احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، بعيد ميلاد الأنبا موسى، الأسقف العام للشباب، والذى أطلق عليه شباب الكنيسة القبطية لقب الأنبا موسى الأبيض، نظرًا لمحبة الشباب له ولنقائه وشباب قلبه الذى جعله دائمًا حاضرًا وقريبًا لقلوبهم.

وأطلق عليه البعض الآخر لقب الأبيض لـلون بشرته البيضاء باعتباره تمييزًا بينه وبين الأنبا موسى القديس الشهير فى الكنيسة الأرثوذكسية بـالأسود، والذى يضم جثمانه دير البراموس بصحراء وادى النطرون.

أسقف الشباب المحبوب يتمتع بشباب القلب والبتسامة المبهجة التى كانت سر أقتراب وارتباط قلوب الشباب ومحبتهم له، كما أنه هو واعظ متميز، له أسلوبه الفريد من نوعه، فتجد المعلومة التى يلقيها كالسهل الممتنع، وهذا ما دفعه لقبول تقديم برنامج تليفزيوني تحت عنوان "شباب على طول"، وكان يمد الشباب من خلاله بما يحتاجونه ويجيب ببساطة التعبير عن كل أسئلتهم.

والأنبا موسى هو عضو بلجنة السكرتارية والرعاية والإيمان بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوكسية، بالإضافة إلى توليه وكالة معهد التربية والرعاية الكنسية، والذى يعقد بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية.

ثمانون عامًا عاشهم الأسقف المحبوب، وقضى الـ40 عاما الأولى من عمره بين العالم من دراسة وخدمة وتوحد مع الله بين أسوار دير البراموس، بينما قضى الـ40 عاما الثانية كأسقف يعد جيلا كاملا من الشباب والخدام، من خلال خدمته بأسقفية الشباب، التى تم تأسيسها فى عام 1980، أى منذ 38 عامًا على إنشائها وسيامته أسقفًا لها.

والأنبا موسى هو من أكثر الأساقفة نشاطًا، فبالرغم من مسئولياته الكثيرة والمتنوعه، وحالته الصحية التى تحتاج من وقت لآخر للراحة وفترات العلاج والسفر بالخارج، إلا أنه يحرص على تواجده بشكل دائم فى خدمة أسقفية الشباب التى تضم ما يقرب لـ21 لجنة، وكل ما تقدمه من أنشطة ورحلات ومؤتمرات ولقاءات روحية، ويشارك دائمًا بالحضور وتشجيع الشباب.

وقال القس يوحنا وفقى، كاهن بأسقفية الشباب، إن الأنبا موسى منذ أن تولى مسئولية أسقفية الشباب أعطى كل اهتماماته لخدمتهم التى تهدف لتنميتهم وبناء شخصيتهم بشكل متكامل، لينشأ جيل سليم نفسًا وجسدًا وروحًا.

وأشار وفقى، فى تصريحات خاصة لـالدستور، أن الأنبا موسى هو شخصية متميزة جدًا، فهو يعمل على نشأة جيل فاعل وفعال في المجتمع، حتى يصبح تلك الصورة الذى نريدها للشاب كمواطن فى المجتمع.

أسقف معاصر ومجتمعي ومسيحي وخادم وأرثوذكسي ومصري.. هكذا وصفه كاهن أسقفية الشباب فى ختام تصريحاته، موضحًا: هو أسقف معاصر، يعيش العصر دون أن يتنكر تراثه، ومجتمعيًا له دور فى المجتمع والوطن، ومسيحيًا يعرف الله ويشبع به ويتحد به، وخادمًا فعالا في أسرته وكنيسته ومجتمعه، وأرثوذكسيًا يعرف الكنيسة ويعيش فيها، ومصريًا يعتز بمصريته وينتمى لها.

وخلال هذا العام أجرى الأنبا موسى عدة زيارات رعوية، من أبرزها مشاركته بمؤتمر "شباب أوروبا" الـ18 فى اليونان، فى أغسطس الماضى، والذى يعقد سنويًا بمدينة كورنثوس اليونانية، وتم تنظيمه ليكون مؤتمرًا سنويًا من قبل أسقفية الشباب فى عام 2000.

وقام أسقف الشباب بعدة زيارات رعوية للمحافظات المصرية خلال الصيف الماضى، لتوزيع كؤوس مهرجان الكرازة، كما استكمل زيارته الرعوية لتوزيع كؤوس المهرجان بالخارج بعد أن تم توزيعها على المحافظات المصرية.

الأنبا موسى محبوب الشباب، هو من مواليد 30 نوفمبر عام 1938، ولد بمحافظة أسيوط، باسم إميل عزيز جرجس، وتخرج فى كلية الطب عام 1960، وخدم بكنائس القاهرة، ثم بني سويف في حقل الشباب منذ عام 1963.

وتوجه الأنبا موسى إلى دير السيدة العذراء البراموس، بمنطقة وادي النطرون، طالبًا للرهبنة، وتمت سيامته راهب فى 24 أبريل عام 1976، باسم الراهب أنجيلوس البراموسي، وسيم كاهنًا فى 4 يونيو عام 1976، وعين أمينًا للدير بعد كهنوته، وتمت ترقيته إلى رتبة قمص وتولى مسؤولية أمانة دير البراموس.

وتمت سيامة الأنبا موسى أسقف مساعدًا لإيبارشية بني سويف فى 18 يونيو عام 1978، وفي 25 مايو 1980، سيم أسقفًا عامًا للشباب بيد البطريرك الـ117 الراحل البابا شنودة الثالث.

الميلاد والقيامة هى كتب سنوية تصدر له خصيصًا على مدار العام، بجانب بعض الكتب الأخرى الذى يصدرها.