
في تصريح خاص لموقع وطني، كشف السيناريست والممثل أسامة شاكر عن تفاصيل تجربته الروحية والفنية في أداء دور البطولة في الفيلم الجديد ذبيحة تسبيح، الذي يجسّد السيرة العطرة للقس الشهيد مينا عبود شاروبيم، أحد رموز الكهنوت المعاصر، الذي استشهد بمدينة العريش في يوليو 2013.
أوضح أسامة شاكر، مؤلف وسيناريست العمل، قائلًا:
تشرفت بكتابة سيناريو وحوار ذبيحة تسبيح، والعمل الفني بالتعاون مع المخرج المبدع سامح غالي، وتحت إشراف فني من المنتج المهندس أشرف رفعت، في إطار إنتاج تتبناه شركة “أون تايم ميديا بروداكشن” التي حرصت على تقديم العمل بمستوى يليق بعظمة سيرة الشهيد.”
ويضيف شاكر:
“لم ننطلق إلا بعد أن حصلنا على بركة وموافقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ممثلة في لجنة المصنفات الكنسية برئاسة الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، إلى جانب الإشراف الرعوي من نيافة الأنبا قزمان، أسقف شمال سيناء، الذي عرف الشهيد عن قرب، واحتضن المشروع منذ بداياته الأولى كجزء من الوفاء لكاهن خدم في قلب النار .”
ويتابع أسامة شاكر بشغف:
“الفيلم ليس مجرد مشروع تمثيلي، بل هو رسالة حب، وخدمة إيمانية بدأتها عندما شعرت أن أبونا مينا نفسه هو من دعاني لأداء هذا الدور. طالما خدمت في المسرح الكنسي، وقدمت أعمالًا دينية، لكن هذا العمل مختلف… هذه دعوة من الله، لمجده وحق كهنته الأطهار، خصوصًا أن هناك شبهًا كبيرًا بيني وبين الشهيد، وهو ما جعلني أشعر بامتداد روحي عميق بيننا.”
احتفاء كنسي ووطني
تزامن الإعلان عن العمل مع الذكرى السنوية الثانية عشرة لاستشهاد القس مينا عبود، حيث نظّمت كنيسته احتفالية روحية بحي مصر القديمة، حضرها عدد كبير من رجال الدين وأفراد أسرته، بينهم والدته وزوجته تاسوني مريم، و القمص لوكاس القس راعي الكنيسة، في مشهد حمل مشاعر العرفان والوفاء لسيرة كاهن لم يتردد لحظة في الشهادة للحق
ويقول شاكر:
“نحن لا ننتج عملًا فنيًا فحسب، بل نخلّد مسيرة كاهن عاش الإنجيل، وعلّم الألحان القبطية، وخدم في منطقة مشتعلة أمنيًا، وواجه الموت بابتسامة الراعي الصالح. الفيلم يرصد محطات حياة أبونا مينا من خلال شهادات المقربين منه، ويقدم نموذجًا نادرًا لكاهن أرثوذكسي عاش كذبيحة تسبيح حقيقية.”
القس مينا عبود… كاهن في زمن النار
وُلد الشهيد في 14 ديسمبر 1974، وتخرج في كلية التجارة، لكنه اتجه بقلبه وروحه نحو خدمة الله والكنيسة، فكرّس حياته لدراسة الطقس واللحن، وكتب مؤلفات تُدرّس في مدارس الشمامسة. سيم كاهنًا عام 2012 على كنيسة مار جرجس بالعريش. وفي السادس من يوليو 2013، وبعد سقوط حكم جماعة الإخوان، تم اغتياله في وضح النهار بينما كان يستعد لخدمة رعيته.
نُقل جثمانه بطائرة عسكرية للقاهرة، ودُفن في مدافن العائلة، وكرّمته الدولة رسميًا في عيد الشهداء، بحضور رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، لتُرفع صورته إلى جانب شهداء الجيش والشرطة، في دلالة تاريخية على وحدة المصير بين الوطن والكنيسة.
الفن في خدمة القداسة
يضيف أسامة شاكر:
“العمل يتضمن رسائل تعليمية وروحية كثيرة، منها ما يتعلق بالعقيدة والألحان والمدارس الكنسية، ويُبرز المواقف الإنسانية والرعوية في حياة الشهيد. اخترنا فريق تمثيل يجمع بين الوجوه الفنية المعروفة وشباب جديد من الكنيسة، ليكون المشروع أيضًا فرصة لتخريج جيل فني كنسي يعبر عن الإيمان بروح جديدة.”
مراحل التصوير وتحديات التنفيذ
“أنجزنا حتى الآن ما يقارب 70% من مشاهد الفيلم،وقمنا بالتصوير في مواقع متعددة ومتنوعة، من بينها مدينة الإنتاج الإعلامي (الحي البدوي والريفي)، وذلك لمحاكاة أجواء مدينة العريش، بالإضافة إلى مواقع أخرى مثلحلوان، الأميرية، مصر القديمة، وبورسعيد. واجهنا بعض الصعوبات في تجسيد البيئات ،لكننا بذلنا جهدًا كبيرًا لنقل الصورة بأكبر قدر من الصدق والواقعية.”تزامن لافت ورسالة روحية مشتركة
يتزامن إنتاج هذا الفيلم مع مشروع درامي آخر من إخراج سامح غالي أيضًا، بعنوان الشهيد إكلاديوس،وتم العمل على الفيلمين في فترات متقاربة زمنيًا. ويجمع بين العملين أنهما يوثّقانلسير شهداء نالوا إكليل الاستشهاد خلال شهر بؤونة، وهو ما اعتبره فريق العمل علامة روحية تبعث على الرجاء، ودليلًا على أن زمن الشهادة لم يختفِ، وأن القداسة لاتنحصر في حقب تاريخية بعينها.رسالة خالدة: الكاهنالحيّ في ذاكرة الوطن
يختتم شاكر حديثه قائلاً:
“نقدّم هذا العمل بتواضع ومحبة، كخدمة روحية نأمل أن تمتد بركتها. نحن نؤمن أن الشهيد مينا عبود حاضر معنا في كل مراحل العمل، وكأن الله قد اختارنا وسيلة لتخليد سيرته العطرة. هدفنا ليس فقط تسليط الضوء على واقعةاستشهاد، بل إظهار صورة الكاهن كما نفتخر بها في بلادنا: أن يكون مصدرًا لنور العالم ،وملح الأرض.
وأشار إلى أن العرض الرسمي للفيلم سيكون مع نهاية عام 2025، فور الانتهاء من التصوير وكامل مراحل الترويج. وقد أُطلق بالفعل أول ملصق دعائي تشويقي للعمل، إيذانًا ببدء الحملة الإعلامية. ويُنتظر أن يترك الفيلمأثرًا روحيًا عميقًا، حيث يستدعي روح البطولة المستمدة من المحبة، لا من العنف أو السلاح
79435n