المفكر رضوان السيد: مصر بقيادتها الرشيدة قدمت نموذجا للعالم في محاربة الإرهاب
03.06.2021 09:14
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
المفكر رضوان السيد: مصر بقيادتها الرشيدة قدمت نموذجا للعالم في محاربة الإرهاب
حجم الخط
صدى البلد

 قال المفكر العربي الدكتور رضوان نايف السيد، الفائز بجائزة النيل المصرية للمبدعين العرب، إن مصر بقيادتها الرشيدة قدمت نموذجا للعالم أجمع في كيفية محاربة الإرهاب والتطرف عبر بناء دولة وطنية قوية تعتمد على حسن إدارة الشأن العام، وذلك في زمن قياسي يناهز الـ 7 سنوات منذ عام 2014 وحتى اليوم. 


وأضاف الدكتور رضوان السيد - في حوار خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان، اليوم /الخميس/ - إن أكبر وأهم سلاح ضد التطرف وتيارات الإسلام السياسي هو نجاح الدولة الوطنية، مؤكدا أن هذا هو ما حققته مصر منذ عام 2014 الذي شهد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، حيث أطلقت الدولة بقيادتها الرشيدة خططا تنموية جبارة تعيد مصر لحجمها الاستراتيجي، كما أنشأت عشرات المدن الجديدة وبنت اقتصادا جديدا، وبعثت في المصريين روحا جديدة وجددت الأمل لدى الشباب في المستقبل، فأدركوا أنه لا حاجة لأن يلجأ لتنظيمات إرهابية وأن هناك مستقبل أفضل ينتظرهم.


وأوضح الدكتور رضوان السيد -الذي يعمل أستاذا للعلوم والدراسات الإسلامية بالجامعة الأمريكية ببيروت- أن المسار المصري هو مسار يؤدي إلى خفوت الإسلام السياسي وانتهائه؛ لأن إنجازات الدولة الوطنية المصرية أجهضت قدرة المنتمين لهذا التيار على تقديم وعود زائفة للمواطنين، لا يستطيع أن يقدم م وعودا للناس كما تقدمه الدولة الوطنية.
وأشار إلى أن التجربة المصرية أيضا قدمت نموذجا مثاليا يحتذى به في العلاقة بين الدولة الوطنية والمؤسسات الدينية، مشددا على أن هذه التجربة قائمة على أن تقوم الدولة الوطنية بمهمتها المتمثلة في حسن إدارة الشأن العام وتقوم المؤسسات الدينية بمهامها الحقيقية، موضحا أن المؤسسات الدينية لها 4 مهام محددة، وهي الحفاظ على وحدة العقيدة والحفاظ على وحدة العبادة وترشيد الفتوى باعتبارها سلطة خطيرة وجدية التعليم الديني، مؤكدا أن التجربة المصرية على مستوى الدولة أو المؤسسة الدينية هي دولة نموذجية غابت عن العرب طويلا.


واستطرد قائلا: "إن الدولة الوطنية المصرية تقوم بالعملية السياسية والتنموية الكبرى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لإعادة مصر لتكون كنانة الله في أرضه" مشددا على أن الدولة هي التي تحمي ولا تهدد، تصون ولا تبدد، تشد أزر الصديق وترد كيد العدو وتتحمل من الخير للبشرية بقدر ما تستطيع وتطيق، موضحاً أن مصر عادت لتقوم بدورها الكبير في الداخل المصري وفي وطنها العربي.


وردا على سؤال حول الأوضاع في لبنان، قال المفكر العربي الدكتور رضوان السيد: "لبنان يحتاج إلى إدارة سياسية ناجحة لأن لدينا دستور وقانون منضبطين ولكن السياسيين متصارعون ولا ضابط لهم".
وأضاف أن الحل في لبنان هو تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية غير المنتمين لأحزاب يكون هدفها إخراج البلاد من هذا المأزق، مؤكدا أن مشكلة لبنان هي سوء إدارة الشأن العام، داعيا الشعوب العربية إلى أن يحفظوا دولهم وأن يكافحوا استخدام الدين في السياسة.
وحول مصير تيار الإسلام السياسي، قال الدكتور رضوان السيد إن العقود الست الماضية شهدت ظهورا ونموا لفكرة مرضية تقول إن الشريعة غير مطبقة، مؤكدا أن منشأ هذه الفكرة هو هدم الانسجام بين الدولة الوطنية وبين المؤسسات الدينية، مشددا على أن المؤسسات الدينية لا بد أن تحافظ على استقلاليتها، كما أن رمز الدولة وقائدها هو رمز وحدتها.
واستطرد قائلا: "الإسلام لم يتسبب في المشكلات الحالية لكن التدين لا يمكنه حل هذه المشكلات". 
وأضاف أن الإشكالية الحالية - والتي خصص نصف أبحاثه تقريبا لها - هي كيف استعادة السكينة إلى الدين، بعد أن حوله المتطرفون وأصحاب الفكر الإرهابي إلى خنجر في ظهر الدولة، مشددا على أن حركات الإسلام السياسي أفسدت الدين والسياسة معا، حيث ثارت باسم الدين لإخضاع السياسة فأساءت للدين والدولة.
وردا على سؤال حول تجديد الخطاب الديني، قال المفكر العربي رضوان السيد إن التجديد يأتي عبر الانفتاح على العالم، مؤكدا أن أعظم الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية في هذا المجال هي وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والتي قدمت للعالم أجمع رسالة حب وتسامح وتعايش سلمي للأديان، ولها دور كبير في مكافحة التطرف والإرهاب بالفكر وتغيير الخطاب الديني. 
وأضاف أن الانسجام بين المؤسسات الدينية والدولة عاد في العديد من الدول مثل مصر والمغرب والأردن، وإذا أرادت المنطقة العربية أن تتخلص من أزماتها فلا بد أن يستمر الانسجام ويقوى لحسن إدارة الدين وحسن إدارة الشأن العام، مؤكدا أنه لا يزال أمام المثقفين ورجال الدين نضال للإصلاح وتجديد الخطاب الديني. 
وحول فوزه لهذه العام بجائزة النيل للمبدعين العرب، عبر الدكتور رضوان السيد عن فخره بهذه الجائزة ليس لقيمتها المادية الكبيرة ولكن لأنها من مصر التي تعلم فيها في بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف، مؤكدا الحرص على زيارتها من حين لآخر باعتبارها مهد الثقافة والفنون، معبرا عن اعتزازه لكونه أول لبناني يحصل على هذه الجائزة الرفعية، مؤكدا أن مصر هي ميزان الثقافة والسياسة العربية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.