سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة تبحث خفض تمويل قوات حفظ السلام الدولية
05.02.2017 07:11
اهم اخبار العالم World News
سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة تبحث خفض تمويل قوات حفظ السلام الدولية
حجم الخط

تعكف سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي على اعداد اقتراح لاجراء مراجعة شاملة لقوات حفظ السلام الدولية من المرجح ان تقود إلى انهاء وتقليص بعض البعثات، حسبما قال دبلوماسيون.

ووعدت هايلي عندما تولت منصبها باعادة تشكيل الأمم المتحدة “التخلص” مما وصفته بالنشاطات “التي عفا عليها الزمن” وسط نقاش في واشنطن بشان التمويل الاميركي للمنظمة الدولية.

وخلال اجتماعات فردية مع سفراء مجلس الأمن الدولي هذا الاسبوع، بحثت هايلي مسألة قوات حفظ السلام كاولوية لخفض التمويل للمشروع الاهم للامم المتحدة، بحسب ثلاثة دبلوماسيين على اطلاع على النقاشات.

وصرح دبلوماسي في الأمم المتحدة “بشان الاصلاحات، اعتقد ان هناك اهتمام خاص بقوات حفظ السلام”.

وتقوم هايلي بمراجعة كل مهمة من مهمات حفظ السلام الـ16 على حدة، وهي “متشككة نسبيا” في قيمة وفعالية العديد من بعثات القبعات الزرق، بحسب دبلوماسي.

وصرح دبلوماسي بارز في مجلس الأمن لوكالة فرانس برس أن اصلاحات حفظ السلام هي “اولوية” بالنسبة للسفيرة الاميركية الجديدة “التي ترغب في العمل بشكل وثيق مع شركاء رئيسيين” حول القضية خلال الأسابيع المقبلة.

ورغم ان عدد الجنود الامريكيين العاملين في قوات حفظ السلام قليل، الا ان واشنطن أكبر ممول لعمليات حفظ السلام الدولية حيث تساهم بنسبة 29% من ميزانية تلك القوات البالغة 7,9 مليار دولار هذا العام.

وخلال جلسات استماع في مجلس الشيوخ الشهر الماضي، اوضحت هايلي انها تسعى الى خفض المساهمة الامريكية في تمويل قوات حفظ السلام الى اقل من 25% وقالت ان على الدول الاخرى زيادة حصتها في تحمل الاعباء.

وصرحت “علينا ان نبدأ في تشجيع دول اخرى بأن يكون لها دور اكبر في تمويل المهمات”. ولم يتم وضع قائمة بالمهمات التي ستلغى، الا ان دبلوماسيين قالوا ان بعثات الامم المتحدة في هايتي وليبيريا قد يتم انهاؤها.

- مراجعة

من المقرر أن تنسحب بعثة حفظ السلام الدولية المتبقية في ساحل العاج في حزيران/ يونيو، فيما جدد مجلس الامن مهمة حفظ السلام في ليبيريا حتى اذار/ مارس 2018 على اساس ان هذا سيكون عامها الاخير.

ويتوجه هيرفي لادسوس المسؤول عن بعثات حفظ السلام في الامم المتحدة الى هايتي الاسبوع المقبل لاجراء تقييم يمكن ان يمهد الطريق الى انهاء المهمة هناك.

وفي الوقت الحالي يرحب دبلوماسيون بعملية التدقيق الاميركية ويتفقون على انه رغم ان بعض المهمات تعمل في ظروف سياسية صعبة -هايتي وقبرص او كوسوفو على سبيل المثال — لكن ليس هناك اي تهديدات كبيرة للنزاع في هذه المناطق.

وفي جلسة استماع في مجلس الشيوخ، شككت هايلي في قرار إرسال قوات حفظ السلام إلى جنوب السودان بسبب معارضة حكومة الرئيس سلفا كير، رغم ان نحو 200 الف مدني لا زالوا يحتمون في قواعد الامم المتحدة في هذا البلد.

- الصين تتدخل

قد يكون لمراجعة مهمات حفظ السلام تبعات خطيرة على الاستقرار في افريقيا، اذ تنتشر تسعة من مهمات حفظ السلام الدولية ال16 في القارة السوداء.

وقد يؤدي خفض الولايات المتحدة مساهمتها المالية في الامم المتحدة الى فتح الباب امام الصين التي تعتبر ثاني اكبر مساهم مالي لقوات حفظ السلام الدولية وثاني اكبر شريك تجاري لافريقيا – لتعزيز دورها.

وتبلغ حصة الصين في ميزانية قوات حفظ السلام الان 10,3% تليها اليابان (9,7%) والمانيا (6,4%) وفرنسا (6,3%) وبريطانيا (5,8%).

اما اكبر مهمة واكثرها كلفة فهي القوة المنتشرة في جمهورية الكونغو الديموقراطية المكونة من 22 الف عنصر، والمنتشرة منذ 18 عاما وتبلغ ميزانيتها السنوية 1,2 مليار دولار، ويقول البعض انه يمكن تقليصها.

اما المهمة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمنتشرة في منطقة دارفور السودانية، فقد وصفت بانها مكلفة وغير فعالة لان الحكومة السودانية تعيق عملها عدة مرات.

الا ان المحلل اديتي غورور قال ان خفض التمويل لمهمات الامم المتحدة في جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى ومالي “من المرجح ان يكون بمثابة حكم اعدام على الاف الناس، وسيلغي جزءا كبيرا من التقدم نحو ابرام اتفاقيات السلام”.

وقال غورور مدير برنامج حماية المدنيين في النزاعات في مركز ستمسون في واشنطن ان “قوات حفظ السلام الدولية ليست مكلفة بالنسبة للحكومة الأمريكية”.

واضاف ان مهمات حفظ السلام “تدعم المصالح الوطنية من خلال نشر السلام والاستقرار بكلفة قليلة جدا مقارنة مع ما يمكن ان تنفقه الولايات المتحدة لو قامت بهذه المهمات لوحدها”.

 

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.