بعد «سر المعمودية».. الكنيسة الأرثوذكسية تواجه مأزق «الزواج المختلط»
08.05.2017 09:43
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
بعد «سر المعمودية».. الكنيسة الأرثوذكسية تواجه مأزق «الزواج المختلط»
حجم الخط

ظل الحديث عن فكرة اتحاد سر الزيجة بالنسبة للمسيحيين المصريين، أو كما عُرف إعلاميًا بـ«الزواج المُختلط» بين الطوائف المسيحية المختلفة، بمثابة جُرم فى الشارع القبطى قبل حلول 2017، حتى بدأ الحديث فى الأمر بشكل علنى عبر تأكيد بعض القيادات الأرثوذكسية والكاثوليكية توقيع البابوين تواضروس الثانى، وفرنسيس الأول، وثيقة توحيد لسر المعمودية بين كنيستيهما خلال زيارة البابا فرنسيس الأخيرة لمصر.

 

خريطة المؤيدين والمعارضين بين آباء الكنيسة

 

مصادر كنسية أوضحت أن عملية الترويج لوحدة سر المعمودية التى تمت، ستسهم بشكل كبير فى تقبل الأقباط الزواج المُختلط، غير أن قضية «الزواج المختلط» ستكون الملف الأكثر اشتعالا داخل أروقة الكنيسة خلال الفترة المُقبلة، حيث يعتبر أحد الملفات المهمة والمُقرر مناقشتها فى اجتماع المجمع المقدس فى شهر يونيو المقبل، كما أنه من المقرر طرحه على طاولة ممثلى الكنائس عند مناقشتهم قانون الأحوال الشخصية الموحد. 

 

أشارت المصادر إلى أنه وعلى الرغم من عملية التمهيد التى يتعرض لها ذلك الملف بشكل تدريجى، إلا أن المجمع المقدس سيشهد انقسامًا خلال مناقشة ذلك الأمر، فعلى سبيل المثال هناك قيادات كنسية من المُرجح أن تؤيد مثل الأنبا دانيال أسقف المعادى، والأنبا بولا، أسقف طنطا، والأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط، والأنبا باخوم أسقف سوهاج، والأنبا أندراوس أسقف أبوتيج، بينما هناك قيادات أخرى من المُرجح أن تُعارض، وعلى رأسهم الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة- حسب مصادر كنسية مُطلعة.

 

«الإنجيلية» صاحبة الاقتراح.. وبحث وضع بند فى «الأحوال الشخصية»

قالت مصادر كنسية إن فكرة الزواج المُختلط طرحت لأول مرة بشكل رسمى عندما بدأت قيادات الكنائس الثلاث (الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والإنجيلية) فى البت فى إمكانية وضع بند فى قانون الأحوال الشخصية الموحد- فى طور الإعداد- ينص على «الزواج المُختلط» بدءًا من مطلع 2017، وتحديدًا مع جلسات ممثلى الكنائس القانونيين لوضع ملامح قانون الأحوال الشخصية. 

 

أشارت المصادر إلى أن البت فى ذلك الأمر جاء باقتراح من الكنيسة الإنجيلية، التى لا تُعارض الزواج المُختلط، ولا تُمانع فى إقامة زيجة لطرفين أحدهما إنجيلى، وكذلك لا تضع قيودًا أو شروطًا على تلك الزيجة، سواء من جهة موعد أو مكان إتمامها، على عكس الكنيسة الكاثوليكية، التى تشترط على الفرد الكاثوليكى كتابة إقرار بخط يده يشتمل على خضوعه لـ3 شروط لموافقة الكنيسة على إتمام تلك الزيجة، وهى إتمام طقس الزيجة فى كنيسة من الكنائس الكاثوليكية ووفقًا للطقس الكاثوليكى، والثانى هو تقديم تعهد بألا يُغير الفرد الكاثوليكى ملته بعد الزواج، والثالث هو أن يتربى الأبناء وفقًا لطقوس الكنيسة الكاثوليكية، بينما كان للكنيسة الأرثوذكسية موقف مُعاد لتلك الزيجة خصوصًا فى عهد البابا الراحل شنودة الثالث. 

 

ونفت المصادر ما تردد بشأن توقيع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أى وثائق حول ذلك الشأن خلال زيارته للفاتيكان فى عام 2014، فى إشارة إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تسير وفق نظام مجمعى، وبناء عليه لن يتم تطبيق ذلك النظام إلا بعد موافقة المجمع المقدس.

 

بسيط: جائز بشرط الانتهاء من قانون الأحوال الشخصية أولًا

 

قال القمص عبدالمسيح بسيط أبوالخير إن الزواج المختلط هو أحد الملفات المطروحة وبقوة والمتوقع تنفيذها بشكل واقعى جدًا، ولكن خطوة تلو خطوة، حتى لا يكون التغيير دفعة واحدة. وأضاف «بسيط» أنه بعد توحيد المعمودية لا يوجد مانع كنسى لإتمام الزواج بين شخصين من طائفتى الكاثوليك والأرثوذكس، ولكن بشروط أن يتفقا على طائفة واحدة تكتب فى عقد الزواج، مؤكدًا أنه لا يجوز أن يكون هناك اختلاف فى الطائفة بعقد الزواج وذلك نظرًا لاختلاف قانون الأحوال الشخصية بين الطائفتين، وبناء عليه يجب أن يختار أحدهما طائفة الآخر لكى يسير على النظام الكنسى فى زواجهما وبنود قانون الأحوال الشخصية المطبق للطائفة التى سوف يختارها العروسان. وأكد «بسيط» أنه بسبب عدم وجود قانون موحد للأحوال الشخصية لا يجوز أن توافق الكنيسة على زواج مختلفى الطائفة بسبب الشروط المختلفة بين الطائفتين الأرثوذكسية والكاثوليكية فى بنود الزواج والانفصال، الأمر الذى يُحتم ضرورة الانتهاء من مشروع القانون الموحد للأحوال الشخصية للأقباط.

 

مارى الأرثوذكسية فشلت خطبتها من كاثوليكى

 

«مارى. ن. ر» قبطية أرثوذكسية تبلغ من العمر 30 عامًا، قالت إن خطبتها تعرضت للفشل لكونها أرثوذكسية، وخطيبها السابق كان كاثوليكيًا، حيث إنه أصر على أن ينتمى الأبناء فيما بعد للكنيسة الكاثوليكية، بينما هى عارضت ذلك وتشبثت بأن ينتمى أبناؤها لكنيستها وكنيسة آبائها، الأمر الذى أسفر فى النهاية عن فشل الخطبة.

 

(ص. ص. ب) رجل يبلغ من العمر 62 عامًا، أكد أنه تعمد حسب طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلا أنه ظل طيلة حياته يواظب على الصلاة فى كنيسة الأخوة الإنجيلية بمنطقة إنجى هانم بشبرا مصر، وحينما تزوج أثناء مرحلة شبابه تزوج أولا فى الكنيسة الإنجيلية، وعاد بعدها بعامين ليتمم الإكليل، حسب طقوس الكنيسة الأرثوذكسية، بعد إصرار زوجته، والتى اعتنقت المذهب الأرثوذكسى حتى وفاتها، مؤكدًا أنه أنجب أولاده وعمدهم طبقًا للمذهب الأرثوذكسى، لافتا إلى أن الكنيسة الإنجيلية تتمتع بالحرية فى تلك النقاط، بعكس الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.  نقلا عن الدستور

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.