ارفعوا أيديكم عن قداسة البابا ( 3 )
20.07.2020 08:11
Articles مقالات
د. مجدي شحاته - أقباط متحدون
ارفعوا أيديكم عن قداسة البابا ( 3 )
حجم الخط
د. مجدي شحاته - أقباط متحدون

بقلم د. مجدي شحاته

مازلت اتابع مع حضراتكم ، المشهد العبثى المحزن والمزرى غبر المسؤول وغير المبرر، الذى يقوم فيه قلة خارجة عن الصف القبطى ، يمهاجمة الكنيسة القبطية الارثوذكسية من خلال اللتطاول على قداسة البابا تاوضروس الثانى بدون أى وجه حق ، كرامون اردياء وسوست لهم قلوبهم الخبيثة ، ان يستولوا على ثمار الكرم بدلا من ان يؤدوها الى صاحب الكرم ، لكنهم صمموا ان يحولوا نتاج الكرم الى عنبا مراً رديئا . يالهم من فعلة غير مخلصين ، ويل لهم عندما يأتى صاحب الكرم ، ولابد انه آت ... يهدمون بيت الله بأيديهم ، والكنيسة لا تحتمل هزات اخرى ، وهى المستهدفة من أعداء الخير . شاغلهم اللعب على العصب المكشوف ، حتى باتت هجماتهم طقسا يوميا والدعوة الى الفوضى ... الهجوم على قداسة البابا صورة من صور الارهاب الفكرى والمعنوى المتطرف .

 

وأصبح الارهاب يأتينا هذه المرة من الداخل ، من بيننا ، الارهاب ياتينا فى هذا الزمن الأغبر من جوه ... من أبنائنا !! نافذ الى قلب الكنيسة كالخنجر المسموم . اُناس لا ينامون الليل الا وقد ارتكبوا مصيبة او جريمة فى حق الكنيسة .

 

" لا تدخل فى سبيل الاشرار ولا تسر فى سبيل الأثمة .. لانهم لا ينامون ان لم يفعلوا سوءا ، وينزع نومهم ان لم يسقطوا أحدا لاأنهم يطعمون خبز الشر ويشربون خمر الظام " ( أم 4 : 14 ) . 

 

هاجموا قداسة البابا هجوما ضاريا عندما قام مع مجموعة من الآباء الاساقفة بصنع زيت الميرون المقدس بطريقة تقنية جديدة ، تختلف عن الطريقة التقليدية .

 

والكل يعلم تماما ان قداسة البابا أخذ موافقة المجمع المقدس على استخدام الطريقة الجديدة فى اجتماع يوم 4 فبراير 2014 وأقروا استخدامها بعد ان قام القمص جوارجيوس عطالله الكاهن فى اوبروشية لوس انجيلوس بأمريكا وهو دارس متخصص فى علم الكمياء وسبق ان أستعان به قداسة البابا مثلث الرحمات الانبا شنودة الثالث فى كل المرات التى تم عمل الميرون فى عهده ( 7 مرات ) . قام بونا جوارجيوس بشرح الطريقة الحديثة لعمل الميرون . واجاب على كافة الاسئلة التى طرحها المجتمعون . ودارت مناقشات مطولة ولم يفرض أحد رأي معين ، وتم أخذ موافقة المجمع المقدس على أقرار الطريقة التقنية الحديثة .

 

الطريقة التى أثارت واستفزت المعاندون ، تستخدم نفس الزيوت والاعشاب والنباتات وعددها 27 مكون . الجديد فى الامر انه تم استخدام زيوت عطرية مستخلصة وعلى أعلى درجة من النقاوة ، خالية من الماء والرطوبة ، واستخدام الخلاط الكهربائى بدلا من الطحن اليدوى فى الهاون البدائى . ونسأل انفسنا ... ماهو المانع من استخدام العقل والعلم والتطور والتكنولوجيا فى تسيير امور الكنيسة دون المساس بجوهر الايمان او العقيدة ؟ تماما كما نستخدم السيارات والطائرات فى تنقلاتنا فى وقتنا الحالى بدلا من الجمال والدواب فى الماضى ، وكما نستخدم شاشات التلفزيون والموبايل بدلا من الخولاجى والكتب المقدسة . والمهم والاهم ، ان الطريقة تم مناقشة تفاصيلها مع الحاضرين ، وأخذ موافقة المجمع المقدس لأقرارها واستخدامها !!!! فلماذا الهجوم الاحمق الغير مبرر على قداسة البابا ؟؟

 

يهاجمون البابا بلا رحمة أو حياء ، لأنه منذ تواليه المسؤولية، وله قوة مثابرة غير عادية . وله اشتياق نحو توثيق الصلة بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكنائس العالم . والعودة الى روح الكنيسة الاولى القوية الصامدة ، والقضاء على العزلة بين الكنائس التى امتدت عقود طويلة . ولا يخفى على أحد ، كم تسببت عزلة الكنائس الى تراجع الحياة الروحية فى اوروبا وامريكا وآسيا ، حيث تباع وتغلق عشرات المئات من الكنائس ، مع تدهور بالغ فى كنائس القارة الافريقية وتراجع الخدمة بشكل خطيرللغاية نتيجة انقسام الكنائس . قداسة البابا تاوضروس له رؤية صائبة مستنيرة طموحة ، نحو وحدة المؤمنين معا فى المسيح . والتى تترجم رسالة عمل الله فى تاريخنا الانسانى تنفيذا لفكر الله " ليكون الجميع واحدا كما انك أنت أيها الآب فى وأنا فيك ، ليكونوا هم أيضا واحد فينا " ( يو 17 : 20 ) . ومن المعروف ان الكنيسة القبطية منذ حوالى 50 سنة بدأت تقيم الحوارات المسكونية اللاهوتية وتقيم حوار سنوى مع الكنائس الشقيقة . 

 

ثاروا ضد البابا واتهموه بانه خارج عن جوهر الايمان ، عندما اشتركت الكنيسة القبطية فى اسبوع الصلاة العالمى مع كافة الكنائس !! وهو الاسبوع الذى يُمارس منذ عهد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث . وكان نيافة الانبا بيشوى مطران كفر الشيخ المتنيح ضمن المشاركين الدائمين . فلماذا الهجوم الان على البابا تاوضروس ؟؟ 

 

قداسة البابا تاوضروس الثاتى ، له اشتياق مثل كل من سبقوة من البطاركة ، لتوحيد الاعياد المسيحية ، وهى قضية اختلاف فى التقويم تتعلق بحسابات فلكية تعود للقرن الميلادى الرابع ، وليس لها أى علاقة بالعقيدة او اللاهوت . وفى زمن مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث ، كان نيافة الانبا بيشوى مطران كفر الشيح المتنيح ، يرأس لجنة الحوار اللاهوتى بين الكنيستين الارثوذكسية والكاثوليكية ، بغرض توحيد الاعياد بين كنائس الشرق الاوسط . فموضوع توحيد الاعياد بين الطوائف قضية قديمة متجددة ليست وليدة الساعة ، فلماذا شن الهجوم الآن فى قداسة البابا ؟؟ 

 

ان أخطر انواع الحروب الشرسة التى تهدد الاوطان ، تستهدف الرموز الدينية ، خاصة لو كانت رموز وطنية مخلصة ولها دور وطنى مميز للحفاظ على وحدة ابناء الوطن . 

 

للموضوع بقية ... ولنا لقاء آخر ان شاء الله .

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.