
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بمرور 40 عامًا على رهبنة الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبو قرقاص، والذي يحظى بمكانة كبيرة لدى الأقباط، فهو يجمع بين البساطة والحكمة والبشاشة والمحبة والأبوة الحانية والخدمة، وخاصةً خدمة الفقراء والمرضى، بالإضافة إلى مواقفه اللامعة وعزيمته القوية في العديد من المواقف والأزمات.
"الأنبا مكاريوس" هو الأسقف المحبوب لدى القيادات الكنسية والأقباط بالإيبارشية وجميع المحافظات المصرية وبلاد المهجر، هو واعظ متميز في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، من وقت كان مسئولًا عن بيت الخلوة في دير البراموس.
وبالتزامن مع احتفال الكنيسة به ترصد "الدستور" أبرز المعلومات عن أسقف المنيا وأبو قرقاص.
محب الفقراء
أشتهر الأنبا مكاريوس بحب الفقراء وخدمته لهم، فهو يعد من أكثر أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذين يزورون المرضى والفقراء في منازلهم الخاصة بشكل دائم، جالسًا مهم أرضًا ناظرًا بعين الحب إلى ما يحتاجونه، وتراه بعين الأب الحنون يعرف أن احتياجات البعض لا تتمثل في الماديات فقط، بل في المحبة التي أوصى عليها السيد المسيح التي تجعله يحتضن كل التعابى ويعزي إياهم.
رجل الأزمات الصعبة
دُعيَّ الأنبا مكاريوس بـ "أسد الصعيد".. و"رجل الأزمات الصعبة" لما تمتع به من قوة وحكمة خلال الأزمات المتكررة التي تعرضت لها الإيبارشية، وتمسكه الشديد بطلب الحق لرعاياه ومن ضمن الأزمات الصعبة التي تعرضت لها إيبارشية المنيا تجريد سيدة مسنة من ملابسها وسحلها في القرية، والشهيرة بلقب"سيدة الكرم"، بالإضافة إلى الأزمات الطائفية التى تعرضت لها الإيبارشية خلال الفترة الأخيرة.
عميد الأدب القبطي
الأنبا مكاريوس أسقف يتسم بعلم وثقافة بارعة فلقب من بعض الأقباط بـ "عميد الأدب القبطي"، وله العديد من الكتب، وعدد كبير من القصص المتميزة في مجال الأدب القَصَصِي المسيحي، وكان قبل الأسقفية لا يكتب اسمه على الكتب أو القصص، بل تُصْدَر مِن نَشْر الدير، تحت اسم "راهب من دير البراموس".
وقام الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص الراحل، بمراجعة العديد من الكتب للأنبا مكاريوس، وعقب تنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أصبح الأنبا مكاريوس مشرفًا على إصدار مجلة الكرازة، التي تصدرها بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة.
وكان قد ذهب "مكرم عياد"، طالبًا حياة الرهبنة داخل أسوار دير البراموس، في وادي النطرون، وترهبن في يوم 5 ديسمبر عام 1978، باسم "الراهب كيرلس البراموسي"، وتم دعوة الأنبا مكاريوس من ضمن أربعة رهبان لتعمير دير الأنبا أنتوني بصحراء كاليفورنيا، إلا أنه اعتذر حينها عن السفر.
وسيم أسقف المنيا وأبوقرقاص قسًا في 30 يونيو 1988، وترقى لدرجة قمصًا في 9 إبريل 2001، وفي عام 2002، طلب قداسة البابا شنوده الثالث مرة ثانية من القمص كيرلس البرموسي الإشراف على دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا عقب نياحة الأنبا كاراس عام 2002.
إلا أن الأنبا أرسانيوس مطران المنيا استأذن قداسة البابا لكي يصبح الأنبا مكاريوس أسقفًا عامًا على المنيا، ووافق البابا على ذلك، على أن يحضر الأنبا مكاريوس فترة وينضم للسكرتارية البابوية، وفي عام 2003 عُيِّنَ سكرتيرًا لـ البابا الأنبا شنودة الثالث لمدة أقل من عام.
يذكر أن الأنبا مكاريوس يعقد لقاءين خلال الأسبوع مع شعب الإيبارشية، الأول يوم الإثنين من كل أسبوع بكنيسة السيدة العذراء مريم بالفكرية، والثاني يوم الخميس من كل أسبوع بكنيسة الأنبا أنطونيوس بالمنيا.