نقطة تحول.. كيف نخلق من الظلام نور يضئ حياتنا
13.10.2021 15:52
Articles مقالات
وطني
نقطة تحول.. كيف نخلق من الظلام نور يضئ حياتنا
حجم الخط
وطني

الظلام ليس عدم الرؤية أحيانا تكون الرؤية واضحة ولكن الظلام الدخلى يحجب النظر إليها، الظلام أداة مدمرة يحول الحياة إلى جحيم يمتلك الجسد فيصبح بلا شعور، لذلك أبحث فى أعماق قلبك عن الإيمان الذي يستطيع ان ينتشلك من الظلام، اعطى فرصة لنور ربنا كى يحتويك.

نحن نسعى ان نمحى الظلام من قلوبنا وأجسادنا وبيوتنا ونجعل نور الله يظهر ويغير حياتنا، لذلك تتناول “وطنى” فى ذلك الموضوع محاور عديدة لتكون نقطة تحول..طريق للعبور من المشاكل والأزمات التى دائما تحيط بنا من كافة الاتجاهات مثل كيف نربي أطفالنا تربية مسيحية صحيحة، كيف نضع المشاكل أمام الله،كيف نبنى بيوتنا روحيآ،كيف نغير من أنفسنا للأفضل؟.

لذلك تحدثنا مع اباء الكهنة حتى نعرف كيف نجعل من الظلام نور ومن الأزمة طريق للعبور!.

قال القس فيلوباتير زكى كاهن كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالخصوص: “بدل أن تلعن الظلام اضئ شمعة” الرب يسوع هو النور الحقيقى الذى يمحى الظلام وطالما هو داخل قلبك وحياتك لن يستطيع الظلام ان يسيطر عليك واليوم سوف اتحدث معكم فى عدة .محاور

أول محور كيف نربي أطفالنا تربية مسيحية صحيحة؟، لو أخذنا الأيات التى قالها الرب يسوع المسيح عن الأطفال، سوف نستطيع ان ندرك تربية ،أطفالنا تربية سليمة بالتعليم المسيحية وقال الرب يسوع “الحق اقول لكم: ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات”(متى 18\3)،ودعا الرب يسوع الأولاد وقال”دعوا الاطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله” (لو 18\16).

وأوضح ابونا، ان الطفل وهو صغير سهل تعليمية ويصدق كل شئ، والاهتمام الروحي مهم جدا مثل الاهتمام بالأكل والشرب والصحة كذلك يجب ان نهتم بحياتهم الروحية، لان الكثير من الأباء والامهات يغفلون بدورهم فى تربية أولادهم تربية مسيحية سليمة ويعتمدون على أنهم يحضروا مدارس الأحد بالكنيسة التي تكون مدتها ساعة واحدة فى الأسبوع لذلك من أساسيات تربية الأطفال “التربية بالقدوة”: من الضروري ان يكون الأب والأم والكبار قدوة لأطفالهم فى تصرفاتهم وحياتهم، لكى أقول لهم أن الصلاة مهمة يجب ان يشاهدني وأنا أصلي والأفضل ان يكون فى البيت المذبح العائلى “الكنيسة التى فى بيتك”، وما أجمل ان تجتمع كل العائلة فى وقت محدد للصلاة نحن نصلى فى أوشية الاجتماعات ونقول “بيوت صلاة..بيوت بركة..بيوت طهارة” إذا البيت الذي يكون فيه الصلاة يملأ هذا البيت بالطهارة والبركة.

ويجب على الآباء والأمهات التركيز على فكرة ما تعلمه إلى طفلك يجب ان تتمثل به، إذا رأى الطفل الأم تصلى سوف يصلى شاهدها تصوم سوف يتعلم الصوم،ويجب أن أربط الأطفال بالكنيسة نحضر معهم القداسات ونشجعهم على التناول ونعلمهم اننا فى القداس نتقابل مع الرب يسوع المسيح.

“التربية بالحب”: إذا تكلمنا مع أطفالنا بالحب وليس بالأوامر سوف لأن الأوامر تعطيل العقل وتلغى الشخصية ولكن الحب سيعلم الطفل التسامح من صغره ويكبر وهو يحب ويسامح ويغفر.

“التربية بالصداقة”: صادق طفلك وأعطيه فرصة للسؤال والإجابة على أسئلته وأستمع له جيدا دون عقاب، كونوا الأصدقاء حتى لا يبحث اطفالكم عن أصدقاء تسمعهم لعلهم يقعون فى أصدقاء سوء.

وأشار القس فيلوباتير مما سبق ندرك كيف نربي أطفالنا تربية مسيحية صحيحة، وسوف نذهب فى محور آخر وهو (كيف يكون عندنا إيمان بربنا ونرضى بظروف حياتنا): سوف ابدأ “كل الأشياء تعمل معآ بالخير لكل الذين يحبون الله “(رو8\28).

إذا وضعنا هذه الآية فى كل أمور حياتنا هندرك أن الله هو الذى يدبر كل أمورنا وكل ما يمر بظروف حياتنا بيكون للخير لنا، الرضى والقناعة من الأمور المهمة فى حياتنا المسيحية، لأن الإنسان الراضى والقنوع يشكر الله دائما على كل شئ، والرب يسوع المسيح مثالنا الأعلى فى الرضى والقناعة.

“القناعة فى الماديات”: الرب عاش بكل قناعة وتواضع وكان يعمل بيديه نجارآ وكان لا يمتلك بيتآ أو مكانآ يستريح فيه ” وأما أبن الإنسان فليس له أين يسند رأسه”(مت 8\20)، وعاش عيشة التجرد الكامل

“اهتم الرب يسوع بالروح ليس بالجسد”: جعل الرب اهتمامه بالروحيات أكثر من الجسديات وكان يجول يعلم الاهتمام بالروح أكثر من الجسد لكى نصل إلى الحياة الأبدية ” أعلموا لا للطعام البائد بل للطعام الباقى للحياة الأبدية الذى يعطيكم ابن الإنسان”(يو6\27).

