
فيما تحمّس كثير من الرهبان والقساوسة لتنبيهات البابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المقرسية، بشأن منع الرهبان من سماع اعترافات رعايا الكنيسة، وإسناد تلك المهمة إلى القساوسة فقط باستثناء الرهبان الذين يخدمون فى مناطق لا يوجد بها كهنة وقساوسة، تحفظ بعضهم على القرار، معتبرين أن الراهب والقسيس لديهما نفس السلطة الكهنوتية.
ورغم أن التنبيه البابوى بمنع الرهبان من سر الاعتراف ليس جديدا، وإنما أقره البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، إلا أن البابا تواضروس شدد على تنفيذه دون استثناءات.
قال الأنبا مارتيروس، رئيس لجنة المصنفات الكنسية بالمجمع المقدس، إن القرار نافع للأب الراهب، ويدعمه فى مسيرته الرهبانية، وإذ تقوم حياته على الموت عن العالم والانعزالية لأجل التوحد مع الله، وحفظ نفسه بلا دنس، وتعلم اقتناء الفضائل.
وأضاف الراهب القمص بطرس الأنبا بولا، أن هناك استثناءات تواجه القرار، فهناك إيبارشيات لا تتمتع بموارد مادية عالية تمكنها من دفع رواتب لقساوسة، الأمر الذي يجبرها على الاستعانة برهبان، لتدبير شئون الكنيسة، والسماح لهم بإتمام طقوس سر التوبة والاعتراف.
وأكد القمص بطرس أن سلطان الكهنوت واحد، لا يفرق بين القس المتزوج عن نظيره الراهب أو المتبتل، فلا يمكن أن يفصل أحد بين كهنوت الراهب والقس المتزوج، فى إتمام الطقوس والقيام بالمهام الرعوية.
وقال الراهب جبرائيل الأنبا بيشوى، إن قرار منع الرهبان من أخذ سر الاعتراف معروف منذ عهد البابا كيرلس السادس، ووصفه بأنه مناسب جدا للآباء الرهبان.
وعلق الراهب شاروبيم الأنبا بيشوى، قائلًا إنه على المستوى الشخصى يرفض إتمام سر الاعتراف للفتيات، بناء على تعليمات قديمة من البابا شنودة الثالث، مؤكدًا أن هناك فرقا بين المرشد الروحى وأب الاعتراف، فالأول من الممكن له أن يدعم الفرد فى الأزمات الاجتماعية والعامة والروحية، بينما الثانى مسئول عن الاستماع لأدق الخطايا والآثام الخاصة للفرد، ويعمل على مساعدة المعترف للتخلص من العادات والشهوات التى تسيطر عليه، مستخدمًا فى ذلك القوانين الروحية والقراءات المسيحية.
وأكد الراهب شاروبيم أنه يكون مرشدا روحيا لجميع أبنائه، لكن لا يسمح بالحصول على الاعتراف من الفتيات مطلقًا، مؤكدًا أنه دائما ما ينصح بأن يكون أب الاعتراف مجاورا للمعترف وذلك لسرعة التواصل بينهما، فربما يحتاج المعترف للاعتراف فى وقت لا يستطيع فيه الوصول إلى الدير، حيث يكون الراهب قد تفرغ للخلوة الروحية وللصلاة والتعبد.
أما الراهب ويصا المحرقى، فقد رفض التعليق على الموضوع برمته، وقال: إحنا بنقول حاضر وبس.
وقال أحد رهبان أديرة البحر الأحمر، طلب عدم نشر اسمه، إن القرار الصادر مؤخرًا يفيد الراهب قبل المعترف، موضحا أن الراهب مسئول عن خلاص نفسه والصلاة لأجل العالم، بينما القس الذى يخدم فى الكنائس مسئول عن خلاص شعبه، وتسمح له الكنيسة بالزواج حتى لا يتعثر بسبب التجارب التى يمر بها.