رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ..بقلم حمدي رزق
24.06.2020 04:26
Articles مقالات
المصرى اليوم
رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ..بقلم حمدي رزق
حجم الخط
المصرى اليوم

بقلم حمدي رزق

لا وقتها ولا توقيتها ولا زمانها ولا مكانها، أتحدث عن معركة بعض المنتسبين حماسا للأزهر، والدكتور طارق حجى على صدى حوار أجراه حجى مع الزميل خالد أبوبكر مقدم برنامج كل يوم على فضائية أون.

 

المعركة تراشقا، تأخذ منحنى مغايراً لما هو مستقر فى أدبيات الحوار البناء لصالح الحالة المصرية، فسلكت طريقاً لا يخدم أهدافا سامية يجليها الحوار الصحى فى مجتمع يرنو إلى معارك فكرية تضيف للرصيد الوطنى، وليس لخناقات الحارة المزنوقةً، الله لا يرجع أيامها.

 

الوطن فى حالة حرب، والرئيس يستنفر الجهود والطاقات، والجيش ينتشر على محاور الوطن الاستراتيجية، والرجال على أهبة الاستعداد لبذل أرواحهم فى سبيل أغلى اسم فى الوجود، ونحن ها هنا قاعدون على قلبها لطاون، نحترب، وننتحر اختلافا، ونمزق وجوه بعض، بعضى يمزق بعضى، ويقطع جلابيب بعض.

 

من ذا الذى يصرفنا عن الاحتشاد من حول الوطن، خلف قيادة الوطن، فى ظهر جند الوطن فى مهمته المقدسة، الوطن يستدعيكم، وأنتم فى شغل، وعنه عاقلون، وينسحب علينا قوله تعالى فى محكم التنزيل قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ (يوسف: 14).

 

أعرف كهولًا فى قعور البيوت وَهن العظم منهم واشتعل الرأس شيبا، زهدوا القعود فى قعور البيوت، وفلذات أكبادهم يستشهدون على جبهات القتال، متأهبون لحمل السلاح ويتقدمون الصفوف دفاعا عن الحياض المقدسة، تغسل وجوههم الوضاءة دموع الخشية على وطن يقتات الصبر مرا، علقم والله علقم.

 

أين أنتم يا من تحتربون فى غير ساحات الواجب، أين أنتم من حمية هؤلاء الفوارس الشجعان؟، اغمدوا سيوفكم الخشب، والسيف فى غمده لا تخشى بواتره.. معارككم لا تلزمنا، ولسنا منشغلين بها، ولكنها تشوش على رادرات الوطن.

 

وبُح صوتنا، ونادينا عليكم إلى الحوار بالحسنى، ولكن كما قال الشاعر عمرو بن معدى كرب بن ربيعة:

 

لقد أسمعت لو ناديت حيـا

 

ولكن لا حياة لمن تنادى

 

ولو نار نفخت بها أضاءت

 

ولكن أنت تنفخ فى رماد.

 

الحوار هو ما يليق بالعقول، وليس الخوار، بالخاء الغليظة، ونصيحة غالية من شاعر النيل حافظ إبراهيم:

 

وَاصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم

 

رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ

 

نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآراءُ فيهِ

 

وَعَثرَةُ الرَأى تُردى.

 

كفى افتكاسا لمعارك لا تنتج ثمرا، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض...، هكذا أخبرنا المولى عز وجل فى محكم التنزيل (الرعد: 17).

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.