أسقف عام المنيا: عندما يكون الملك تقيًا يتوب فيتبعه الشعب
01.02.2018 07:12
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
أسقف عام المنيا: عندما يكون الملك تقيًا يتوب فيتبعه الشعب
حجم الخط
الدستور

ذكر الأنبا مكاريوس، الأسقف العام بالمنيا وأبو قرقاص، أن قصة توبة أهل نينوى من أجمل القصص الواردة في الكتاب المقدس، كدلالة على عدل الله ومحبته، على شرور الإنسان وتوبته، على الانسجام بين قوى الطبيعة والعمل معًا لمجد الله، بين رفض النبي وإيمانه العميق بمحبة الله، حين تتطهّر مدينة بالكامل بَشَرا وحيوانات وحجرا، حين انحنت مدينة أمام الله فرفع الله هامتها.

 

وأوضح، خلال تدوينة له على إحدى وسائل التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن الله يسعى للخاطئ ولو بالتحذير، لعله يرتدع فلا يهلك، ومن هنا فإن مناداة يونان لم تكن تهديدًا وإنما تحذير، فالأم التي تحذّر ابنها الكسول من الرسوب لن تفرح برسوبه، والدولة التي تضع علامة تحذّر من الاستمرار في السير في الطريق لن تُسَر بافتراس الوحوش للسائر، وهكذا الله لا يشاء موت الخاطئ، بل أن يرجع وتحيا نفسه.

 

وأشار إلى أن أهل السفينة ليسوا أشرارًا تمامًا، إنهم وثنيون ولكنهم ليسوا ملحدين، لقد خافوا من إله السماء، وصلّى كل منهم إلى إلهه، واعتذروا عمّا سيفعلونه، ثم قدموا ذبائح في النهاية، وطلبوا من الله ألّا يأتي عليهم دم بريء، ولعلهم رجعوا إلى الله بسبب يونان ونينوى.

 

وشدد أسقف المنيا على صدق يونان وعمق إيمانه بقدر ما كان يونان غير مطيع على ما يبدو ألّا أنه كان صادقًا، مثلما كان واثقًا في الله وحنوه، وأنه سيُغلَب من تحننه، وهو ما حدث بالفعل. ورغم أنه أخطأ في عدم طاعته إلّا أن هروبه كان تأكيدًا على صفة الحنو والحب في الله.

 

وركز الأسقف، على أن الله استخدم هروب يونان للتأثير الإيجابى على أهل نينوى، كما استخدم الحوت للسبب ذاته، وصامت المدينة بكاملها، لأن الخطية أساءت لكل أحد ولكل شيء، وفى الواقع أن الخطية تسيء إلى البشر بمن فيهم الرُضَّع، وإلى الكائنات الحيّة وإلى البيئة والجماد أيضًا، ومن ثَمّ شملت التوبة الجميع وكأن المدينة بكاملها تغتسل من الدنس.

 

واستطرد "مكاريوس" أنه عندما يكون الملك تقيًا يتوب الملك فيتبعه الشعب، وكما يُضِل بعض الملوك شعوبهم بزيغانهم عن الحق، هكذا ينجّي البعض شعوبهم بحكمتهم واتضاعهم، مثلما فعل ملك نينوى والذي بلغه خبر ذلك النبي العجيب الذي قذفه حوت على الشاطئ.

 

وعبر أن ما فعله ملك نينوى لهو أعظم من الانتصار الحربي على عدو لهم. ولعل كان المقصود بقول البعض "الشعوب على دين ملوكهم".

 

وتابع الأسقف أن التوبة ليست كافية مهما كانت قوية، فقد كانت توبة أهل نينوى مضرب الأمثال في كل جيل، وصار أهل نينوى نموذجًا هامًا في التوبة، ومع ذلك فقد تحولت المدينة بعد مدة من الزمن إلى الشر، وتنبأ عليها الأنبياء، وتدمرت تدميرًا كاملًا، وأصبحت أثرًا بعد عين. التوبة تحتاج إلى استمرار وإلى اتضاع وتذكُّر دائم أن الإنسان يميل بطبيعته إلى السقوط.

 

واختتم الأنبا مكاريوس حديثه، بأنه على الرغم من كل الأدوار التي قام بها كل من عناصر الملحمة التاريخية، يبقى أن الله هو "بطل القصة الحقيقي"، وهو الذي انتصر حبّه، وهو الذي غُلِب من تحنّنه لصالح البشر.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.