البابا يؤانس ال 19 وضع حجر الأساس وقام بتدشينه
ثان أقدم كنيسة بعد الكاتدرائية وأول كنيسة تحمل اسم العذراء بالإسكندرية

تباركت بزيارة أربعة من الأباء البطاركة وجاثليق إثيوبيا
الكنيسة نجت بفضل العذراء من قنبلة ألقيت عليها في الحرب العالمية الثانية

احتفلت كنيسة السية العذراء بمحرم بك بالعيد ال 90 لتدشينها، وذلك من خلال النهضة الروحية التي أقامتها بمناسبة صوم العذراء على امتداد 15 يوما، وكان اليوم الأبرز يوم 22 أغسطس 2025 والذي يوافق مرور 90 عاما على التدشين الذي تم في 22 أغسطس سنة 1935 وفي هذه المناسبة ألقى الأب الموقر القمص مرقس ميلاد كاهن الكنيسة كلمة جاء منها: السنة دي في نهضة العذراء، الكنيسة تحتفل بمرور 90 سنة على تأسيس هذه الكنيسة ونحتفل بمرور 90 عاما فالأمر ليس تاريخي ولا معماري ولا فني، بل أكثر من ذلك فالمكان يتقدس لإن إناس قديسين يحيون فيه، وعلى مدى 90 عاما تعطر بكثير من القديسين، مثل البابا كيرلس السادس والقمص بيشوى كامل والقمص أثناسيوس وديد، صلواتهم فى الكنيسة عطر هذا المكان 90 سنة.

ومن داخل كنيسة العذراء مريم تلك الكنيسة الكبيرة والعريقة في حى من أعرق أحياء الإسكندرية وهو حي محرم بك، تعتبر ثان أقدم كنيسة بعد الكاتدرائية المرقسية الكبرى الموجودة في المقر البابوي وأول كنيسة في الإسكندرية تحمل اسم العذراء والتي صارت منارة روحية في وسط محرم بك والإسكندرية.

ومن داخل الكنيسة ألتقينا بالأب الموقر القس مينا نادر كاهن الكنيسة الذي أخذنا في رحلى شيقة عن تاريخ وتأسيس وتدشين هذه الكنيسة العريقة وأهم الشخصيات التي تأثرت بالكنيسة وأثرت فيها وأهم الأحداث التي مرت بها، فالمبنى الرئيسي للكنيسة والذي يحمل اسم العذراء يحتوي على ثلاث مذابح، مذبح العذراء ومذبح مار مرقس ومذبح مارمينا، كما يوجد مذبح بإسم الأنبا أنطونيوس في مبنى آخر ومذبح باسم الملاك ميخائيل في مبنى آخر.

كنيسه العذراء بمحرم بك: تعد كنيسه السيدة العذراء مريم ثاني أقدم كنيسة في الإسكندرية بعد الكاتدرائيه المرقسيه الكبرى في المقر البابوي وهي أول كنيسة في الإسكندرية تحمل اسم العذراء مريم وضع حجر الأساس لها ، وقام بتدشينها البابا يؤانس التاسع عشر البابا رقم 113 كما زارها البابا كيرلس السادس في عام 1959 وقام البابا شنودة الثالث بزيارتين رعاويتين لها عام 1972 وعام 1976 كما زارها البابا تواضروس الثاني يوم 7 أغسطس 2024، لذا تباركت بزيارة أربعة من الآباء البطاركة الباباوات، وهي الكنيسة التي شهدت بدايات خدمه الأستاذ سامي كامل(المتنيح القديس القمص بشوي كامل فيما بعد )كما زرها المتنيح الأنبا باسيليوس جاثليق أثيوبيا وقد أقاموا قداسا باللغة الحبشية على مذبح الكنيسة في 31 ديسمبر 1951 .

