أكدت فاطمة إسحاق، القيادية بتجمع قوى التحرير في شمال دارفور، إن ميليشيا الدعم السريع أفسدت الحياة في دارفور وكردفان، بل في السودان كله بما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية.
الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع ضد المدنيين في دارفور تجاوزت حدود الانتهاكات الميدانية
وقالت فاطمة إسحاق، القيادية بتجمع قوى التحرير في شمال دارفور، في تصريح خاص لـ"الدستور"، على هامش مشاركتها في الندوة التي نظمتها السفارة السودانية بالقاهرة في بيت السودان تحت عنوان "الأوضاع في دارفور وكردفان"، "إن الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع ضد المدنيين في إقليم دارفور، وخاصة في مدينة الفاشر، تجاوزت حدود الانتهاكات الميدانية لتصبح أداة منهجية لنشر الرعب وبث الفوضى وتفكيك البنية المجتمعية في الإقليم"
وأضافت أن تلك الممارسات "دمّرت أسس الحياة الطبيعية، وأجبرت مئات الآلاف على النزوح في ظروف إنسانية قاسية"، مؤكدة أن ما حدث ليس صراعًا عسكريًا فحسب، بل إبادة عرقية مكتملة الأركان ضد مكونات بعينها من الشعب السوداني.
يجب المطالبة بتصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية استنادًا إلى حجم الجرائم الموثقة التي ارتكبتها
ودعت إسحاق في تصريحها لـ"الدستور"، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يجري في السودان، قائلة: "على القوات المشتركة واللجان الشعبية أن ترفع توصية عاجلة للأمم المتحدة لتصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية، استنادًا إلى حجم الجرائم الموثقة التي ارتكبتها منذ اندلاع الحرب في 15 إبريل 2023".
ولفتت القيادية السودانية إلى أن الدعم السريع لم تكتفِ بارتكاب الجرائم على الأرض، بل قامت بـتوثيق أفعالها وبثّها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لترويع السكان وتعزيز موجات النزوح القسري من المدن، مشيرة إلى أن هذا النمط السلوكي يعكس عقلية منظمة تسعى لتدمير ما تبقى من نسيج المجتمع السوداني.
وأكدت فاطمة إسحاق أن ما ارتكبته الميليشيا من قتلٍ للأبرياء واغتصابٍ للنساء ونهبٍ للمدن، جعل للشعب السوداني وحده الحق في تحديد مصير هذه الحرب، سواء بالاستمرار في القتال حتى دحر الميليشيا أو القبول بهدنة مشروطة بضمانات حقيقية للعدالة والمحاسبة.
نداءً إلى الشعب السوداني في الداخل والمهجر للوقوف صفًا واحدًا خلف القوات المسلحة السودانية
وفي ختام حديثها، وجهت إسحاق نداءً إلى الشعب السوداني في الداخل والمهجر للوقوف صفًا واحدًا خلف القوات المسلحة السودانية في ما وصفته بـ"معركة الكرامة"، مؤكدة أن الدعم السريع لا تمتلك القدرة على مواجهة الجيش النظامي والقوات المشتركة ميدانيًا، ولكنها تستقوي على المدنيين العزّل. وقالت: "هذه ليست حربًا بين قوتين، بل معركة من أجل بقاء الوطن وكرامة إنسانه."