
أفادت قناة "NBC" الأمريكية، السبت بأن السيناتورين الديمقراطيين كريس فان هولين وجيف ميركلي، أعدا تقريرًا عقب زيارة استغرقت أسبوعًا إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، دعوا فيه إلى وقف ما وصفاه بخطة "التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة".
وقال المشرعان إنهما زارا حدود القطاع في أواخر أغسطس 2025، حيث شهدا آثار الدمار الواسع للبنية التحتية المدنية، واتهما الحكومة الإسرائيلية باستخدام الغذاء "كسلاح حرب".
وجاء في الصفحة الأولى من التقرير أن "أمريكا متواطئة" في الأزمة الإنسانية، وأن على المجتمع الدولي "إيقافها".
أوضح السيناتور فان هولين في مؤتمر صحفي حول التقرير:"كنت أنا والسيناتور ميركلي واضحين وثابتين منذ البداية في أن لإسرائيل الحق، بل الواجب، في الدفاع عن شعبها بعد هجمات 7 أكتوبر، لكن من خلال رحلتنا، ومن مشاهداتنا، ومن رواياتنا المباشرة، يتضح أن حكومة نتنياهو تجاوزت استهداف حماس إلى فرض عقوبات جماعية على جميع سكان غزة".
أما "ميركلي" فقال إن إنه "على الولايات المتحدة أن تكف عن التواطؤ في هذا التطهير العرقي..عليها أن تكف عن التواطؤ في جريمة الحرب هذه".
وخلال زيارتهما للشرق الأوسط التي استغرقت أسبوعًا، زار أعضاء مجلس الشيوخ أيضًا عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، والمواقع التي شهدت هجمات 7 أكتوبر المعروفة بطوفان الأقصى.
وبعد نحو عامين على بدء الصراع، أكدا أن واشنطن يجب أن "توقف منح الحكومة الإسرائيلية شيكًا مفتوحًا"، وأن تستخدم نفوذها لفرض وقف دائم لإطلاق النار ورفع الحصار الغذائي عن غزة.
حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، يواصل قطاع غزة دفع ثمنًا باهظًا نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم، حيث تشير آخر التقديرات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة وتقارير منظمات دولية إلى أن عدد الشهداء تجاوز 64 ألف شخص، من بينهم ما يقارب 19 ألفًا وأربعمائة طفل، في حين ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 163 ألفًا، كثير منهم يعانون من إصابات بالغة أو إعاقات دائمة.
وتؤكد تقارير ميدانية أن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية غير مسبوق، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية أن نحو 191 ألف مبنى في غزة قد دُمر أو تضرر بشكل جزئي، بما في ذلك أحياء سكنية بأكملها، إلى جانب مرافق صحية وتعليمية وخدمات أساسية.
ومع استمرار القصف ونقص الوقود، تعيش المستشفيات في حالة انهيار شبه كامل وسط عجز في الأدوية والمعدات، وسط تفاقم الوضع الإنساني، بفعل الحصار المفروض على القطاع.
وحذرت منظمات حقوقية من استخدام الغذاء كسلاح حرب، مع انتشار المجاعة وسوء التغذية خصوصًا بين الأطفال.
ويعاني ملايين النازحين داخليًا من فقدان المأوى والخدمات الأساسية، فيما وصف مسؤولو الأمم المتحدة الأزمة في غزة بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.