وعن تاريخ ونشأة وتأسيس الكنيسة: ففي عام 1926 قامت البطريركية بشراء قطعة أرض بشارع الراضي بحي محرم بك وبلغ ثمن شرائها في ذلك الوقت 5000 جنيه مصريا وظلت الأرض على حالها إلى أن قام المجلس الملي السكندري في عام 1932 بتكوين لجنة برئاسة القمص بشارة البراموسي وكيل البطريركية لجمع الأموال اللازمة للمشروع وفي مساء يوم الخميس 25 يناير 1934 وخلال عهد الملك فؤاد الأول ملك مصر أقيم احتفال لوضع حجر الأساس بحضور كل من البابا يؤانس التاسع عشر والأمير عمر طوسون وحسين صبري باشا محافظ الإسكندرية وقتئذ، وأعضاء المجلس بعد صلاة الشكر قام البطريرك بوضع نسخه من الكتاب المقدس ووثيقه بأسماء كبار الحاضرين والجرائد اليومية والعملة المتداولة داخل صندوق خاص تحت حجر الأساس ومنذ اليوم الذي وضع فيه حجر الأساس بدا العمل في البناء، وقام بتنفيذ البناء فيها المقاولان شاروبيم أقلاديوس وفرج أقلاديوس، وقد بلغت قيمة المقاولة 2850 جنيها منها 1650 جنيها قيمة المباني والخرسانه و 1200 جنيه قيمة أعمال البياض والزخارف الداخلية ورسم أيقونات الكنيسة الرسام الإيطالي ابات أستاذ الرسم بمعهد الدون بوسكو والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والذي قام برسم شرقية الهيكل الكبير التي تمثل السيد المسيح جالسا على العرش وأيقونه العشاء الرباني وقباب الكنيسة التي قبة الكنيسة التي تمثل صعود السيد المسيح، بالإضافة إلى عدد من الأيقونات الأخرى، وقد تقاضى هذا الفنان مبلغ 160 جنيها عن مجمل الأعمال التي رسمها بالكنيسة واستكملت كل الأعمال وتحدد يوم 16 مسري 1951 للشهداء الموافق 22 أغسطس سنة 1935 الميلادي والذي يوافق صعود جسد العذراء ليكون يوما لتدشين الكنيسة، وفي يوم السبت 16 مسري 1651 وفق التقويم القبطي الموافق 22 أغسطس 1935 التقويم الميلادي والذي يوافق عيد صعود جسد العذراء وقام البابا يؤانس ال 119 بتدشين الكنيسة بحضور بعض الأباء المطارنة يتقدمهم المتنيح الأنبا توماس مطران الغربية والمرتلون المرحوم المعلم ميخائيل الكبير مرتل الكاتدرائية المرقسية المرقسية بالقاهرة والمرحوم المعلم نجيب والمرحوم المعلم لطفي مرتلي الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ومعهم لفيف من شمامسه الكنيسة المرقسية بالإسكندرية يتقدمهم الأستاذ رفلة عبد الملك والأستاذ حنا أسعد والأستاذ حنا ملك وابتداوا بالصلاه لتدشين الكنيسة عشيه السبت وباكر الأحد ونشرت جريدة الأهرام المصرية خبرا عن افتتاح الكنيسة تحت عنوان “غبطه الانبا يؤانس يفتتح كنيسة جديده بالإسكندرية “ولما كان يوجد بجوار الكنيسة من الجهه البحرية قطعة أرض على شارعي محرم بك والجامعة وعليها 25 محلا تجاريا وقد حاولت البطريركية شرائها لكنها واجهت صعوبات كبيرة، وقام بشراء الأرض محمد حسن الشامي باشا ورفض بيعها للكنيسة لكن رتبت العنايه الإلهية أن يسعى لشراء عماره تقع على أرض حكر تمتلكها البطريركية فتم التبادل ودفعت الفرق وقام بهذا العمل القمص منصور البراموسي وكيل البطريركيه ( الانبا ايساك مطران الغربية والبحيرة وكفر الشيخ فيما بعد ) ورئيس المجلس الملي فؤاد إبراهيم جرجس باشا والسادة منصور قلادة أنطون وجبران لبيب والبرت برسوم سلامة وفهمى صليب ولتصير جميع الأرض ملكا للبطريركية ويصبح مسطح أرض الكنيسة 7760 ذراعا معماريا وفي سنه 1942 إبان الحرب العالمية الثانية تعرضت الإسكندرية للعديد من الغارات الجوية وفي إحدى تلك الغارات سقطت قنبلة خلف الكنيسة وتسببت في هدم ثلاث منازل وتطيرت بعض الشظايا واخترقت حائط الكنيسة الخلفي ولكنها لم تؤثر على شيء يذكر سوى محدثته من فجوه كبيره تبلغ مساحتها متر مربعا فوق صورة السيدة العذراء بالمقصوره الخاصة بها إلا أن الصورة سليمه حتى لوح الزجاج الذي يغطيها لم ينكسر وكانت هذه القنبلة أخر ما ألقي على الإسكندرية بل على مصر كلها خلال الحرب العالمية الثانية، وقد شهد حارس العمارة المقابلة للكنيسة وهو نوبي وغير مسيحي إنه رأى سيده تلبس ملابس بيضاء كانت تمشي فوق سطح الكنيسة أثناء الغارة، وإنها أزاحت القنبلة بيدها لتسقط بعيدا عن الكنيسة وحاليا تشرع الكنيسة في بناء مبنى خدمات متكامل.

ويضيف القس مينا نادر أن أول كاهن رسم على مذبح الكنيسة هو أبونا مرقس باسيليوس وانتدب عدد من الأباء الكهنة لخدمة الكنيسة ثم توالى رسامة الآباء ككهنة للكنيسة فتم رسامة القمص مكسيموس وصفى والقمص دوماديوس حنا والقمص موسى شنودة وجميعهم تنيحوا والقمص أرسانيوس وديد الذي استشهد.

وحاليا يخدم مذبح الكنيسة الآباء الموقرين القمص مرقس ميلاد والقس بيشوى ثابت والقس مينا نادر والقس ميخائيل ميخائيل والقس كيرلس ميلاد .

والجدير بالذكر أن من أبرز من خدموا على مبح الكنيسة القمص مكسيموس وصفى كاهن الكنيسة من سنة 1971 (1941 – 2023)قد قدم للمكتبة المسيحية عدة كتب هامة منها 1-المرشد الجغرافي للعهد القديم والجديد 2-أطلس الكتاب المقدس 3- الأعياد السيدية 4- وكتاب عن الرسل الاثنى عشر ، أما القمص مرقس ميلاد كاهن الكنيسة الحالي أطال الله عمره والذي تم رسامته على مذبحها سنة 1995 فله موقع تعليمي ولشرح الكتاب المقدس fathermarkos.com
وقد زار الكنيسة نخبة من الآباء المطارنة والأساقفة منهم الأنبا باخوميوس 1972 واحتفلت الكنيسة باليوبيل الذهبي سنة 1985 واليوبيل الماسي سنة 2010 ومرور 90 عاما في سنة 2025.