا متياس لطقوسها وتعاليمها، خاصة بعد توزيع أسطوانة إليكترونية «CD»، اشتملت على الأخطاء والتصريحات بحق الكنيسة وقياداتها، لينتهى الأمر بإيقافه، رغم خروج المسألة إلى النور فى هيئة «تقديم استقالة».
ورغم منعه من قبل البابا الراحل من ممارسة أى نشاط رعوى، سافر الأنبا متياس إلى الولايات المُتحدة الامريكية عقب تقديم استقالته مباشرة، ليعمل راعيا لإحدى الكنائس القبطية بمقاطعة «دالاس»، مستفيدا من حسابه الشخصى بالبنوك الأمريكية، الذى ساعده على العمل والإقامة بالولايات المتحدة حتى الآن
2:«فيسبوك».. طريق الرجوع إلى أحضان الكنيسة
بعد وفاة البابا شنودة الثالث، عاود الأسقف الموقوف الظهور مرة أخرى، وشارك عام ٢٠١٢، فى مراسم تجليس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الجديد، الأمر الذى أثار دهشة كثيرين، نظرا لاستبعاده من عضوية المجمع المقدس، وعدم وجود ما يبرر حضوره لأكبر حدث كنسى.
ورغم ما شهدته الكنيسة عام ٢٠١٣ من عودة بعض الأساقفة الموقوفين إلى ممارسة مهام عملهم، بعد نجاح محاولات احتوائهم وإعادتهم إلى صفوف المجمع المقدس، وعلى رأسهم، الأنبا تكلا أسقف دشنا، والأنبا سلوانس أسقف كنائس مصر القديمة سابقًا رئيس دير الشايب بالأقصر حاليًا، إلا أن الأمر لم ينجح مع الأنبا متياس.
وشهدت جلسات المجمع المقدس خلافا حادا، بعد مطالبة الأنبا بفنتيوس مطران سمالوط بمناقشة الأسقف الموقوف، ومحاولة إثنائه عن أفكاره، إلا أن الأنبا بيشوى مطران دمياط، قام بعرض قائمة أخطاء الأنبا متياس اللاهوتية والعقائدية والكنسية، التى دفعت الكنيسة لإيقافه قديما، مما استدعى تدخل البابا تواضروس نفسه لرفض فكرة مناقشته وإعادته للمجمع.
وفى مخالفة جديدة لتعليمات الكنيسة، شارك الأنبا متياس عام ٢٠١٥، فى طقوس سيامة أحد القساوسة بالكنيسة القبطية فى مقاطعة «دالاس» الأمريكية، ما أثار حفيظة البعض، خاصة أن مشاركته تخالف ما قرره المجمع المقدس، فى ظل عدم صدور أى قرارات جديدة بشأن عودته لممارسة دوره الرعوى.
وشهد العام الحالى ٢٠١٧ محاولات جديدة للعودة إلى الساحة، استخدم فيها الأسقف الموقوف مواقع التواصل الاجتماعى لإعادة طرح نفسه مجددا، بعدما قام بنشر صورة شخصية، تجمع بينه وبين البابا الحالى تواضروس الثانى، لتكون واجهة صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».
كما قام الأسقف الموقوف بإطلاق عدة تصريحات مؤخرًا، جاء أهمها فى صيغة رسالة منه إلى القساوسة، حملت عنوان «سر الكهنوت»، طالبهم فيها باحتواء الخاطئين، وعدم نهرهم، والسماح لهم بالاقتراب، والتناول من سر «الافخارستيا» - وهو أحد أهم أسرار الكنيسة الأرثوذكسية- تحت دعوى أنه إذا كان الحرمان للخطيئة، فالجميع يخطئ، والكل غير مستحق للتناول.
وفى عظته التى نشرها فى ٢ يوليو الجارى، طالب الأنبا متياس، بالحديث عن خطيئة آدم، والعفو الإلهى عنه، وهو ما فسره البعض بأنه محاولة من الأسقف الموقوف لإرسال رسالة ضمنية إلى أعضاء المجمع المقدس، يطالبهم فيها بالعفو عنه، وإعادته إلى دوره الرعوى من جديد.