“تحذيره عن الطمع ومحبة المال”: أن المال قد يستعبد الإنسان لذلك حذرنا الرب يسوع من ذلك وقال ” لا تقدرون ان تخدموا الله والمال”(مت 6\24)، وحذر أيضأ من الطمع وقال “انظروا وتحفظوا من الطمع فإنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله”(لو12\15)، وقد عاش القديسين فى حياة الرضا والقناعة بالإيمان الذى كان داخلهم بأن الله هو الذي يعولهم.

وأضاف ابونا أن الإنسان الراضى والقنوع بحياته يأخذ بركات كثيرة منها:

السلام والطمأنينة: ان القناعة والرضى يعطينا راحة البال والسلام الداخلى وهو عمل النعمة فى قلوبنا.

الشبع الروحى بالله: النفس الشبعانة تدوس ملذات العالم وللنفس الجائعة كل مر حلو.

البركة فى القناعة: الرب يبارك فى القليل حتى يزيد ويكفى.

الكفاية فى كل شئ: ان الذين يعيشون بالقناعة والرضى يعطيهم الله الكفاية فى كل شئ لحياتهم.

علينا ان نتدرب على حياة الاكتفاء والشكر الدائم لله الذى يزيدك بالنعم والبركات وأعلم أن الله لا ينساك ابدا هو قال “هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك”(أش 49\15).

ومن جانب آخر تكلم ابونا فيلوباتير عن كيف نغير من أنفسنا للأفضل حتى نصبح صورة مشرفة للرب يسوع: إننا مدعون لنكون سفراء نمثل الرب يسوع المسيح على هذه الأرض، نتمثل بتعاليمه ونعمل بها ونحن بأعمالنا وتصرفاتنا نعكس صورة المسيح للعالم “فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات”(مت5\16)، ولكى نكون سفراء عن المسيح و لنصبح صورة مشرفة له علينا أن نغير أنفسنا للأفضل، والتغيير للأفضل من أهم السمات التى يبحث عنها الإنسان ويأتي أولا التغيير من النفس بالإرادة لأن الإنسان بدون إرادة لا يستطيع أن يغير من حياته، ونرى فى معجزة بيت شفاء “مريض بيت حسدا” الذى ظل 38 عام مشلول لما رآه الرب يسوع قال له أتريد ان تبرأ لكي يرى إرادته رغم طول مدة مرضه، ونحن أيضا لكى نبدأ فى تغيير حياتنا نريد أن نبرأ من كل ما يعطل حياتنا الروحية مع المسيح، بالتوبة والاعتراف ونقول “توبنى يارب فأتوب”،ليكون لنا وقفة مع أنفسنا ونحاسبها حتى نرى هل الطريق الذى نسير عليه صحيح أم خطأ، وأدرك أنك اليوم تعيش وغدا لا تعلم أين تكون ولذلك توب الأن وليس غدآ، أعمل زي الابن الضال الذى قام فى التو واللحظة وذهب إلى أبيه واعترف بخطئه وأبوه قبله بحب وفرح.

وقال القس بسخريون سعد كاهن كنيسة العذراء والقديس موريس بالعمرانية: سوف أتكلم معكم فى ثلاثة محاور كيف نضع مشكلتك امام الله وكيف يكون عندنا ايمان فى ربنا وكيف نبني بيوتنا روحيا.

بأختصار شديد يا أحبائى الظلام غير موجود فالظلام هو انعدام النور فإذا وجد النور ينعدم الظلام فالنور له شعاع ونحن ندرك أن إلهنا نور من نور فكيف يحيطنا الظلام ونحن نمتلك النور، أما عن مشكلتنا فنضعها أمام الله بكل بساطة ونذكرها أمامه ونقول له أعمل يارب حسب صلاحك ولا نيأس فى رحمة ربنا لانه يعطى المشكلة حتى يسمع صوتنا وأن لم يسمع نبكى له فهو رحوم ولا يستحمل دموعنا لذلك خلى ربنا هو ملجأك فى المشاكل تكلم معه أشكى له اصرخ وترجا ولا تيأس، املأ قلبك بالإيمان بحفظ كلام الله وثق بمساندته ووجودة فى حياتنا بالإيمان الحقيقي ستجد ان المشكلة ليس لها ثقل بل ستمر بدون ألم ووجع ويقول الكتاب المقدس “أدعنى فى يوم الضيق أنقذك فتمجدنى” وايضا يقول “الكلمة قريبة منك” وايضا “جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا اتزعزع”.

واشار ابونا بسخريون لكى نبنى بيوتنا روحيآ يجب ان ندرك عدة أومور، الصلاة الدائمة بالمزامير التى سوف تملأ قلوبنا بالحب والطهارة ولها كلمات نافعة تخفف الألم وصعوبة الحياة التى نعيشها، ويجب ان يصبح الكتاب المقدس هو المرشد الحقيقى فى بيوتنا فالكتاب المقدس هو الحل للأشياء الصعبة وهو غذاء الروح ، ويجب ان نشارك ربنا فى الصلاة والتناول باستمرار ونصوم حتى يدخل الله بيوتنا وإذا التزمنا بتلك الأقوال سوف ننفذ وصايا الله بدون فحص أو انتقاء أو قص لان الوصايا ليس صعبة وإذا أتممنا كل هذه الاشياء سوف تعمل يد الله فى حياتنا ولا يستطيع قوى الشر على نفوسنا لأنها محصنة بقوة الله.

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.