"الخدمة حياة".. راهبة تسجّل رغبات طالبة مغتربة في مكتب التنسيق
21.07.2017 07:27
تقاريركم الصحفيه Your Reports
حجم الخط

داخل معمل رقم 3 للحاسب الآلي بهندسة القاهرة، انهمك الطلاب وأولياء الأمور في تسجيل رغبات التنسيق، في اليوم الرابع من المرحلة الأولى للثانوية العامة، هدوء حذر يسود القاعة يقطعه همهمات المشرفين المتواجدين لمساعدة العدد المحدود من الحضور، في أحد الأركان وأمام شاشة الكمبيوتر، تجد سيدة ترتدي زي الراهبات، ملابس مميزة رمادية اللون، يتدلى الصليب على صدرها، هنا تنهي الراهبة إجراءات التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للتنسيق.

 

دقائق قليلة مرّت، تنهض بعدها الراهبة الأربعينية وتتجه مع أحد المشرفين نحو جهاز الطابعة، ليسلّمها نسخة من ورقة الرغبات التي سجلتها، بابتسامة هادئة تسأله "كده خلاص مفضلش حاجة" ليرد بالإيجاب، قبل أن تهم بمغادرة القاعة حاملة في يديها بعض الأوراق.

"جاية أسجل الرغبات لبنت بخدمها في الكنيسة" تقول "تاسوني" الراهبة بإحدى كنائس الجيزة، وتوضّح لمصراوي إن الفتاة تدرس بإحدى المدارس الثانوية التابعة للكنيسة، وتقيم بدار للمغتربات توفره الكنيسة أيضًا، تصمت الراهبة الأربعينية وتتابع أنها أشفقت على الشابة الصغيرة التي لا تُحسن التسجيل بنفسها خشية الوقوع في أي خطأ، وكذلك رأت صعوبة في استدعاء أهلها من إحدى محافظات صعيد مصر ليقوموا بعملية تسجيل رغبات التنسيق لها، فقررت أن تتولى هي الأمر.

منذ 5 سنوات، كان لـ"تاسوني" تجربة مع تسجيل الرغبات لابنة صديقتها بمكاتب التنسيق الرسمية التي توفرها الجامعات، ساعدها ذلك على إنهاء إجراءات التسجيل سريعًا "نشكر ربنا مخدتش مني ربع ساعة"، وتضيف أن تواجد المشرفين ساعدها كذلك "بصراحة ناس كويسة متعاونين وكانوا معانا وبيطمنونا".

 

"كل أبناء الكنيسة ولادي، مقدرش أتأخر عنهم" تقول "توساني" برزانة وطيب نفس يليق بإحدى خادمات الكنيسة، وتشير إلى أن الطالبة حضرت معها ولكنها تركتها أمام بوابة الجامعة حتى تنهي لها إجراءات التسجيل، تبتسم وتكمل أنها رتبت الكليات وفقًا لما يناسب مجموع الشابة الصغيرة البالغ 87% "بدعي لربنا يكتبها الخير"، بابتسامة خجولة تسمح لنا بالتقاط صورة لها قبل أن تهم بالمغادرة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.